24 أبريل، 2024 4:06 م
Search
Close this search box.

“بوابة الخلود” و”الغروب” .. بين هاوية “فان جوخ” وكارثة “بودابست” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

عرض “مهرجان البندقية السينمائي الدولي” فيلمين مختلفين من ناحية المعالجة الدرامية، هما فيلم (بوابة الخلود)؛ الذي يدور حول حياة الرسام العالمي، “فان جوخ”، بنظرة المخرج، “غوليان شنابل”، وفيلم (الغروب) للمخرج، “لازلو نيميس”، عن الأوضاع في العاصمة المجرية، “بودابست”، قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى، وعالج “شنابل” و”نيميس” الأحداث بطريقة مختلفة تمامًا.

بوابة الخلود..

قدم “شنابل” شخصية “فان جوخ” بصفته رجل يتقدم نحو الهاوية دون أن يدرك كيف يمكنه تجنب السقوط، ومزج الكاتب بين الواقع والمتخيل، ويعرض بعض الأفكار الغريبة التي من بينها أنه لم ينتحر؛ وإنما قُتل.

ومن أجل الحفاظ على مصداقية الأحداث؛ لجأ المخرج “شنابل” إلى صديق مقرب لـ”فان جوخ”، هو الشاعر والكاتب الإيطالي، “بيير باولو بازوليني”، كما استعان بالممثل الأميركي، “ويليم دافو”، ليقوم بدور الرسام نفسه.

ورغم أن “دافو”، يبلغ من العمر 63 عامًا، إلا أن المخرج استعان به لتمثيل دور “فان جوخ” عندما كان عمره 30 عامًا، ومع ذلك قدم الشخصية بطريقة مثالية؛ حتى بدا على الشاشة وكأن الرسام العالمي عاد إلى الحياة من جديد بحماسه وفنه الذي لم يفهمه كثيرون.

الإخفاقات بطل الفيلم..

يركز “شنابل” دائمًا على الإخفاقات الموجودة في حياة كل شخصية يقدمها على الشاشة الفضية، ففي فيلم (باسكيات)؛ عن حياة الرسام الأميركي، “جان ميشال باسكيات”، ركز كثيرًا على الفنان الذي لم يرسم العالم المحيط به، وهو الأمر الذي تكرر في فيلم (بوابة الخلود)؛ فلم يجسد الأحداث الأكثر أهمية في حياته، وباتت الحبكة تدور بعيدًا عن البطل.

كما يجري على لسان “دافو” عبارات لـ”فان جوخ”، قال فيها: “ألجأ إلى الرسم كي أكف عن التفكير”.

وصرح “شنابل”، على خلفية المهرجان، بأن: “كل الناس يعتقدون أنهم يعرفون فان جوخ جيدًا، لذا قد تبدو فكرة عمل فيلم حول حياته سخيفة”، وأضاف أنه بعدما شاهد لوحاته في متحف “أورسيه” أراد أن يظهر الانطباعات التي وصلته وتقديم وجهة نظره الخاصة حول حياته من خلال الفيلم.

“كأس فولبي” لأفضل ممثل..

قال “دافو”: “توجد بعض المشاهد في الفيلم تظهر شخصية فان جوخ وهو يرسم، لكن شنابل علمني كيف أظهر بطريقة طبيعية، وكنت حريصًا على التعبير عن وجهة نظري، وهو الأمر الذي سهل لي إدارك ما أراده المخرج”.

وحصل “دافو” على “كأس فولبي” لأفضل ممثل عن دوره في الفيلم.

“بودابست” قبل الحرب.. مفترق طرق..

على الجانب الآخر؛ يتعمد المخرج، “لازلو نيميس”، التركيز بشدة على شخصية البطل، في فيلم (الغروب) وتلاحق الكاميرا البطل أينما ذهب.

ويدور الفيلم حول الأوضاع الاجتماعية في العاصمة المجرية، “بودابست”، قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى، خلال عام 1913، ويعكس الثقافات المختلفة والإيديولوجيات والعنف بها، ويظهر أنها كانت مثل القنبلة التي أوشكت على الانفجار.

ويكرر المخرج المجري نفس الأسلوب، ولكن المشكلة تكمن في أنه قد يلجأ أحيانًا إلى تغيير السياق، وتتبع الكاميرا والمشاهد الشابة “إيريسز”، التي يرمز بها إلى “بودابست”، الباحثة عن جذورها وعن أسباب تمنح حياتها معنى بعدما فقدت كل شيء، وتدور حولها الكثير من التوترات والأفكار والألغاز، وتمامًا مثل “فان جوخ” تتقدم الفتاة نحو كارثة محتمة ومعها “أوروبا” كلها.

وأوضح “نيميس”: “أردت أن أفهم كيف تقع مجتمعات متطورة في فخ تدمير الذات؛ من خلال التخلي عن التقدم والثقة بلا حدود في التكنولوجيا والإتجاه نحو القتل الصناعي”.

وأوضح أن فكرة الفيلم ولدت قبل فيلم (ابن ساول)، لكنه تأخر في إنتاجه بسبب شعوره بأن شيء ما قد يحدث، وأضاف: “نحن الآن أمام مفترق طرق، نعشق التكنولوجيا أكثر وأكثر، وتثق عقولنا في الماكينات، وسوف يتحول المستقبل إلى واقع افتراضي خالي تمامًا من الخبرات الذاتية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب