9 أبريل، 2024 9:11 ص
Search
Close this search box.

بواسطته .. واشنطن تفتح الباب الدبلوماسي مع إيران برفع العقوبات عن “ظريف” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعدما أبدى الرئيس الأميركي رغبته في إعادة “طهران” التفاوض مع “واشنطن”، قامت “الولايات المتحدة” بإتخاذ خطوات فعلية تجاه أيقونة الدبلوماسية الإيرانية؛ وزير الخارجية، “محمد جواد ظريف”، الذي سبق وأن فرضت عليه “واشنطن” عقوبات، مثلما فعلت مع غيره من المسؤولين الإيرانيين، حيث ذكر مصدران مطلعان، الخميس الماضي، أن “الولايات المتحدة” قررت ألا تفرض عقوبات عليه في الوقت الحالي، وذلك في علامة على أن “واشنطن” ربما تترك الباب مفتوحًا أمام الدبلوماسية.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ بل منحته، “واشنطن”، أيضًا تأشيرة لحضور اجتماع لـ”الأمم المتحدة” في “نيويورك”، هذا الأسبوع، بشأن أهداف التنمية المستدامة، والذي يهدف للتصدي لقضايا منها الصراع والجوع والمساواة بين الجنسين والتغير المناخي بحلول 2030.

وأضافا أن وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، صدق على القرار.

وقد أعلنت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية إن وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، في طريقه إلى “نيويورك”، أمس الأول، لحضور مؤتمر “الأمم المتحدة”.

وإذ لم يوافق “بومبيو” على منح “ظريف” تأشيرة سفر، لكان ذلك مؤشرًا على سعي “الولايات المتحدة” لزيادة عزلة “الجمهورية الإسلامية”.

أنباء مسبقة عن وضعه في “القائمة السوداء”..

وكان وزير الخزانة الأميركي، “ستيفن منوتشين”، قد قال، في 24 حزيران/يونيو 2019، إن “ظريف” سيوضع على قائمة سوداء في ذلك الأسبوع، وهو موقف علني غير مألوف لأن “الولايات المتحدة” عادة لا تكشف مسبقًا عن تلك القرارات لمنع أهدافها من نقل أصول خارج الاختصاص القضائي الأميركي.

ومن شأن إدراج كبير المفاوضين الإيرانيين على القائمة السوداء أن يكون أيضًا خطوة غريبة؛ لأنه قد يعرقل أي مسعى أميركي لاستخدام الدبلوماسية لحل خلافاتها مع “طهران” بشأن برنامج “إيران” النووي واختباراتها الصاروخية وأنشطتها في المنطقة.

فيما لم يعط المصدران أسبابًا معينة للقرار الذي جاء بعد شهرين من زيادة التوتر بين البلدين، بسبب هجمات على ناقلات نفط في الخليج؛ تنحى “واشنطن” باللائمة فيها على “طهران”، وإسقاط “إيران” طائرة أميركية مُسيرة، مما دفع الرئيس، “دونالد ترامب”، إلى إصدار أوامر بتوجيه ضربات جوية انتقامية قبل أن يتراجع عنها في اللحظات الأخيرة.

بومبيو” يعارض وضع “ظريف” على القائمة..

أحد المصدرين المطلعين قال، شريطة عدم الكشف عن هويته: “الحكمة سادت. نرى.. الأمر ليس مفيدًا بالضرورة”، مضيفًا أن وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، كان قد عارض إدراج “ظريف” على القائمة، “في الوقت الحالي”، مشيرًا إلي أنه ما يدلل على مدى إقتراب “واشنطن” من إتخاذ إجراء ضد “ظريف”، وزعت “وزارة الخزانة الأميركية” في أروقتها مسودة بيان صحافي يعلن العقوبات على الوزير الإيراني.

تزايد تدهور العلاقات “الأميركية-الإيرانية”..

وقد تدهورت العلاقات “الأميركية-الإيرانية”، منذ انسحاب “ترامب”، العام الماضي، من “الاتفاق النووي” الذي أبرمته “إيران” مع القوى الكبرى، في 2015، وقراره في مطلع أيار/مايو استخدام العقوبات لمحاولة وقف صادرات “إيران” النفطية تمامًا.

ودفع تحرك “ترامب”، بشأن مبيعات “النفط” الإيرانية، “طهران”، إلى البدء في إنتهاك أجزاء من “الاتفاق النووي” الذي يستهدف حد قدرتها على تطوير أسلحة مقابل إعفاء من العقوبات الاقتصادية التي شلت اقتصادها.

وسئل متحدث باسم “وزارة الخزانة” عن سبب عدم فرض عقوبات على “ظريف” حتى الآن؛ فأشار إلى قول مسؤول كبير بإدارة “ترامب”، للصحافيين، يوم الثلاثاء الماضي: “نبحث قطعًا سبلًا مختلفة لفرض عقوبات إضافية على طهران. وزير الخارجية ظريف شخصية مهمة بالتأكيد وسنطلعكم على المستجدات … عندما تتوفر لدينا معلومات أخرى”.

واشنطن تريد حل دبلوماسي..

من جهتها؛ قالت المتحدثة باسم الوزارة، “مورغان أورتاغوس”، يوم الخميس الماضي، إن “واشنطن” تريد حلًا دبلوماسيًا وكررت تعليق “ترامب” بأنه مستعد للقاء إيران “دون شروط مسبقة”.

وأضافت للصحافيين: “نسعى لحل دبلوماسي… طلبنا من حلفائنا أن يطلبوا من إيران تهدئة الوضع لا أن تتحرش بحلفاء أميركا أو بمصالحهم ولا أن ترهب المنطقة”.

ولم يفصح “منوتشين” عن العقوبات التي ستفرض على “ظريف”. وكان في اليوم الذي تحدث فيه يدلي بإفادة للصحافيين بشأن “العقوبات الأميركية” التي استهدفت منع الزعيم الإيراني الأعلى، آية الله “علي خامنئي”، من الوصول إلى النظام المالي الأميركي أو الأصول الخاضعة لاختصاص “الولايات المتحدة” القضائي.

ليس لديه حسابات خارج إيران..

وكانت صحيفة (نيويورك تايمز) قد نقلت، في الرابع من تموز/يوليو 2019، عن “ظريف” قوله في رسالة بالبريد الإلكتروني إنه ليس لديه أي ممتلكات أو حسابات مصرفية خارج “إيران”. وقال: “لذلك ليس لدي مشكلة شخصية مع العقوبات المحتملة”.

في السياق ذاته؛ قال “ترامب” إنه منفتح على التفاوض مع “إيران”. بيد أن مسؤولين أميركيين سابقين قالوا إنه لا يوجد مؤشر على اهتمام إدارته بالمحادثات إلا بعد قبول “إيران” بالشروط الأميركية.

شروط التفاوض مع إيران..

وتشمل تلك الشروط، مثلما أوضح “بومبيو”، العام الماضي، إنهاء “طهران” تخصيب (اليورانيوم)، وهو عملية يمكن من خلالها إنتاج مادة إنشطارية لصنع قنابل نووية، وتمكين مفتشي “الأمم المتحدة” من الوصول الكامل إلى مواقع في أنحاء البلاد؛ وإطلاق سراح مواطنين أميركيين محتجزين في “إيران”؛ وانسحاب القوات الإيرانية من “سوريا”.

رغبة في الحفاظ على خيار الدبلوماسية..

وقال المسؤولون السابقون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، إن قرارًا بعدم معاقبة “ظريف” قد يلمح إلى رغبة “واشنطن” في الحفاظ على خيار الدبلوماسية؛ وإن كان بعيد الاحتمال في الوقت الحالي.

ويضُمر مسؤولو إدارة “ترامب” فيما يبدو عداء شديدًا لـ”ظريف”، ربما لاستخدامه (تويتر) لوصفهم “بالفريق-باء” الذي “يحتقر الدبلوماسية ومتعطش للحرب”.

وإذا أرادت “واشنطن” الدخول في مفاوضات مع “إيران” فيمكنها إرسال مزيد من الإشارات التصالحية، وتعتبر أيضًا واحدة من الإشارات التي تسمح بإعادة الاستقرار التام لصادرات “النفط” الإيرانية، التي كانت تبلغ 2.5 مليون برميل يوميًا، قبل أن ينسحب “ترامب” من الاتفاق، لكنها انخفضت إلى نحو 300 ألف برميل يوميًا، منذ قراره في آيار/مايو، محاولة خفضها إلى “الصفر”.

المسؤولون الأميركيون السابقون قالوا إنه بدلًا من استئناف الإعفاء من العقوبات للسماح لدول مثل “الصين” و”الهند” بمواصلة شراء “النفط الإيراني”؛ كان بمقدور “واشنطن” أن تغض الطرف عن مواصلة شراء الخام من “طهران”.

وهذا غير مرجح فيما يبدو بعد إحتجاز مشاة البحرية الملكية البريطانية الناقلة العملاقة، (غريس 1)، قبالة ساحل “جبل طارق”، الأسبوع الماضي، وسط اتهامات بإنتهاكها العقوبات بنقل “النفط الإيراني” إلى “سوريا”.

كما توجد بادرة أخرى محتملة؛ هي أن تستأنف “واشنطن” الإعفاءات التي تنتهي، في مطلع آب/أغسطس 2019.

فرض العقوبات على “ظريف” غير قانوني..

وترى المتخصصة في العلاقات الدولية بجامعة واشنطن، “عبير كايد”، بأن تراجع “واشنطن” عن أي عقوبات ضد شخصية معروفة دوليًا بالوجه الدبلوماسي الإيراني وصوت “إيران” في الخارج؛ أمر طبيعي.

مشيرة إلى أن شخصية دبلوماسية كـ”ظريف”، الذي يترأس أعلى مستوى دبلوماسي إيراني، مرشح لقيادة أي حوار أو مفاوضات قادمة مع “واشنطن”، إلى جانب أنه من غير القانوني فرض عقوبات على دبلوماسي إيراني رفيع المستوى يمثل الدبلوماسية الإيرانية في الخارج.

ويطلق على “ظريف” بأنه خبير التفاوض الإيراني، و”مهندس الاتفاق النووي”؛ ورجل الدبلوماسية الناعمة، فهو واحد من أكبر دعاة الدبلوماسية العلنية المعادية لدبلوماسية التهديد والعزل، خلال عهد الرئيس السابق، “أحمدى نجاد”.

وأمضى “ظريف”، 22 عامًا، في “الأمم المتحدة”، وألف كتابًا عن سيرته الذاتية بعنوان (السيد السفير)، ويتمتع بقدرات تفاوضية كبيرة مع أطراف متعددة، وشارك منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي في كل جولات المفاوضات الدولية التي خاضتها بلاده.

اتهامات بدعم “حزب الله” وعملياته الإرهابية..

واتهمت مجلة (إسرائيل ديفينس) المتخصصة في الشؤون العسكرية، أمس الأول، وزارة الخارجية الإيرانية؛ ووزير خارجيتها، “محمد جواد ظريف”، بالقيام بأدوار تتجاوز مهامهم الدبلوماسية؛ ومن بينها دعم “حزب الله” وعملياته الإرهابية، وفقًا لـ (العربية).

وذكر “يوسي منشاروف”، في مقال له؛ أن استخدام النظام الإيراني أجهزته الدبلوماسية الرئيسة، لتمويل منظمة إرهابية، “حزب الله”، وأذرعها العسكرية في معظم الدول الغربية، يجعل “وزارة الخارجية” ضمن سلسلة من الآليات والأدوات التي يستخدمها “الحرس الثوري” على مر السنين لتمويل “حزب الله”، والميليشيات الشيعية العراقية، وكذلك المنظمات السُنية التي تخدم “إيران”، مثل “حماس” و”الجهاد الإسلامي”. وتشمل هذه الآليات، إضافة إلى البعثات الدبلوماسية، البنوك المختلفة وشركات الطيران الإيرانية والصناديق الخيرية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب