24 أبريل، 2024 4:22 م
Search
Close this search box.

“بوابة” لبنان تتسع .. للإندفاع الخليجي و”ماكرون” في فرض نفسه على الشرق الأوسط !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في محاولة منه للم الشمل، قرر الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، أن يضم رئيس الوزراء اللبناني، “سعد الحريري”، إلى محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير، “محمد بن سلمان”، الذي التقاه، عصر الثلاثاء الماضي، في قصر “الإليزيه”، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية.

المحادثات تتزامن مع وجود رئيس الحكومة اللبنانية، “سعد الحريري”، في باريس، والذي كان يشارك في مؤتمر “سيدر” لمساعدة لبنان اقتصاديًا.

الحليف الأقرب لها في المنطقة..

اللقاء بين “ماكرون” و”بن سلمان” يعد الأول؛ عقب الأزمة التي وقعت بعد إعلان “سعد الحريري” استقالته من الحكومة اللبنانية من الرياض وما تردد عن إحتجازه هناك من قبل السلطات السعودية، وتسعى فرنسا إلى استقرار لبنان سياسيًا وتحاول دعمها، حيث ترى أنها الحليف الأقرب لها في المنطقة، وهو ما يجعل الملف اللبناني أحد أهم الملفات المطروحة في محادثات “بن سلمان” و”ماكرون”؛ وكيف يرى الفرنسيون الدور السعودي في لبنان.

إنهاء الرواسب..

حول اللقاء؛ يرى السيد، “داوود رمال”، الكاتب الصحافي والمحلل السياسي اللبناني، أن الاجتماع بين “محمد بن سلمان” و”ماكرون” يأتي في إطار إنهاء كل الرواسب التي ترتبت على أحداث الرابع من تشرين ثان/نوفمبر الماضي، حينما تم إستدعاء رئيس الحكومة اللبنانية للرياض وطلب منه أن يقدم استقالته، ولا يمكن تحميل اللقاء أكثر من ذلك.

السعودية تريد تجريد “حزب الله” من سلاحه..

من جانبه؛ أكد، “محمد عبدالله آل زلفي”، عضو مجلس الشورى السعودي سابقًا، على أن الرياض تقف إلى جانب لبنان بدون أي مصلحة وما تريده هو استقرار لبنان ومنع كل من يريد أن يصرف لبنان عن مسؤولياتها العربية ويجعل من لبنان نائب فاعل في العبث بالأمن القومي العربي، وأن تتم الانتخابات بإرادة لبنانية حرة بعيدًا عن الذين يملكون السلاح خارج نطاق الجيش وقوى الأمن، وألا تكون لبنان ساحة للصراعات الإقليمية من خلال “حزب الله”، الذي ترى السعودية ضرورة تجريده من السلاح.

“الحريري” أداة السعودية في لبنان..

هذا؛ ويرى الكاتب والمحلل السياسي، “هلال العبيدي”، أن هناك شبه اتفاق على استقرار لبنان بين السعودية وفرنسا، والجانبان وقعا العديد من الاتفاقيات التي تمهد لشراكة قوية؛ وبالتالي فالرياض تستطيع سحب البساط من “حزب الله” عن طريق باريس، وكذلك من خلال “سعد الحريري”، الذي يملك الجنسية السعودية والفرنسية بالإضافة إلى اللبنانية، ولذلك فسيصبح أداة طيعة لتمرير وجهة نظر السعودية في لبنان.

كسر جمود العلاقات مع السعودية..

حول المؤتمر؛ قال مسؤول لبناني بارز، شارك فيه، إن المؤتمر ساهم في كسر جمود العلاقات بين بلاده من جهة والمملكة العربية السعودية ودول عربية من جهة أخرى.

وكان مسؤولون لبنانيون قد أشاروا، في وقت سابق، إلى أن بيروت حصلت على تعهدات بأكثر من 11 مليار دولار، على شكل هبات وقروض ميسرة، لتمويل الاستثمارات في إصلاح البنية التحتية وزيادة النمو الاقتصادي في البلاد.

وزير المالية اللبناني، “علي حسن خليل”، قال إن المبالغ المتعهد بها تتراوح “بين قروض وهبات أبرزها من البنك الدولي بأربعة مليارات (دولار)؛ على خمس سنوات، والمملكة العربية السعودية مليار دولار، والكويت وصناديقها 680 مليون، والبنك الإسلامي 750 مليون على خمس سنوات”.

وقال “إلياس بوصعب”، مستشار الرئيس اللبناني لشؤون التعاون الدولي: “السعوديون كانوا قد تحدثوا في الأعوام السابقة عن ثلاثة مليارات دولار كمساعدات وقروض عبر الصندوق السعودي. تقريبًا هناك مشاريع نفذت، لتاريخ اليوم، بحوالي ملياري دولار، وهم قالوا اليوم إن المليار المتبقي سوف يتم تحريكه لتمويل المشاريع التي تشكل أولوية لدى الحكومة اللبنانية”.

وأضاف: “هذا في السياسة له قيمة بعد مرحلة جمود بين لبنان والمملكة العربية السعودية”.

استقالة “الحريري” من السعودية..

شهدت العلاقات السعودية اللبنانية توترًا في السنوات الماضية، بلغ أوجهه في تشرين ثان/نوفمبر الماضي، عندما أعلن رئيس الوزراء اللبناني، “سعد الحريري”، استقالة مفاجئة أثناء زيارة للمملكة مثيرًا أزمة سياسية بين البلدين.

واتهم مسؤولون لبنانيون، في ذلك الوقت، الرياض بإجبار حليفها الوثيق، “الحريري”، على الاستقالة ووضعه قيد الإقامة الجبرية؛ لأنها ضاقت ذرعًا بما يقوم به من مواءمات سياسية مع “حزب الله” اللبناني، المدعوم من إيران.

وعاد “الحريري” إلى بيروت، عقب تدخل فرنسا بعدها بأسابيع، وعدل عن استقالته ليطوي صفحة أزمة أثارت مخاوف على استقرار لبنان السياسي والاقتصادي ودفعته إلى صدارة المواجهة الإقليمية بين السعودية وإيران.

وكانت السعودية قد نصحت رعاياها بعدم السفر إلى لبنان؛ وطلبت من السعوديين هناك المغادرة في أسرع وقت ممكن. وأصدرت دول خليجية أخرى أيضًا تحذيرات من السفر إلى لبنان.

لكن العلاقات تحسنت بعد زيارة رئيس الوزراء اللبناني، الذي تضم حكومته الائتلافية ممثلين عن “حزب الله”، إلى السعودية، في آذار/مارس الماضي، تلبية لدعوة من الملك، “سلمان بن عبدالعزيز”.

كما افتتح “الحريري”، الأسبوع الماضي، شارعًا باسم “الملك سلمان” في وسط بيروت.

وقال “بوصعب”، الذي شارك كوزير للتربية في حكومة “الحريري” السابقة، إن “مسؤولين في الإمارات العربية المتحدة قدموا خطابًا، لم يلتزموا فيه بمبلغ معين، ولكنه كان خطابًا إيجابيًا، إذ أكدوا أنهم مع إعادة الانفتاح على لبنان المستقر؛ وهذا في السياسة له قيمة”.

الإندفاع الخليجي له سياسات..

اعتبر “بوصعب” أن الإندفاع الخليجي بإتجاه لبنان “له دلالات في السياسة لناحية الوقوف مع لبنان ودعمه”.

لكنه؛ أضاف: “كل هذه المشاريع تحتاج إلى موافقة الحكومة ومجلس النواب، كما تستلزم إتباع الشفافية الخالصة وتفاهمًا سياسيًا داخليًا”.

وتابع: “هذه التحديات القادمة أمام الحكومة اللبنانية بعد الانتخابات النيابية المقررة الشهر المقبل؛ تم تأمين حركة اقتصادية لها شرط معرفة استغلالها داخل لبنان للإستفادة منها”.

وكان مؤتمر “سيدر”، قد كان في العاصمة الفرنسية، الجمعة 6 نيسان/إبريل 2018، المخصص لدعم الاقتصاد اللبناني، من خلال تقديم قروض ميسرة تفوق الـ 10 مليار دولار.

انخفاض الناتج المحلي اللبناني بسبب الأزمة السورية..

في كلمة له بافتتاح المؤتمر؛ قال “الحريري”، إن الخسارة في الناتج المحلي الإجمالي في لبنان بسبب الأزمة السورية؛ كانت 18 مليار دولار حتى عام 2015.

مشيرًا إلى أن “لبنان بلد صغير يواجه تحديات هائلة، “سياسية واقتصادية وأمنية”، وتتفاقم هذه التحديات بسبب الحرب السورية وأزمة النازحين السوريين في لبنان، وفي السنوات الثلاث التي سبقت الأزمة السورية، شهد اقتصادنا نموًا سنويًا بمعدل 8 في المئة كحد متوسط؛ ومع الحرب في سوريا والنزوح الكبير للسوريين إلى لبنان، إنهار هذا النمو إلى معدل سنوي بلغ واحد في المئة”.

وأكد “الحريري” على أن لبنان لن يتمكن من النجاح بمفرده، وهو بحاجة لدعم المجتمع الدولي عبر الهبات والقروض، مما يعطي الأمل لكي نتمكن من تحقيق الرؤية الموضوعة من قبل الحكومة، وسيعزز ذلك الثقة، ويساعد لبنان للوصول إلى هذا الجهد في خلق النمو، للاعتماد على التطورات الإيجابية لتعزيز استقرار لبنان.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب