26 ديسمبر، 2024 8:29 م

بهدف التدخل العسكري في فنزويلا .. فشل واشنطن في المحاولات الانقلابية يدفعها لتفعيل معاهدة “ريو” !

بهدف التدخل العسكري في فنزويلا .. فشل واشنطن في المحاولات الانقلابية يدفعها لتفعيل معاهدة “ريو” !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في واحدة من خطوات الضغط المستمرة، وردًا على إعلان “كاراكاس”، الثلاثاء الماضي، نشر قواتها على الحدود مع جارتها “كولومبيا”، فعلت “الولايات المتحدة” معاهدة إقليمية للتعاون العسكري تشمل عشر دول في القارة الأميركية والمعارضة الفنزويلية، ردًا على تحركات “حربية” لنظام الرئيس الفنزويلي، “نيكولاس مادورو”، حسبما أعلن وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”.

وكانت قد أعلنت “فنزويلا”، الثلاثاء، بدء نشر 150 ألف جندي على حدودها مع “كولومبيا”، كما أفادت رئاسة الأركان في “كاراكاس”؛ في إطار تدريبات أعلنها الرئيس، “مادورو”، الذي يتهم جارته بـ”المناورة لشن نزاع”.

ولـ”فنزويلا” حدود مع “كولومبيا” تمتد على طول 2200 كلم.

ومن جهته أعلن الرئيس الكولومبي، “إيفان دوكي”، أنه لن يرضخ “للإستفزاز” واستبعد فرضية التدخل العسكري في البلد المجاور.

المعارضة طالبت بتفعيل المعاهدة..

وقدمت المعارضة الفنزويلية بزعامة، “خوان غوايدو”، طلبًا لتفعيل “معاهدة التعاون المتبادل بين الدول الأميركية”، وفق بيان لوزير الخارجية الأميركي؛ قام الرئيس، “دونالد ترمب”، بنشره على (تويتر)، الخميس الماضي.

وأضاف “بومبيو” إن: “التحركات الحربية الأخيرة للجيش الفنزويلي في الانتشار على طول الحدود مع كولومبيا؛ وكذلك وجود مجموعات مسلحة غير شرعية ومنظمات إرهابية على الأراضي الفنزويلية؛ تظهر أن نيكولاس مادورو لا يمثل فحسب تهديدًا للشعب الفنزويلي، بل إن أفعاله تهدد أمن وسلام جيران فنزويلا”.

موضحًا، في البيان، أن تفعيل المعاهدة هو: “إقرار بالتأثير المزعزع للاستقرار بشكل متزايد” لنظام “مادورو” في المنطقة. وتابع أن: “سياسة النظام الاشتراكي الفنزويلي الاقتصادية الكارثية لا تزال تتسبب بأزمة لاجئين غير مسبوقة”.

إلا أن وزير النفط الفنزويلي، “مانويل كيفيدو”، أكد الخميس الماضي؛ إنه واثق في أن بلاده تستطيع استعادة إنتاجها من “النفط” بنهاية العام الحالي.

هاجر 3.6 مليون فنزويلي..

وبحسب تقديرات “الأمم المتحدة”؛ غادر 3.6 مليون فنزويلي البلاد، منذ 2016.

ويريد “بومبيو” أن ترد الدول الأعضاء في “معاهدة التعاون المتبادل بين الدول الأميركية” خلال لقاءات على مستوى رفيع جماعيًا على “الأزمة الطارئة التي تشهدها فنزويلا وتتخطى حدودها من خلال درس خيارات اقتصادية وسياسية”.

وقطعت “الولايات المتحدة” علاقاتها الدبلوماسية مع حكومة “نيكولاس مادورو”. وتعترف “واشنطن” مع أكثر من 50 دولة بزعيم المعارضة، “خوان غوايدو”، رئيسًا انتقاليًا لـ”فنزويلا”.

تبدأ من قطع العلاقات الدبلوماسية وتنتهي بالتدخل العسكري..

و”معاهدة التعاون المتبادل بين الدول الأميركية”، المعروفة أيضًا بـ”معاهدة ريو”؛ تم تبنيها في عام 1947، وتنص على تدابير قد تبدأ بقطع العلاقات الدبلوماسية وقد ترقى إلى استخدام القوة المسلحة.

ودعت جلسة لـ”المجلس الدائم لمنظمة الدول الأميركية”، الأربعاء الماضي، البلدان الـ 19 الموقعة على “معاهدة التعاون المتبادل بين الدول الأميركية”، لعقد اجتماع خلال النصف الثاني من أيلول/سبتمبر الجاري للبحث في “الآثار المزعزعة” للأزمة في “فنزويلا” التي تطرح “تهديدًا واضحًا للسلام والأمن” في هذه المنطقة من العالم، بحسب قرار صادر عن المجلس.

وخلال الجلسة صوتت كل من “الأرجنتين والبرازيل وتشيلي وكولومبيا والولايات المتحدة وغواتيمالا وهايتي وهندوراس وباراغواي والدومينيكان والسلفادور وفنزويلا”، (ممثلة من المعارضة)، لتفعيل الهيئة الاستشارية في “معاهدة التعاون المتبادل بين الدول الأميركية”.

وأمتنعت عن التصويت كل من “كوستاريكا وبنما والبيرو وترينيداد وتوباغو”. وغابت عن الجلسة “الباهاماس وكوبا” – العضو غير الناشط؛ التي لم تنسحب قط من “معاهدة التعاون المتبادل بين الدول الأميركية” – واعتبرت “الأوروغواي” أن الوضع الحالي في “فنزويلا” لا يبرر تفعيل المعاهدة. وحاولت “كوستاريكا” عبثًا تبني قرار يستثني استخدام القوة.

ومن المعروف أن “فنزويلا” تشهد أسوأ أزمة في تاريخها الحديث. وإلى جانب الاضطرابات السياسية، تعاني “فنزويلا” من فوضى اقتصادية دفعت نحو 3.3 مليون من سكانها إلى الهجرة، منذ 2016، حسب “الأمم المتحدة”.

دعوة للحوار للخروج من الأزمة..

وفي سياق متصل؛ دعت مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، “فيديريكا موغيريني”، الأربعاء الماضي، كلًا من الحكومة والمعارضة في “فنزويلا” إلى الحوار لمحاولة الخروج من الأزمة السياسية.

وكانت المفاوضات التي بدأت بين الحكومة والمعارضة، في آيار/مايو 2019، برعاية “النرويج” في “أوسلو”، ثم في “بربادوس”، تعثرت في 7 آب/أغسطس الماضي، حين علق الرئيس، “نيكولاس مادورو”، مشاركة ممثليه ردًا على “عقوبات أميركية” جديدة بحق “فنزويلا”. وقالت “موغيريني”، في “المكسيك” ثاني محطة في جولة لها بأميركا اللاتينية على ثلاث دول ومخصصة جزئيًا للوضع في “فنزويلا”: “الحوار هو دائمًا أفضل من التقاتل (…) نأمل بأن يستأنف قريبًا”.

وكانت قد زارت “كوبا”، ومن المقرر أن تزور أيضًا “كولومبيا”. وأضافت: “أعتقد أنه ليس من مصلحة أحد تأجيج الانقسامات والمشاكل الاقتصادية للبلاد”.

ورأت “موغيريني” أن الاتفاق بين الحكومة والمعارضة يجب أن يكون حول “مخرج ديمقراطي مع انتخابات رئاسية جديدة تحت رقابة دولية، وحق الجميع في المشاركة في تحديد مستقبل البلاد الديمقراطي”.

التدخل العسكري الأجنبي خطر..

وفي تعليقها على توقيع المعاهدة، أعلنت الحكومة الفنزويلية عن وجود خطر تدخل عسكري أجنبي في البلاد.

وقال وزير الخارجية الفنزويلي، “خورخي أرياسا”، خلال مؤتمر صحافي له في “جنيف”، أمس الأول، إن: “هذا أمر خطير، لأن ميول الدول، وخاصة تلك المحاذية لفنزويلا، تشير إلى أنها ستستخدم آلية المعاهدة لهجوم عسكري على فنزويلا”.

وتابع الوزير قائلًا: “من الذي أمر بتفعيل المعاهدة ؟.. إنه السيد ترامب الذي يهددنا بالعمل العسكري”.

وأكد “أرياسا”: “نحن مستعدون لحماية أنفسنا، مستعدون للتصدي، لن نسمح لأحد بأن يدوس ترابنا سنرد ونأمل ألا يحصل ذلك أبدًا”.

وتابع: “ما أؤكده لكم أننا لن نهاجم أي بلد شقيق في أي ظرف إلا للدفاع عن شعبنا وسلامة أراضينا”.

وقال “أرياسا”، للصحافيين في “جنيف”: “لا يمكن أن يشكل الجنود استفزازًا، المناورات العسكرية ليست إلا وسيلة لحماية أنفسنا”.

يعكس فشل واشنطن وأعوانها في المحاولات الانقلابية..

تعليقًا على توقيع المعاهدة، قال “موريس نهرا”، رئيس (جمعية التضامن اللبناني-الفنزويلي)، إن الحديث عن تفعيل اتفاقية “ريو”، يعكس فشل “الولايات المتحدة” وأعوانها في كل المحاولات الانقلابية السابقة في “فنزويلا”.

وأشار “نهرا” إلى استمرار محاولات “واشنطن” لإرباك الوضع الأمني والاقتصادي في “كاراكاس”، وقد يصل الأمر لمحاولات تدخل عسكري جديدة.

وأوضح أن: “المناورات العسكرية الفنزويلية على حدود كولومبيا نتيجة لوجود محاولات تدخل عسكري، من خلال هذه المنطقة، وبالتالي لا تهدد فنزويلا جارتها بل تدافع عن أمنها واستقرارها”.

وأوضح أن “النهج البوليفاري” مبني على استقلالية هذا البلد وتحرره من التبعية لـ”واشنطن”، وهذا ما ترفضه الثانية، فضلًا عن أن “كاراكاس” مركز أضخم ثروة في “أميركا اللاتينية”، لما تملكه من “بترول، غاز، ذهب والماس”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة