خاص : ترجمة – آية حسين علي :
يكمل الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، 9 أشهر في البيت الأبيض، وصفحته قد امتلأت بالكثير من التصريحات الصارخة والقرارات المثيرة للجدل.
ويواجه “ترامب” معارضة واسعة بسبب “سيولة” التصريحات المثيرة التي يصدرها، واستخدامه المفرط لموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” وسياساته التي تؤدي إلى الانقسام والتفرقة مثل معارضة الهجرة والاعتقاد بتفوق الجنس الأبيض، والسبب في ذلك وفقاً لمحللين هو أن “ترامب” مصاب بالنرجسية ولا يتعب نفسه بمحاولة التفكير قبل الكلام كما أنه يتمادى في إظهار العداء.
خروج عن النص..
عادة لا يتدخل الرؤساء السابقين للولايات المتحدة في السياسة، ويشاركون بالكاد في المناسبات البروتوكولية فقط، إلا أن الأسبوع الماضي شهد خروجاً عن النص فيما يخص مواقف الرؤساء “جورج دبليو بوش”، و”باراك أوباما”، إذ اضطروا إلى كسر الصمت أمام ما يعتبرونه انحراف استبدادي مسبب للخلاف في سياسة الرئيس الحالي “ترامب”، وطالب “أوباما” و”بوش” ضمنياً خلال رسائل وجهوها بالبحث عن بديل له.
وكان “بوش”، الذي حكم الولايات المتحدة لمدة ولايتين متتاليتين، قد اعتزل السياسة بعد فوز “أوباما” ومغادرة البيت الأبيض منذ حوالي 9 سنوات، ولم تسجل له أية مواقف سياسية معلنة خلال تلك الفترة.
بينما ظل “أوباما” طيلة 9 أشهر، منذ تسلم “ترامب” السلطة، صامتاً رغم الاعتداءات والسباب الذي يوجهه له “ترامب”، ولم يكن له أية ردود فعل سوى البيان الذي أصدره رداً على إعلان “ترامب” تصفية برنامج العمل المؤجل للقادمين في مرحلة الطفولة “دكا”، الذي يتم بموجبه منح اللاجئين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة عندما كانوا أطفالاً حق الحياة والعمل والدراسة داخل البلاد مؤقتاً.
قلق من إدارة “ترامب”..
يرى محللون أن إعلان الرئيسان لمواقفهما السياسية في نفس التوقيت، يعبر عن القلق الذي يعتري قطاعات واسعة داخل الأوساط الأميركية من طريقة إدارة “ترامب” للقوة الأولى في العالم.
ورغم أنه لم يذكر أي من الرئيسين اسم “دونالد ترامب” صراحة، إلا أن الإيحاء إليه خلال الرسالة كان واضحاً بما فيه الكفاية.
لم تزد مدة خطاب “بوش”، الذي ألقاه خلال مشاركته في “المنتدى الوطني للحريات والأسواق الحرة والأمن” بمعهد “بوش”، عن 15 دقيقة، لكنه تضمن عدة رسائل مباشرة، إذ قال: إن “التعصب والاعتقاد بتفوق العرق الأبيض بأي شكل من الأشكال يعد طعناً في العقيدة الأميركية، ويبدو أن هناك تمادياً في التعصب والمشهد السياسي أصبح أكثر عرضة لنظريات المؤامرة والفبركات الواضحة”.
كما حذر من أن الفوضى والإرهاب ونشاط العصابات الإجرامية وتجارة المخدرات كلها أمور تهدد الأمن القومي للولايات المتحدة، مشدداً على حاجة البلاد إلى استعادة هويتها الخاصة من جديد.
وأضاف: “نلاحظ أن الثقة في قيمة الأسواق الحرة والتجارة الدولية يقل تدريجياً.. لقد نسينا أن الصراعات وعدم الاستقرار والفقر هم نتيجة حتمية للسياسات الحمائية”، كما هاجم العداء للأجانب مؤكداً على أن الهجرة ظلت دوماً تجلب الحيوية لأميركا.
بينما شارك “أوباما” في حدثين لدعم المرشحين الجمهوريين، “لفيل مورفي”، و”رالف نورثام”، لرئاسة ولايتي “نيوغيرسي” و”فيرغينيا”، وقال: “تلاحظون أنني لا أتدخل كثيراً في السياسة خلال الفترة الأخير، لكن هناك شئ أعرفه جيداً وهو أنه إذا اعتمدت على تفريق الناس كي تحرز الفوز في حملة فإنك لن تستطيع أن تحكم، لأنك لن تتمكن من توحيدهم لاحقاً.. وهناك أشخاص يحاولون عبثاً مضايقة الآخرين وشيطنة من لديهم أفكار مختلفة، ويعملون على تهييج الناس لتحقيق مصالح تكتيكية على المدى القصير”.
وفي سياق متصل، تعرض “ترامب” أيضاً للهجوم من قبل وزير الخارجية الأميركي السابق، “جون كيري”، إذ قال تعليقاً على سياساته: إن “هذا النوع من الرئاسة الفوضوية غير مسبوق، ولا أذكر شيئاً كهذا في الأزمنة الحديثة”، وهاجمه السيناتور، “جون ماكين”، أيضاً، إذ قال: إن “الكونغرس مضطر إلى العمل مع رئيس قليل الدراية وضعيف الخبرة وسريع الانفعال”.