خاص : ترجمة – لميس السيد :
اعتبرت وكالة (بلومبرغ) الأميركية أن القائد الليبي، “خليفة حفتر”، هو القائد المفضل لدى الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، وذلك في تقرير تحليلي نشرته تحت عنوان: (ترامب أصبح لديه قائد جديد مفضل)، حيث رجحت الوكالة أن “الإمارات” هي سر الضغط على “الولايات المتحدة” في حدوث الوفاق بين “ترامب” و”حفتر”.
وتبدو المحادثات الهاتفية المستمرة، بين “ترامب” و”حفتر”، علامة على الموقف الأميركي الداعم للمشير، “حفتر”، حيث أشارت الوكالة الأميركية إلى أن “ترامب” أجرى اتصالًا هاتفيًا بـ”حفتر” أعرب خلاله عن دعمه، وذلك بعد حديثه مباشرة مع “محمد بن زايد”، ولي عهد “أبوظبي” بـ”الإمارات العربية”، في نهاية شهر نيسان/أبريل 2019.
سر التقارب المفاجيء !
كما أصدر “البيت الأبيض”، بيانًا، أشاد فيه بدور “حفتر” في مواجهة الإرهاب، مشيرًا إلى انتصاراته ضد المسلحين المرتبطين بـ (القاعدة) في المدن الواقعة في شرق البلاد، (بني غازي ودرنة).
وفي “مجلس الأمن” انتقلت “الولايات المتحدة” من تأييد مسودة قرار بريطاني، يدعو لوقف إطلاق النار في “طرابلس”، إلى التهديد باستخدام الـ (فيتو) في حال تم إحالة القرار للتصويت.
خاصة أن ذلك يأتي بعد شهر على بدء هجوم، المشير “خليفة حفتر”، على “طرابلس”، يبدو الوضع طريق مسدود بالكامل. فالمواقع العسكرية على حالها وأي حوار يبدو مستحيلًا للخروج من النزاع في البلد الذي أصبح أرضًا للصراع على النفوذ بين القوى الكبرى.
وتدور المواجهات في محيط “المطار الدولي”، (على بُعد 30 كلم عن طرابلس)، وهو غير مستخدم منذ تدميره في معارك بين فصائل مسلحة في 2014، وأيضًا في شمال مدينة “غريان”، (على بُعد 80 ملن جنوب غرب طرابلس)، وهي قاعدة خلفية لـ”الجيش الوطني الليبي”. لكن “خط الجبهة يتغير بطريقة متقلبة، أحيانًا عدة مرات في النهار”، كما يقول، “جلال حرشاوي”، الباحث في معهد “كليغندايل” في “لاهاي”.
“بن زايد” كلمة السر..
ونقلت الوكالة الأميركية، عن دبلوماسي اشترط عدم ذكر اسمه بسبب حساسية الموضوع، قوله إن مسؤولين أميركيين كشفوا أن “ترامب” تأثر بحديثه مع “بن زايد”. ورأى أحد المسؤولين أن “ترامب” لم يحب أن يكون مع الطرف الخاسر، وذلك في إشارة إلى “حكومة الوفاق”.
وكان “البيت الأبيض” قد أعلن، أواخر الشهر الماضي، أن “ترامب” بحث مع “حفتر” جهود “مكافحة الإرهاب” و”رؤية مشتركة لانتقال ليبيا إلى نظام سياسي مستقر وديمقراطي”.
وتوقع “جلال حرشاوي” أن “تواجه القوات مأزقًا عسكريًا ممتدًا ومدمرًا”، مضيفًا: “لكن الجهات الخارجية الراعية لحفتر معروفة بعدم صبرها وميولها للحلول الباتة”. ويؤكد أن: “على المستوى الدولي، لم يصدر أي تنديد جدي بحق حفتر. المجتمع الدولي يقبل إذاً، كأمر واقع، استمرار الحرب الخطرة، والتي قد تشهد مزيدًا من التدهور”.
الانقسام الدولي إلى معسكرين..
وفي “مجلس الأمن الدولي”، لم تنجح الدول الأعضاء بالاتفاق على مشروع قرار بريطاني لوقف إطلاق النار. ورفضت “روسيا” النص الذي ينتقد خصوصًا المشير “حفتر”، فيما طلبت “الولايات المتحدة” المزيد من الوقت لدراسة الوضع. أما “فرنسا”، التي تتهمها “حكومة الوفاق الوطني” بدعم “حفتر” سياسيًا، فقد نفت ذلك، ودعت إلى “عملية سياسية برعاية الأمم المتحدة”.
ودخلت القوى الإقليمية اللعبة؛ إذ تدعم “مصر” و”السعودية” و”الإمارات العربية المتحدة”، “خليفة حفتر”، في حين تدعم “قطر” و”تركيا”، من جهتهما، “حكومة الوفاق الوطني”.
وقد أوضح بيان صادر عن “البيت الأبيض”؛ أن ترامب “أعترف بدور المشير حفتر المهم في مكافحة الإرهاب وضمان أمن موارد ليبيا النفطية”. وخلال المكالمة الهاتفية، “ناقش الأثنان رؤية مشتركة لانتقال ليبيا إلى نظام سياسي مستقر وديمقراطي”.
واعتبر دبلوماسي أن المحادثة الهاتفية بين “ترامب” و”حفتر”، “توضح الأمور”، حول الموقف الأميركي، في إشارة ضمنية إلى الدعم الذي يبدو أن “الولايات المتحدة” تقدمه لـ”حفتر”.
وكانت وكالة (بلومبرغ) قد ذكرت، في وقت سابق، نقلًا عن مسؤولين أميركيين، أن مستشار الأمن القومي الأميركي، “جون بولتون”، أعطى الضوء الأخضر لـ”حفتر”، من أجل الهجوم على “طرابلس”، خلال مكالمة هاتفية أجراها معه سابقًا.
يذكر أن قوات المشير “حفتر” تشن هجومًا، منذ الرابع من نيسان/أبريل 2019، للسيطرة على “طرابلس” في خطوة تهدد بإغراق البلد في اضطرابات أوسع.
وفي 2014؛ قاد المشير “خليفة حفتر”، الجيش الوطني الليبي، لينتزع السيطرة على مدينة “بنيغازي” في الشرق، بعد 3 سنوات من القتال، ثم سيطر هذا العام على الجنوب بما فيه من حقول “نفط”. ومنذ 2011، يعاني البلد الغني بـ”النفط” من صراع على الشرعية والسلطة، يتركز حاليًا بين حكومة “الوفاق” و”حفتر”.