20 أبريل، 2024 5:33 ص
Search
Close this search box.

بهجمات متتالية في أماكن متفرقة .. هل عاد “داعش” من جديد للعراق أم هي محاولة لفك الضغط عنه ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في عمليات انتقامية تستهدف الضغط للحصول على منفذ للهروب، تعرضت قوات (البيشمركة) الكُردية؛ قرب منطقة “بردي آلتون كوبري”، في المنطقة الواقعة ما بين “كركوك” و”أربيل”، لهجمات واسعة من قبل تتظيم (داعش) الإرهابي، في ساعات الصباح الأولى، من السبت.

وأسفرت هذه الهجمات؛ عن سقوط عدد من عناصر قوات (البيشمركة)، بينهم ضابط برتبة نقيب.

وفي المقابل، تمكنت قوات (البيشمركة) من صد هجوم الدواعش، وأوقعت عددًا كبيرًا من القتلى في صفوفهم، بحسب بيان “وزارة البيشمركة”، في حكومة “إقليم كُردستان العراق”.

وتُعرف المنطقة، التي استهدفها التنظيم الإرهابي، بأنها بمثابة خط تماس ما بين مناطق سيطرة قوات (البيشمركة) وسيطرة الجيش العراقي، حيث باتت المناطق الفاصلة هذه بين الطرفين، بمثابة ثغرة واسعة يستغلها إرهابيو (داعش) للتسلل عبرها، ولإعادة تنظيم صفوفهم، وتحويلها لمنصة لهم.

والجمعة، قتل ضابطان وجنديان من الجيش العراقي، في انفجار عبوة ناسفة بسيارتهما في “الطارمية”، شمال “بغداد”.

واستهدف الهجوم مركبة (هامر)؛ تابعة للفوج 3 (اللواء 59)، الفرقة السادسة للجيش العراقي.

إعادة إنتاج التنظيم بصورة واسعة..

وكانت سلطات “إقليم كُردستان العراق”، قد حذرت مرارًا من خطر استغلال وتوظيف، مناطق الفراغ الأمني الفاصلة في المناطق المتنازع عليها، بين “إقليم كُردستان” والحكومة الاتحادية، من قبل تنظيم (داعش) الإرهابي، الأمر الذي يُشكل تهديدًا جديًا على الطرفين.

وحول هذه النقطة، تحدث “هريم كمال آغا”، عضو “لجنة الأمن والدفاع”، في “مجلس النواب” العراقي، لموقع (سكاي نيوز عربية)؛ قائلاً: “هذا الهجوم الإرهابي من قبل الدواعش، يعني بطبيعة الحال أن التنظيم باقٍ، وأن خطر إعادة إنتاج التنظيم بصورة واسعة، بات خطرًا واقعيًا وغير مستبعد، بدلالة هذه الاعتداءات الإرهابية المتكررة في مختلف مناطق البلاد، وخاصة في مناطق التماس الفاصلة بين قوات (البيشمركة) وقوات الجيش العراقي، والممتدة مئات الكيلومترات من خانقين، على الحدود (العراقية-الإيرانية)، إلى نينوى على الحدود (العراقية-السورية)”.

وأضاف “هريم”: “هذه مساحات شاسعة تركت مفتوحة بلا حسيب ولا رقيب، أمام الدواعش وغيرهم من تنظيمات إرهابية، والضريبة هي ما نشهده من تنامي الهجمات، سواء كانت على قوات (البيشمركة)، في كُردستان، أو على القوات العراقية الاتحادية”.

وتابع قائلاً: “على كلا الجانبين في الحكومتين الاتحادية، في بغداد، والإقليمية، في أربيل، التنبه لهذا الخطر الداهم، والشروع العاجل والفوري في تعزيز التنسيق والتعاون عسكريًا وأمنيًا واستخباراتيًا، في جميع المناطق، وبشكل خاص في مناطق التماس بين الطرفين، حيث الفراغات الأمنية الواسعة، التي باتت بمثابة ساحة مفتوحة على مصراعيها لتنظيم (داعش) الإرهابي، كي يسرح ويمرح فيها”.

ارتفاع وتيرة العمليات الإرهابية لـ”داعش”..

يُذكر أن وتيرة العمليات الإرهابية، لبقايا تنظيم (داعش) وخلاياه النائمة، باتت تتصاعد بشكل ملحوظ ولافت، في مختلف أرجاء “العراق”، ومنها المناطق المتنازع عليها، بين “بغداد” و”أربيل”، والمشمولة بالمادة (140) من الدستور العراقي.

محاولة لفك “الضغط” عنه !

إلى ذلك، أكد “يحيى رسول”، المتحدث باسم القوات العراقية، الأحد، أن الهجمات الأخيرة، التي شنها تنظيم (داعش)، ضد القوات الأمنية هي: “محاولة لفك الضغط” عنه.

وقال “رسول”، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية العراقية؛ إن: “العصابات الإرهابية تحاول فك الضغط عنها من خلال العمليات الجبانة البائسة، باستهداف القطاعات الأمنية بزرع العبوات الناسفة في قضاء الطارمية”.

وأضاف “رسول”؛ أن القوات الأمنية، في “بغداد”، نفذت بعمليات تفتيش وفق جهد استخباراتي: “بعد العمل الجبان في الطارمية”.

وأوضح أن الضربات: “كانت موجعة لبقايا (داعش)، وتم قتل عدد من الإرهابيين وضبط معدات ووثائق وكشف مواقع مهمة لتخزين العبوات”.

وأشار “رسول” إلى أن القطاعات الأمنية: “لا تسكن ولا تهدأ وستضرب بقايا الإرهاب بيد من حديد وستصل لمنفذي هذه العملية الإرهابية”.

عمليات لملاحقة بقايا التنظيم..

ويشهد “العراق”، مؤخرًا؛ عمليات واسعة لملاحقة بقايا تنظيم (داعش)، في مناطق مختلفة منه، وخاصة في محافظة “نينوى”، التي كان مركزها، مدينة “الموصل”، مركزًا مهمًا للتنظيم عدة سنوات؛ قبل طرده منها من قبل الجيش العراقي وقوات مكافحة الإرهاب و”التحالف الدولي”؛ بقيادة “الولايات المتحدة”.

وشنت القوات العراقية عمليات، بتغطية جوية من قوات “التحالف الدولي”، في جبال “قره جوغ”، والمناطق الوعرة التي كان مقاتلو (داعش) يستخدمونها للاختباء، وشن هجمات على مناطق مدينة “الموصل” و”مخمور” و”سهل نينوى”، الشهر الماضي.

وأصدر رئيس مجلس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة، “مصطفى الكاظمي”، الأحد، توجيهات عدة للقوات الأمنية تأتي في مقدمتها تتشيط الجهد الاستخباري والأمني، وأيضًا تفعيل العمليات الاستباقية لمواجهة تحركات عصابات (داعش) الإرهابية وتجفيف منابعها وتدمير حواضنها.

احتياج لجهد دولي..

تعليقًا على العمليات الأخيرة لـ (داعش)، قال “فاضل أبورغيف”، الخبير الأمني من “بغداد”، إن تنظيم (داعش) انكسرت شوكته، لكنه لا يزال قائمًا، لافتًا إلى الحاجة إلى جهد دولي لمكافحة هذا التنظيم الإرهابي.

وأضاف “فاضل”؛ أن الجانب العراقي لا يستطيع مواجهة هذا التنظيم الإرهابي بمفرده، كما أن قوات “سوريا” لديها مشاكل مع “سوريا” و”العراق”، لذلك فلن يتم دحر الإرهاب.

تقصير الحكومة في معالجة الفكر المتطرف للتنظيم..

بينما يرى الخبير العسكري والإستراتيجي، “عدنان الكناني”؛ أن: “هذه الهجمات تأتي منفردة من فلول تنظيم (داعش)، ذلك أن التنظيم انتهى من الناحية العسكرية، فلا وجود لأرض أو مقرات يمسكها التنظيم، فقط لديه جيوب ومضافات بسيطة وبعض الخلايا التي تستغل الخواصر الرخوة”.

وتابع “الكناني”؛ بالقول: “يوجد هناك تقصير من قبل الحكومة العراقية، في معالجة فكر التنظيم المتطرف، فالتنظيم يستغل العقول المتطرفة أو الضعيفة، كذلك المظلوميات التي يتعرض لها البعض بسبب الكتل السياسي والفاسدين، الأمر الذي أدى إلى وجود نزعة انتقامية لدى البعض”.

وأضاف “الكناني”؛ قائلاً: “الولايات المتحدة والدول الأخرى، التي لديها أطماع في العراق، هي من تدفع باتجاه تأجيج الوضع وإحداث تراجع أمني في البلد، وذلك لإيجاد موطيء قدم لها داخل الأراضي العراقية بشكل رسمي، بحجة محاربة الإرهاب”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب