20 أبريل، 2024 2:41 ص
Search
Close this search box.

بوصلة الأحداث تجعل “ترامب” يعلن مجددًا الانسحاب من “سوريا” .. فهل ينفذ ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في ظل المتغيرات الإستراتيجية المتسارعة على الأراضي السورية، واقتراب النظام السوري من السيطرة الكاملة علي كافة المناطق التي سيطرت المعارضة عليها، وذلك مع الإنتهاء من معركة “إدلب”، أعلن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، أن “الولايات المتحدة” ستتخذ قرارًا قريبًا بشأن وجود قواتها في “سوريا”، بعد القضاء على تنظيم (داعش).

قائلاً “ترامب”، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس البولندي، “أنغي دودا”، في “واشنطن”، الثلاثاء 18 أيلول/سبتمبر 2018: “لقد قمنا بعمل هائل في سوريا ومنطقة القضاء على (داعش)، وهذا هو سبب وجودنا هناك، نحن قريبون جدًا من الإنتهاء من هذا العمل، ثم سنقرر عن ما الذي سنفعله”، مؤكدًا: “سنتخذ القرار بسرعة”.

في الوقت ذاته؛ كان الرئيسان “بوتين” و”إردوغان” قد اتفقا، يوم الاثنين، في “سوتشي” على نزع السلاح من خط التماس بين قوات المعارضة والحكومة في محافظة “إدلب”، بحلول 15 تشرين أول/ أكتوبر 2018. ووقع وزيرا دفاع البلدين على مذكرة تفاهم بشأن استقرار الوضع في “إدلب”.

ترحب بأي مبادرة تحقن دماء السوريين..

ونقلت وكالة الأنباء السورية، (سانا)، عن مصدر مسؤول في “وزارة الخارجية السورية”، قوله إن: “الجمهورية العربية السورية إذ تشدد على أنها كانت ولا تزال ترحب بأي مبادرة تحقن دماء السوريين”.

وتابع: “كما ترحب بأي مبادرة يمكن أن تساهم في إعادة الأمن والأمان إلى بقعة ضربها الإرهاب”.

مؤكدًا المصدر على أن “دمشق” ماضية في حربها ضد الإرهاب حتى تحرير آخر شبر من الأراضي السورية، سواء بالعمليات العسكرية أو بالمصالحات المحلية، التي أثبتت نجاحاتها في حقن دماء السوريين، وعودة الأمن والأمان إلى المناطق التي جرت بها، ما ساهم أيضًا في البدء بعودة اللاجئين إلى ديارهم، بحسب قوله.

تسليم بانتصار “سوريا”..

وحول مدى جدية “ترامب” في سحب “القوات الأميركية” من “سوريا”، وصف الأكاديمي المصري والباحث المتخصص في الشأن الأميركي، الدكتور “أيمن عبدالشافي”، إعلان الرئيس “ترامب”، بأنه تسليم أميركي بأن “سوريا” تتحرر من الإرهاب.

وقال “عبدالشافي”؛ إن “ترامب” لن يعترف أبدًا بأنه كان أحد العوائق أمام الحرب الحقيقية ضد الإرهاب، التي يخوضها “الجيش السوري” وحلفاؤه من العسكريين الروس والإيرانيين واللبنانيين، وحتى من “تركيا”، بدعمه لبعض الفصائل المسلحة.

مضيفًا: “هو يدرك هذه الحقيقة جيدًا، ولكنه لن يدع مجالاً للأميركان، ليكتشفوا حقيقة الدور الأميركي في سوريا، والذي كانوا يدفعون ثمنه من جيوبهم ومن ضرائبهم، وبالتالي فهو يتحدث الآن عن انسحاب القوات الأميركية – الموجودة بشكل غير شرعي في الأساس – من سوريا بعد إنتهاء تنظيم (داعش) الإرهابي هناك”.

وتابع الأكاديمي المصري، أن “انسحاب القوات الأميركية من سوريا، يعد تسليمًا من جانب الولايات المتحدة الأميركية بأن سوريا انتصرت في حربها على الإرهاب، وأن الحرب هناك كانت بين دولة وحلفائها، وبين تنظيمات إرهابية تلقت دعمًا لتلعب دورًا قذرًا، وليست معركة ديمقراطية أو حريات كما وصفها الأميركان في البداية”.

تصدر الروس لبرواز النصر يجعل “ترامب” متراجعًا عن الانسحاب قبل خروج “داعش”..

ولفت الدكتور “أيمن عبدالشافي”، إلى أهمية “الدور الروسي” في الأزمة السورية، حيث أن التواجد الروسي كان أهم العوامل التي ساعدت على تحقيق “الجيش السوري” انتصاراته المتتالية على الإرهاب، ولكنه في الوقت نفسه كان عامل استفزاز بالنسبة للأميركان، الذين يرفضون إخلاء الساحة للروس، ليتصدروا مشهد الانتصار وحدهم.

وأردف: “دونالد ترامب تأبى عليه كرامته أن ينسحب من سوريا قبل أن تكتمل عملية طرد تنظيم (داعش) الإرهابي منها، لأن الروس سيكونون أول من يتصدر برواز النصر بجانب السوريين، وهو يدرك أيضًا أن تواجده لن يجعله داخل هذا البرواز، لذلك يحاول عرقلة كافة الجهود الرامية لحل الأزمة السورية داخليًا وخارجيًا”.

ما يكتبه على “تويتر” ينفذه..

من جانبه؛ قال الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور “باسل الحاج جاسم”: “في الحقيقة كل ما يكتبه الرئيس الأميركي، ترامب، على (تويتر) ينفذه لو بعد حين، وفي هذا السياق أود الإشارة هنا إلى ما ذكره ترامب حول عدم بقاء الأميركيين داخل الأراضي السورية، ومن هنا نرى أن تغريدة الرئيس ترامب بهذا الخصوص هي الأصدق، وهي التي تعبر عن ما يدور في عقله، عندما ذكر قائلاً: إننا لن نبقى في سوريا، وحدد فترة زمنية لبضعة أشهر، صحيح بعد ذلك صدرت بعض التصريحات عن مؤسسات أميركية أخرى بأنهم مستمرون بالبقاء في سوريا، وربطوا ذلك بأسباب أخرى، إلا أن تغريدة الرئيس، ترامب، بخصوص الخروج من سورية هي التعبير الحقيقي عما يدور في خلد ترامب”.

مضيفًا: “نحن في عهد مختلف عن كل عهود الرؤساء الأميركيين السابقين، اليوم الرئيس، ترامب، يتصرف كرئيس غير عادي، ربما كل ما يراه في مصلحة ما يتعامل معه على أساس أنه رجل بيزنس، فيقوم رجل الأعمال، ترامب، بتنفيذه، وهناك تناقض بين ما يريده، ترامب، وما تصرح به مؤسسات أخرى، إلا أنه يبدو في كثير من الأحيان أن الأمر يعود له، وعلى سبيل المثال الصفقة فيما يخص الملف النووي الإيراني، فقد رأينا أن مؤسسات أميركية كانت تؤكد بأنه لابد من الاتفاق، والحلفاء الأوروبين أيضًا كان لهم نفس النظرة، ومع ذلك رأينا أن الرئيس، ترامب، نفذ ما تحدث به خلال حملته الانتخابية وما غرد به على (تويتر)، وهذا الأمر ينطبق تمامًا على سورية، غرد بأنه لن يبقى في سورية وهذه التغريدة هي الأصدق وهي تعبير فعلي عن ما يفكر به ويدور في عقله حول البقاء في سورية”.

المشاريع الأميركية تهدد المصالح الروسية التركية..

وأشار “الحاج جاسم” إلى أن “تغريدة ترامب الأولى كانت قبل عدة أشهر، ونحن لا نستطيع ربط كل مواقف ترامب مع بعضها البعض، صحيح أن تغريداته أحيانًا تظهر مخالفة لكل التوقعات، لكن من الصعب القول أن ترامب خلال ساعات يمكن أن يغير موقف إستراتيجي، وخاصة بما يخص ما جرى منذ يومين في سوريا وإسقاط الطائرة الروسية، فقد عبر عن أسفه لهذا الحادث، ولفت النظر إلى أنهم (الأميركان يقصد)،  لابد أن ينهوا المهمة التي أتو من أجلها إلى سورية، وهي القضاء على تنظيم (داعش) الإرهابي، ومن هنا نلاحظ أن وجود منظمات إرهابية على المستوى الدولي متلازمة مع استمرار التدخلات الأميركية وعدم وجود أي منظمة إرهابية يعني لا يوجد أي مبرر للتواجد الأميركي، ومن هذه الزاوية ربما نجد أن التوافق الروسي التركي هام باعتبار أن الكثير من مشاريع أميركا مؤخرًا، ولاسيما في سوريا، باتت تهدد المصالح القومية العليا لموسكو وأنقرة، وهنا وجدنا ربما في شق من اتفاق سوتشي الأخير بين الرئيسين، الروسي والتركي، للقيام بعملية عسكرية مشتركة لضرب التنظيمات المصنفة على قوائم الإرهاب الدولي وأحد بنود الإتفاق؛ هي نزع وجود أي مبرر للتواجد الأميركي على الأرض السورية”.

لافتًا إلى أن “واشنطن لا يعنيها أي من الطرفين السوريين المتصارعين، ولا تعنيها محادثات جنيف، ولا محادثات “آستانة” ولو كانت يعنيها الطرفين، لكانت دخلت كطرف ضامن في محادثات “آستانة” عندما اجتمعت الأطراف صاحبة الكلمة على الأرض السورية، واشنطن إلتزمت بأن تكون مراقب يعني المتفرج، مع أن لها نفوذ بدعمها الإمتداد السوري لحزب العمال الكُردستاني المصنف إرهابيًا في تركيا و(الناتو)، أيضًا لابد أن نلاحظ العملية العسكرية التركية الأولى التي أطلق عليها اسم عملية، “درع الفرات”، كانت ضد المشروع الأميركي الذي يهدف إلى تمزيق وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية، ومن هنا نجد أن العملية المشتركة الروسية التركية قد تساهم في الحفاظ على وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية، وهو عامل آخر لإيقاف المشروع الأميركي، ونستطيع القول أن اتفاقات “آستانة” كانت ضد هذا المشروع وأوقفته حتى الآن”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب