25 أبريل، 2024 5:45 م
Search
Close this search box.

بنهج مغاير .. ترامب يحاول الخروج من ورطة سوريا بأقل الخسائر وأرضاء الجميع

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – لميس السيد :

مع تضاعف القوات الأميركية في شمال سوريا، أصبح يتحرك الرئيس “دونالد ترامب” بقوة تجاه تعهده بـ”هدم وتدمير” ما تبقى من داعش. القوات الأميركية، التي تدعم تحالفاً من الأكراد والعرب المعروفين باسم “القوات الديمقراطية السورية”، لديها الآن على الساحة تطهير الرقة، عاصمة الخلافة الإسلامية التي تدعيها داعش.

وفي الوقت نفسه، يبدو أن إدارة ترامب تزيد من حدة حملة القصف الأميركية ضد شبكة القاعدة. لكن الهزيمة الدائمة لداعش والقاعدة ستتطلب أكثر من قوة النيران الأميركية وستحتاج إلى استراتيجية واضحة لإنهاء الحرب الأهلية السورية. وما دام الصراع قائماً، سيكون من المستحيل معالجة الدوافع الكامنة وراء التطرف وإعادة توجيه المقاتلين للقضاء حقاً على التهديد الإرهابي، وفقاً لما ذكرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية.

على ادارة ترامب تفعيل ثلاثة مطالب  

لقد تركت ست سنوات من طحن الحرب في سوريا أرضاً مكسورة بعمق. إلا أن هذا التجزؤ الشديد يتيح فرصة لإدارة ترامب للعمل مع روسيا والدول الإقليمية الرئيسة لتخفيف حدة الصراع والتوصل إلى تسوية سياسية دائمة. وسيتطلب القيام بذلك تنسيقاً وثيقاً مع الحلفاء الإقليميين. ولكن، أكثر من أي شئ آخر، فإنه سيتطلب أيضاً من إدارة ترامب أن تفعل ثلاثة أشياء حتى الآن لم تكن حريصة على القيام بها: “التنسيق جدياً مع موسكو، وتقديم المساعدات الخارجية لسوريا، وإشراك إيران”.

تقول المجلة الأميركية أنه في كانون ثان/يناير الماضي، وفرت مناطق التي يسيطر عليها  في سوريا كل من النظام السوري والأكراد، الأساسات اللازمة لكل من إيران وروسيا وتركيا للتوسط في وقف هش للأعمال الحربية في غرب سوريا.

وإذا تحركت إدارة ترامب بشكل حاسم، فقد أتيحت لها فرصة لبناء “عملية أستانا” لمحادثات السلام في سوريا، والاستفادة من التأثير المستمد من المنطقة الإقليمية التي تديرها الولايات المتحدة في شمال وشرق سوريا، من أجل التوصل إلى حل للنزاع.

وينبغي أن يبدأ هذا الجهد بالسعي إلى توسيع نطاق الترتيبات القائمة للتوصل إلى اتفاق  وطني نحو وقف إطلاق النار، ويكون الممثل الأجنبي الرئيسي في كل منطقة من مناطق المراقبة مسؤولاً أساساً عن الإنفاذ والأمن وضمان التوزيع غير المقيد للمساعدة الإنسانية.

سيتطلب تحقيق هذه النتيجة، دبلوماسية خاطفة لمعالجة التوترات الأساسية على طول طبقات المناطق القائمة، أبرزها إدارة المخاوف التركية من التوسع الكردي في شمال سوريا. لكن وزير الخارجية “ريكس تيلرسون”، في حال نجاحه، يمكن أن ينتج “مناطق الاستقرار المؤقتة” التي ألمح إليها خلال اجتماع عقد مؤخراً لوزراء خارجية من 68 دولة من الدول المناهضة لتنظيم داعش، وتمكين أطراف النزاع من هزيمة تنظيم داعش وتنظيم القاعدة.

ومن ثم يفتح المجال أمام التفاوض على تسوية سياسية تعكس الحقائق الراهنة على أرض الواقع، وتحول السلطة بعيداً عن دمشق والأسد، وتسمح للجماعات المعارضة بالسيطرة على الأمن المحلي والحكم المحلي. في حين أن المعارضة ومؤيديها يفضلون بوضوح الانتقال بعيداً عن الأسد تماماً، فإنه من الصعب أن نرى الولايات المتحدة وحلفاءها تحشد ضغوط عسكرية كافية على النظام أو الروس والإيرانيين لإجبار مثل هذه النتيجة.

.

نهج اكثر واقعية

لا شك أن اتباع نهج أكثر واقعية في سوريا، سيسعى إلى إنهاك جميع الأطراف، وعدم قدرة النظام على استعادة السيطرة على البلد بأسره، وتغيير موازين القوى بين الدول الإقليمية المهتمة بمكافحة الإرهاب أكثر من تفكيك نظام الأسد، والضغط على النظام والمعارضة لقبول لا مركزية الحكم.

إن الوصول إلى هذه النتيجة سيكون صعباً للغاية وسيتطلب من إدارة ترامب أن تتعارض مع غرائزها في عدد من الجوانب الهامة. أولاُ، سيتطلب الأمر من واشنطن أن تتصارع مع موسكو من أجل دفع الأسد إلى تجميد الصراع وقبول حل سياسي لا مركزي.

وتمتلك الولايات المتحدة نفوذاُ هاماُ – في شكل تعاون محتمل لمكافحة الإرهاب – للحث على الاتفاق الروسي. وعلى الرغم من أن ترامب كثيراً ما يتحدث عن فوائد التعاون مع روسيا لهزيمة “الإرهاب الإسلامي الراديكالي”، فإن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى روسيا لسحق الخلافة أو استهداف متآمري القاعدة في سوريا. بل على العكس من ذلك، فإن موسكو هي التي تريد بشدة التعاون الأميركي لمكافحة الإرهاب لإضفاء الشرعية على تدخلها في سوريا.

يمكن لإدارة ترامب أن تقدم تنسيقاً مع روسيا بشأن تطهير معاقل سيطرة داعش في الشرق والعمل معها للقضاء على القاعدة من الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في إدلب.

إن المعارضة لن توافق أبداً على وقف دائم لإطلاق النار أو نتيجة سياسية تحافظ على الأسد في دمشق، حتى مع تقلص السلطات بشكل كبير، إذا كان النظام (أو الروس) لا يزالون أحراراً في قصف مناطق المعارضة بشكل متعمد باسم مكافحة “الإرهاب”.

من الضروري أن تقوم إدارة ترامب بتكييف أي تعاون لمكافحة الإرهاب مع روسيا بشأن إلتزامات الحفاظ على قوة الأسد الجوية من العمل على المناطق المتبقية التي تسيطر عليها المعارضة في جميع أنحاء البلاد.

كما يتعين على الادارة دفع روسيا الى وقف الهجمات الارضية التى بدأتها ايران فى هذه المناطق، كما يجب ان تشترط اى مشاركة فى المعلومات التى تستهدف الولايات المتحدة حول إلتزامات روسية موثوقة لمواءمة العمليات الجوية مع قوانين الحرب وتوفير حقوق “الفيتو” للولايات المتحدة بشأن الاهداف. وفي المقابل، ستنسق الولايات المتحدة مع الأردن وقطر والمملكة العربية السعودية وتركيا للضغط على المعارضة المسلحة لكي تنأى بنفسها وتتصدى، حيثما أمكن، للجماعات المتطرفة، ولا سيما تنظيم القاعدة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب