“بن سلمان” و”قمة العشرين” بالأرجنتين .. هل سيكون “خاشقجي” حاضرًا ؟

“بن سلمان” و”قمة العشرين” بالأرجنتين .. هل سيكون “خاشقجي” حاضرًا ؟

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

لا شك أن تداعيات حادث اغتيال الصحافي السعودي، “جمال خاشقجي”، داخل “القنصلية السعودية” في “إسطنبول”، ستخيم على لقاءات ولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان”، مع زعماء العالم أثناء حضورهم فعاليات “قمة العشرين”، التي ستنعقد نهاية الشهر الجاري في “الأرجنتين”.

وسيراقب المحللون كيف ستكون أجواء اللقاء المُرتقب بين الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، وولي العهد، “بن سلمان”، وهل سيمثل اللقاء فرصة جيدة لإنهاء التوتر الذي خلفه حادث الاغتيال، أم أن العداء والتوتر سيتفاقمان بين “أنقرة” و”الرياض” ؟

“إردوغان” و”بن سلمان”.. لقاء مشحون !

نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية تقريرًا عن اللقاء المنتظر بين الرئيس التركي، “إردوغان”، وولي العهد السعودي، “بن سلمان”، اللذين سيشاركان، الأسبوع المقبل، في “قمة العشرين” بـ”الأرجنتين”. وسيكون اللقاء هو الأول للزعيمين المسلمين بعد اغتيال “خاشقجي”، داخل “القنصلية السعودية” بمدينة “إسطنبول” التركية.

وترى الصحيفة الإسرائيلية أن اللقاء المرتقب سيكون مشحونًا، نظرًا لأن الرئيس التركي، “إردوغان”، كان قد أدلى لوسائل الإعلام بتصريحات عدائية بعد حادث الاغتيال، متهمًا كبار المسؤولين السعوديين بالتورط في مقتل الصحافي، “خاشقجي”.

تضارب حول إمكانية عقد اللقاء..

بحسب الصحيفة العبرية؛ فإن المتحدث باسم الرئاسة التركية، “إبراهيم كالين”، كان قد أطلع وسائل الإعلام بأن الوفد التركي بـ”الأرجنتين” بحث جدول أعمال مؤتمر “قمة مجموعة العشرين”، فوجد أن هناك إمكانية لعقد لقاء بين الزعيمين التركي والسعودي.

لكن في الوقت الذي أعلن فيه المتحدث باسم الرئاسة التركية عن إمكانية عقد لقاء بين الرئيس، “إردوغان”، وولي العهد السعودي، “بن سلمان”، على هامش “قمة العشرين”، نقلت قناة تركية عن “إردوغان” نفسه قوله إن ذلك لن يحدث.

إذ نقلت قناة (خبر) التركية، عن الرئيس “إردوغان”، قوله إنه لن يلتقي بولي العهد السعودي خلال زيارته لـ”الأرجنتين” لحضور “قمة مجموعة العشرين”.

حالة التضارب تلك؛ عبرت عنها تصريحات مصدر في الرئاسة التركية، أدلى بها لوكالة (سبوتنيك)، وقال فيها: “هذا التصريح لم يصدر عنا، وليس لدينا أية معلومات حول الموضوع حاليًا، ولا نعرف ما هو مصدرها”.

ومن المعروف أن التوتر بين “الرياض” و”أنقرة” قد بلغ مداه بعد حادث الاغتيال، وإنتهاك “السعودية” للسيادة التركية بشكل سافر.

تسريبات تركية..

يُذكر أن الكاتب السياسي السعودي، “خاشقجي”، الذي كان ينشر مقالاته في صحيفة (واشنطن بوست)؛ قد حضر في الثاني من تشرين أول/أكتوبر الماضي، إلى مقر “القنصلية السعودية” في “إسطنبول” من أجل استخراج وثائق للزواج. وهناك نشب شجار بين “خاشقجي” وما لا يقل عن عشرة أفراد سعوديين كانوا في انتظاره وخططوا لقتله. وبحسب التسريبات التي نشرتها وسائل الإعلام التركية، فإن مرتكبي الجريمة قاموا بخنق “خاشقجي” حتى مات، وقبل أن ينقضوا عليه قال له أحدهم: “ياخائن إننا سنصفي حسابنا معك”. وبعد أن قتلوه قاموا بالتخلص من الجثة.

وقدمت “الرياض” روايات متباينة بشأن اختفاء الصحافي الراحل، قبل أن تقول إنه تم قتله وتمزيق جثته بعد فشل مفاوضات لإقناعه بالعودة لـ”السعودية”، ما أثار موجة غضب عالمية ضد “المملكة” ومطالبات بتحديد من أصدر أوامر القتل ومعرفة مكان الجثة.

“بن سلمان” سيحضر القمة بالأرجنتين..

أكد وزير الطاقة السعودي، “خالد الفالح”، أن ولي العهد، الأمير “بن سلمان”، سيشارك في أعمال “قمة مجموعة الـ 20 للدول الصناعية الكبرى” في “الأرجنتين”. وأوضح “الفالح”، في مؤتمر صحافي عقده الاثنين الماضي، أن مشاركة ولي العهد في قمة العشرين، (G20) – التي ستعقد في العاصمة الأرجنتينية، “بوينس آيرس”، يومي 30 تشرين ثان/نوفمبر الجاري و1 كانون أول/ديسمبر المقبل – تمثل جزءًا من الجولة الخارجية لولي العهد، التي أستهلها بالفعل، أمس، بزيارة “الإمارات العربية المتحدة”.

“ترامب” لن يُضحي بالشراكة مع الرياض..

كان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، قد قال، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إنه سيلتقي بولي العهد السعودي،”بن سلمان”، إذا حضر “قمة مجموعة العشرين” في “الأرجنتين”. وأشار “ترامب” إلى أن “المملكة العربية السعودية” ساعدت “الولايات المتحدة” في إبقاء أسعار النفط منخفضة، مؤكدًا أنه لن يدمر الاقتصاد العالمي بالتشدد تجاه المملكة. مُضيفًا أن “الولايات المتحدة” تعتزم أن تظل شريكًا راسخًا لـ”السعودية”.

وأشار الرئيس الأميركي، في بيان أصدره “البيت الأبيض”، إلى أنه ليست لديه النية لإلغاء عقود عسكرية مع “الرياض”، قائلاً: “إذا أقدمنا بحماقة على إلغاء تلك العقود، فسوف تكون كل من روسيا والصين أكبر المستفيدين”.

“بوتين” سيلتقي بولي العهد..

لم يستبعد “الكرملين” أن يلتقي الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، بولي العهد السعودي، الأمير “بن سلمان”، على هامش “قمة مجموعة العشرين” في “الأرجنتين”. وقال المتحدث باسم الكرملين، “دميتري بيسكوف”، في بيان للصحافيين أول أمس، إن اللقاء بين الزعيمين الروسي والسعودي غير مُستبعد، لكنه لم يدل بتفاصيل عن القضايا التي سيتم مناقشتها خلال اللقاء. وتوقع المتحدث باسم “الكرملين” بأن اللقاء سيكون ثنائيًا.

وتبدأ “قمة مجموعة العشرين” أعمالها في “الأرجنتين”، يوم 30 تشرين ثان/نوفمبر الجاري وتتواصل حتى الأول من كانون أول/ديسمبر القادم. وتعقد القمة لهذا العام في مدينة “بوينس آيرس”، عاصمة “الأرجنتين”، وستكون أول قمة لـ”مجموعة العشرين” تستضيفها “أميركا الجنوبية”.

الأنظار تترقب..

في الوقت الذي ستتجه فيه جميع الأنظار، يوم الثلاثين من الشهر الجاري، نحو العاصمة الأرجنتينية، “بوينس آيرس”، لمتابعة فعاليات “قمة مجموعة العشرين”، فإن المحللين السياسيين سيركزون بشكل خاص على لقاءات ولي العهد السعودي مع الرئيسين التركي والأميركي. فيما يأمل السعوديون والأتراك أن يمثل اللقاء، المرتقب بين ولي العهد “بن سلمان” والرئيس “إردوغان”، بداية لصفحة جديدة في العلاقات بين البلدين المسلمين وإنهاء حالة التوتر والمشاحنات بين “أنقرة” و”الرياض”.

أهمية الدور السعودي..

أوضح الكاتب السعودي، “خالد السليمان”، أن سبب تمسك الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بعلاقات بلاده مع “المملكة العربية السعودية”، يتمثل في أن المملكة تلعب دورًا محوريًا لا يمكن الإستغناء عنه في العديد من الملفات، وعلى رأسها التهديد الإيراني والحرب على الإرهاب واستقرار أسواق النفط.

ولفت “السليمان” إلى أن هذا الموقف، الذي صدر عن الرئيس الأميركي قبل يومين على الرغم من حادثة مقتل “جمال خاشقجي”، يعزز بالدرجة الأولى مصالح “الولايات المتحدة” في المنطقة. مشيرًا إلى أن من راهنوا على موقف أميركي معاد لـ”السعودية”، بسبب حادث اغتيال “خاشقجي”، لا يفهمون أولويات “أميركا” في خدمة مصالحها الإستراتيجية، كما أن الخطوات التي إتخذتها السلطات السعودية لكشف ومحاسبة الجناة في جريمة القتل البشعة، التي وقعت داخل “القنصلية السعودية”، تستجيب لمطالب المجتمع الدولي بكشف الحقيقة ومحاسبة مرتكبي الجريمة.

وألمح “السليمان” إلى أن الأتراك خاطئون إن هم ظنوا أن دول العالم الكبرى ستضحي بمصالحها مع “السعودية”، أو أن العالم سيعرض استقرار اقتصاده للإهتزاز بسبب تلك الحادثة.

وخُلص “السليمان” إلى وجود دلالات لمشاركة ولي العهد السعودي شخصيًا في “قمة العشرين”، ورأى أن هذا الحدث يحمل “رسالة بالغة الأهمية لتركيا وغيرها بأن السعودية لاعب أساس على المسرح الدولي، وأنها جزء لا غنى عنه في تحقيق الاستقرار العالمي”.

إستهلها بجولة عربية..

استعدادًا للمشاركة في “قمة مجموعة العشرين” بـ”الأرجنتين”، غادر أمس ولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان”، المملكة في بداية جولة خارجية تشمل دولاً عربية، هي الأولى له منذ مقتل “خاشقجي” في قنصلية بلاده في “إسطنبول”، في الثاني من تشرين أول/أكتوبر الماضي. وأستهل “بن سلمان” جولته بزيارة إلى دولة “الإمارات العربية المتحدة”. وكان في استقباله ولي عهد أبوظبي، الشيخ “محمد بن زايد آل نهيان”، الذي أكد أن هناك آفاقًا واسعةً من التعاون والشراكة الوثيقة والمثمرة تنتظر البلدين الشقيقين.

وكان الديوان الملكي السعودي قد أصدر بيانًا أوضح فيه أن جولة ولي العهد، “بن سلمان”، تقرّرت بناءً على توجيه من العاهل السعودي، الملك “سلمان بن عبدالعزيز”. وأضاف البيان أن الجولة الخارجية لولي العهد تأتي إنطلاقًا من حرص مقامه الكريم على تعزيز علاقات المملكة إقليميًا ودوليًا، واستمرارًا للتعاون والتواصل مع الدول الشقيقة في المجالات كافة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة