11 أبريل، 2024 1:49 م
Search
Close this search box.

“بوتين” في الرياض .. روسيا تقدم نفسها بديلًا للأميركان وتجني ثمار الصراع السوري !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

رغم التقارب الكبير في المواقف ووجهات النظر بين “روسيا” و”إيران”، العدو الأذلي لـ”الملكة العربية السعودية”، إلا أن الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، يقوم بزيارة إلى المملكة؛ هي الثانية له خلال 12 عامًا، وتأتي الزيارة في ظل التوترات في المنطقة، بداية من الأوضاع في “العراق”، والعملية العسكرية التركية شمالي شرق “سوريا”، وحرب “اليمن”، والانسحاب الأميركي، لذا يرى خبراء أن الزيارة تُعد محاولة تقوم بها “موسكو” من أجل كسب أطراف جديدة بعيدًا عن المواقف والإيديولوجيات.

حنكة روسية وانسحاب أميركي..

أشارت صحيفة (لا بانغوارديا) الإسبانية إلى أن الحرب السورية ساهمت في تعزيز العلاقات بين “موسكو” و”الرياض”، رغم اختلاف مواقفهما، لذا فإن زيارة “بوتين “إلى المملكة سوف تسهم في تعزيز العلاقات الجيدة التي تربطه بالرجل الأكثر أهمية في البلد العربي، الأمير “محمد بن سلمان”، كما أنها توثق النفوذ الروسي المتزايد في هذه المنطقة المتوترة بعد الانسحاب الأميركي، إذ يسعى “بوتين” إلى ملأ الفراغ الذي أحدثه “ترامب”.

وذكرت صحيفة (البايس) الإسبانية أن الاستقبال الحافل للرئيس الروسي في “السعودية”؛ إنما دليل على تقارب بين البلدين مدفوعًا بتراجع ثقة الحلفاء العرب في “الولايات المتحدة”.

تتابع (البايس): بعيدًا عن جهود التنسيق التي أظهرتها أكبر دولتين؛ تصدر “النفط” من أجل الحفاظ على أسعاره، أعطت “موسكو” و”الرياض” مؤشرات على تقارب غير مألوف بينهما، وهو ما يثير الجدل، خاصة أن كلا منهما يقف في أقطاب متعارضة فيما يخص المشكلات الأساسية في المنطقة، وأبرزها ما يتعلق بـ”إيران”، العدو اللدود لـ”السعودية”، وهي في نفس الوقت حليفة لـ”روسيا”، لكن “بوتين” بحنكته استطاع الحفاظ على مسافة جيدة فيما يخص الصراع (الإيراني-السعودي) الذي تأجج على خلفية تفجيرات المنشآت البترولية التابعة لشركة “أرامكو” السعودية، إذ أنه بينما إتخذت “الولايات المتحدة” موقف “الرياض” واتهمت “طهران” بشكل مباشر بالضلوع خلف العملية، وقفت “موسكو” على الحياد وأعلنت عدم تقديرها للاستنتاجات المتسرعة بهذا الخصوص.

ومع ذلك عندما سُئل “بوتين”، قبيل زيارته، عن هذا الأمر، قرر القضاء على أي غموض في موقفه، وقال: “ندين أي عمل بهذا النوع، ونقطة، هذا هو الموقف الرسمي، دون الاهتمام بمن يقف خلفها”، بحسب صحيفة (عرب نيوز) السعودية.

الرياض تبحث عن استثمارات..

أشارت (البايس) إلى أن المملكة تحتاج إلى تعزيز علاقاتها؛ لأن برنامجها الطموح للتحول الاقتصادي يعتمد على زيادة الاستثمارات، لكنه يواجه عراقيل كثيرة بسبب الانتقادات التي توجه لسياسة المملكة الخارجية، وتورطها في أعمال قمع، وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن زيارة “بوتين” حققت المرجو منها؛ إذ وقع 30 اتفاقًا في مجالات التكنولوجيا والطاقة والبنية التحتية، قدرت وسائل إعلام محلية قيمتها بنحو 2 مليار يورو.

“بوتين” يرى الرياض جزءًا من الحل..

أصبحت المملكة في نظر الروس جزءًا من الحل لمشكلات إقليمية عالقة، وأبرز رئيس الكرملين، خلال لقاءه بالملك، “سلمان بن عبدالعزيز”، الحاجة إلى وجود تنسيق بين “موسكو” و”الرياض” من أجل ضمان الأمن في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما قال “بوتين” نفسه في تصريحات أوردتها وكالة (سبوتنيك) الروسية؛ إنه: “من غير المحتمل التوصل إلى اتفاق دائم وعادل لمشكلة إقليمية دون مشاركة الرياض”.

وخلال الزيارة أثنى “بوتين” على الدور الإقليمي الذي تلعبه “الرياض” في المنطقة، وهو أمر رحبت به المملكة بشدة.

قلق أميركي وطمأنة سعودية..

وأشارت (لا بانغوارديا) إلى أن العلاقات بين “موسكو” و”الرياض” وصلت إلى أعلى مستوى لها، ورغم فشل المملكة في إقناع “الكرملين” بالتوقف عن دعم الرئيس، “بشار الأسد”، إلا أنه بعدما أظهرت “روسيا” كفاءتها العسكرية في الدفاع عن شريكها الدمشقي وصلت “الرياض” إلى معرفة أن “موسكو” لاعب جاد في الشرق الأوسط؛ لذا من المهم إنشاء قنوات دائمة للحوار معها، حسبما ذكر الكاتب والباحث في صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) الروسية، وأضافت الصحيفة أنه حان الوقت لأن تجني “روسيا” ثمار ما غرسته في “سوريا” في صورة علاقات قوية مع غريمين وتعاون معهما في مجال الطاقة.

لكن هذا التقارب قد يقلق “واشنطن”، التي لا تزال الحليف الأول للمملكة، ليس على المستوى الدبلوماسي فقط، وإنما على صعيد صفقات الأسلحة، إذ وقعت “موسكو” و”الرياض”، خلال زيارة الأمير، “بن سلمان”، إلى “روسيا”، عام 2017، اتفاقية شراء الأنظمة المضادة للصواريخ، (إس-400)، إلى جانب اتفاقيات نقل تكنولوجية تصنيع الأسلحة الروسية إلى “السعودية”.

بينما ترى “السعودية” أنه لا يجب القلق من هذه العلاقة، وطمأن وزير خارجيتها، “عادل الجبير”، “واشنطن”، بتصريح: “لا أعتقد أن العلاقة مع روسيا سوف يكون لها أي تأثير سلبي على علاقتنا بالولايات المتحدة، نعتقد أنه يمكننا الحفاظ على روابط إستراتيجية مع واشنطن وتوطيد العلاقة بموسكو”.

“بوتين” لم يزر السعودية منذ 2007..

كانت آخر زيارة للرئيس الروسي إلى المملكة، منذ عام 2007، عندما كان البرنامج النووي الإيراني مستهدفًا للتفاوض، إذ كان السعوديون غاضبون لأن “موسكو” أنشأت محطة (بوشهر) النووية في “إيران”، ومنحتها دعمًا دبلوماسيًا ولوجيستيًا، لذا كانت “الرياض” تسعى إلى إقناع “موسكو” بتغيير إستراتيجيتها، لكن كل محاولاتها فشلت، لذا تجمدت العلاقات بينهما، لكنها عادت مرة أخرى خلال الفترة الأخيرة، وهو تأرجح طبيعي في السياسة الخارجية التي تتبناها “روسيا”، منذ عام 1992، الذي شهد نهاية “الاتحاد السوفياتي” وبناء روابط دبلوماسية مع العديد من دول العالم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب