10 أبريل، 2024 1:56 ص
Search
Close this search box.

“بوكو حرام” النيجيرية .. هل تصبح البديل الأقوى لـ”داعش” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – هانم التمساح :

المتأمل لحركة جماعات العنف الديني المسلحة يجد أنها متطورة وتنبثق كلها من نهج واحد، وإن اختلفت مسمياتها وأساليبها القتالية، فكما تفوق تنظيم (داعش) في إجرامه على تنظيم (القاعدة )، الحركة الأم، بل وانتقده وهاجمه، فيما بعد.. يتجلى سؤال الآن وهو: هل تصبح جماعة (بوكو حرام) الوريث الشرعي لتنظيم (داعش)؛ الذي بدأ يتهاوى مؤخرًا ؟.. خاصة بعد أن بدأت عناصر (داعش) تهرب نحو “إفريقيا”، بل وأنضم عدد منهم بالفعل إلى (بوكو حرام) التي سبق وأعلنت مبايعتها لـ”البغدادي”.

عشر سنوات، هي عمر حركة (بوكو حرام)، التي تُعد أكثر الحركات الإرهابية عنفًا في “إفريقيا”، وفقًا لإحصائيات دولية. وتصاعد نشاط (بوكو حرام) عقب مبايعتها تنظيم (داعش)، قبل أربعة أعوام؛ حيث إتخذت الحركة من (داعش) وحشيته، لذلك حازت لقب، “الجماعة الأكثر دموية في العالم”، بعدما تفوقت على (داعش) أيضًا في العنف، والمجازر التي إرتكبتها والتي لا تتوقف حتى الآن، إذ قتلت (بوكو حرام) ما يقرب من 30 ألف شخص، وشرّدت أكثر من مليونَي شخص، وفقًا لمصادر الأمن النيجيرية.

الأكثر دموية في العالم..

و(بوكو حرام)؛ هي الحركة الأكثر دموية، في 2014، والمسؤولة عن قتل 6644 شخصًا، ونفّذت الحركة خلال عام 2015؛ ما يقرب من 500 هجوم.. وكان أول هجوم لـ (بوكو حرام) خارج “نيجيريا” على المناطق الحدودية لـ”تشاد” و”الكاميرون”، وقُتل فيه 520 شخصًا ضمن 46 هجومًا، ثم تضاعفت العمليات ضد البلدان المجاورة.

كما تُعد الحركة من أكثر التنظيمات الإرهابية التي تستخدم الهجمات الانتحارية في عملياتها، خصوصًا في ظل إعتمادها على النساء والأطفال في تنفيذ تلك الهجمات.

المراقب لنشاط الحركة، في بداية نشأتها؛ يرى أنّها بايعت تنظيم (القاعدة)، وخلال السنوات العشر السابقة استطاعت أن تؤسس علاقات قوية مع التنظيمات الإرهابية النشطة في دول الجوار، وبعد أن بايعت (داعش) أصبحت أكثر عنفًا، وعندما تم تضييق الخناق على (داعش)، في “سوريا” و”العراق” أخيرًا، كثّفت الحركة من نشاطها وانتشارها في القارة السمراء، وهذا يفسر نشاطها الملحوظ عقب هزائم (داعش) الأخيرة وفرار عناصره.

بداية دعوية ونهاية دموية..

عُرفت (بوكو حرام)، في بدايتها، كحركة دعوية، إلى أن تولى، “محمد يوسف”، قيادتها، وخلال السنوات الأولى من تولي “يوسف” القيادة، شهدت الحركة تغيير اسمها أكثر من مرة مثل؛ “حركة طالبان النيجيرية”، و”المهاجرون”، و”اليوسفية”، و”جماعة أهل السُنة للدعوة والجهاد”، حتى استقرت على اسم (بوكو حرام)، الذي يعني: “التعليم الغربي حرام”؛ بلغة “الهوسا”.

وفى بداية عام 2009؛ أعلن “محمد يوسف”، زعيم الحركة الأسبق، الحرب على الحكومة النيجيرية من خلال ما سماها “الرسالة المفتوحة”، والتي هدد فيها عددًا كبيرًا من القيادات السياسية في “نيجيريا” بالقتل.. وفي يوم 30 تموز/يوليو من نفس العام، ألقت الشرطة النيجيرية القبض على “يوسف”، وهو يلقي خطبة في مسجد “ابن تيمية”، وخلال القبض عليه قاوم رجال الشرطة، وأسفر ذلك عن مقتله.

ومع تولي “أبوبكر شيكاو”، قيادة الحركة، تزايد العنف وتطورت أساليبه، خاصة وأنه صاحب استراتيجية خطف الفتيات من المدارس، بزعم أن الفتيات خُلقن للزواج لا للتعلم، وصاحب أيضًا استراتيجيات العمليات الانتحارية، التي انتشرت بعد توليه زعامة الحركة.

انقسام على الزعامة..

تأسيس حركة (بوكو حرام) يعود، إلى عام 1995، وهو العام ذاته الذي أنشأ فيه، “أبوبكر لاوان”، جماعة تُعرف بـ”أهل السُنة والهجرة”، أو جماعة الشباب “منظمة الشباب المسلم”؛ في منطقة “مادوغيري” بولاية “بورنو”، (تقع في شمال شرقي نيجيريا)، وإنضم إليها وشكّلها في الأصل مجموعة من الطلاب النيجيريون المتسربون من المدارس.

وتشير الإحصائيات إلى أن أول عملية مسلحة للحركة كانت، عام 2003، وذلك بعد أن انتشرت الحركة في ولايات شمال شرقي وغرب “نيجيريا”، واستمر الأمر حتى آذار/مارس 2015، عندما بايع “شيكاو”، “أبوبكر البغدادي”، زعيم تنظيم (داعش)، وذلك حدث في بيان صوتي بُثّ عبر حساب الحركة على موقع (تويتر)؛ بلسان “شيكاو”.

لكن الانقسام ضرب الحركة بسبب قرار (داعش) تغيير زعيمها، “أبوبكر شيكاو”، وتنصيب “أبومصعب البرناوي”؛ خلفًا له.. وهو الأمر الذي كان بداية لسلسلة من الاضطرابات التي هزت أركان الحركة بقوة، فوجد الانقسام طريقه بين صفوف الحركة بين مؤيدين لـ”شيكاو”، ومؤيدين لـ”البرناوي”، ولم تتوقف موجة الانقسامات التي ضربت الحركة عند حد الحرب الكلامية، بأن وجه كل منهما اتهامات إلى الآخر، بالخروج عن مباديء الحركة، وعدم صلاحيته للقيادة.

دواعش سوريا والعراق لجأوا لـ”بوكو حرام”..

وراهن (داعش)، بعد هزائمه المتتالية من قِبل قوات “التحالف الدولي”، في “العراق” و”سوريا”، وهروب مقاتليه، على ذراعه، (بوكو حرام)، للتوسع في “إفريقيا”، حسب مراقبون.

وقال الدكتور “إبراهيم نجم”، مدير مرصد الفتاوى التكفيرية بـ”دار الإفتاء” في مصر، في تصريحات صحافية، إن: “العمليات الانتحارية إنتقلت إلى إفريقيا على يد (بوكو حرام)، بعد أن بايعت (داعش) وأستلهمت أساليبه وخططه في الهجمات الإرهابية التي تشنها، حتى أصبحت أكثر الجماعات الإرهابية استخدامًا للهجمات الانتحارية في العالم”.

ويرى محللون أنه: “عندما بايعت (بوكو حرام)، تنظيم (داعش)، أدى ذلك إلى زيادة قدراتها القتالية أكثر من ذي قبل، والفكرة الرئيسة التي تؤمن بها الحركة، وأيضًا (داعش)، هي فكرة الدولة الإسلامية”، كما إن “معظم هجمات (بوكو حرام) تستهدف أماكن مكتظة بالسكان كالأسواق وغيرها، إضافة إلى ذلك أنهم يستهدفون المساجد، خصوصًا في صلاتي الجمعة والفجر، ما يتسبب في وقوع العديد من الضحايا، وأسلوب عملياتها يميل إلى استخدام القنابل والعبوات الناسفة والأحزمة الناسفة، ما يزيد من أعداد القتلى والجرحى”.

ويُعتقد على نطاق واسع أن عدد الأولاد والرجال الذين اختطفتهم (بوكو حرام)، وتم تجنيدهم بالقوة خلال السنوات العشر الماضية، أكثر بكثير من الذي تشير إليه الإحصائيات.

وأعلنت “منظمة العفو الدولية” الحقوقية، في شباط/فبراير الماضي، أن (بوكو حرام) قتلت 60 شخصًا على الأقل في هجوم وصفته المنظمة بأنه: “أكثر الهجمات الدموية التي تنفذها الحركة منذ 10 سنوات”.

في ذات السياق؛ قال المراقبون إن: “(بوكو حرام) نجحت في إقامة شبكة علاقات قوية مع التنظيمات القاعدية بشمال إفريقيا، خصوصًا مع تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب) من خلال إرسال الحركة عددًا من مقاتليها للمشاركة في القتال في شمال مالي، إلى جانب تنظيم (القاعدة)، الذي ساعد الحركة في الحصول على التمويل والسلاح والتدريب لعناصرها”.

وتشير بعض المؤشرات، في هذا الصدد، إلى أن تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب) مد الجماعة بكميات من الأسلحة نُقلت إليه من “ليبيا”، عبر دول الجوار خصوصًا؛ “النيجر وتشاد” علاوة على أن (بوكو حرام) باتت تعتمد الآن بشكل كبير على الأطفال صغار السن للقيام بعمليات انتحارية، حيث تستغل الوجه البريء للطفل للنفاذ إلى الأهداف بسهولة، حيث لا يحتاج الطفل إلى التدريب، وبالتالي لا مجال للفشل؛ وعندما تم تضييق الخناق على (داعش)، في “سوريا” و”العراق” أخيرًا، كثفت الحركة من نشاطها وانتشارها، وهذا يفسر نشاطها الملحوظ عقب هزائم (داعش)، لتأكيد أنها الحركة الأكثر قوة ودموية في العالم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب