25 أبريل، 2024 3:36 م
Search
Close this search box.

بنشر واشنطن قاذفات “بي-52” في قواعدها بالشرق الأوسط .. هل يُنذر بعملية جديدة ضد أهداف إيرانية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في نفس التوقيت الذي أعلن فيه الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، تباحثه في توجيه ضربة لـ”إيران” قبيل مغادرته “البيت الأبيض”، أعلن الجيش الأميركي، السبت الماضي، عن إرسال طائرة من طراز (بي-52)، (ستراتوفورتريس)، الاستراتيجية بعيدة المدى، في اليوم ذاته، من قاعدة جوية في ولاية “نورث داكوتا” إلى الشرق الأوسط.

وبحسب بيان القيادة المركزية للجيش الأميركي، فإن مهمة الطائرة “طويلة”، مشيرةً إلى أن هدفها: “ردع العدوان، وطمأنة شركاء وحلفاء الولايات المتحدة”، من دون الحديث عن مكان استقرارها بالشرق الأوسط.

وأوضح البيان في الوقت ذاته؛ أن: “واشنطن لا تسعى لإحداث أي صراع، لكنها لا تزال ملتزمة بالاستجابة لأي طاريء حول العالم”.

وشدد بيان القيادة المركزية على إلتزامها الحفاظ على حرية الملاحة والتبادل التجاري في جميع أنحاء المنطقة وحمايتها، معتبرة أن: “المهمة المستمرة تثبت قدرة الجيش الأميركي على نشر القوة الجوية القتالية في أي مكان في العالم في غضون وقت قصير، والإندماج في عمليات القيادة المركزية للمساعدة في الحفاظ على الاستقرار والأمن الإقليمي”.

أنشطة إيران تهدد الأمن والتجارة العالميين..

التحرك الأميركي الأخير يأتي بعد تصريحات أدلى بها قائد القيادة الوسطى في القوات الأميركية، الجنرال “كينيث ماكينزي”، الخميس الماضي، قال فيها إن: “أنشطة إيران الخبيثة تزعزع استقرار جيرانها في المنطقة، وتهدد الأمن والتجارة العالميين”، وذلك على وقع توتر متزايد بين واشنطن من جهة، وطهران وحلفائها من جهة أخرى في الأسابيع الأخيرة.

ووفقًا لتقرير (نيويورك تايمز)، فإن الرئيس، “ترامب”، سأل مستشاريه عما إذا كانت لديه خيارات لاستهداف موقع نووي رئيس في “إيران”، لكنهم أثنوه عن فكرة تنفيذ ضربة عسكرية.

ونقلت الصحيفة عن أربعة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، لم تسمّهم، قولهم إن “ترامب” ناقش الأمر مع مستشاريه في اجتماع بالمكتب البيضاوي بعد يوم من إعلان المفتشين الدوليين رصد زيادة في مخزون إيران النووي.

ونقلت الصحيفة الأميركية تحذير عدد من المستشارين الأميركيين؛ ومن بينهم نائب الرئيس، “مايك بنس”، ووزير الخارجية، “مايك بومبيو”، ووزير الدفاع بالوكالة، “كريستوفر ميللر”، ورئيس هيئة الأركان، الجنرال “مارك ميلي”، “ترمب”، من أن توجيه ضربة عسكرية للمنشآت الإيرانية قد يتصاعد بسهولة إلى صراع واسع النطاق خلال الأسابيع الأخيرة من رئاسته، مشيرةً في الوقت ذاته، إلى أن أي هجوم محتمل، سواء كان صاروخيًا أو سيبرانيًا، كان سيركز بشكل شبه مؤكد على منشأة “نطنز” النووية.

إدارة “ترامب” تنشد “أقصى الضغوطات” من الإدارة الجديدة..

في الوقت ذاته؛ أفاد مسؤول أميركي يرافق وزير الخارجية، “مايك بومبيو”، في جولته الخارجية، الأحد الماضي، بأن إدارة الرئيس، “دونالد ترمب”، تأمل في أن تواصل الإدارة المقبلة السير على نهجها حيال ملف “إيران”، وأن تواصل بذلك حملة “الضغوط القصوى” عليها.

المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته؛ قال في حديثه للصحافيين في “أبوظبي”، (إحدى محطات جولة بومبيو الأوروبية والشرق أوسطية)، وفق ما نقلت وكالة (فرانس برس)، عنه: “لا يخفى على أحد أن إدارة ترمب تركز، منذ سنوات عدة، على حملة الضغوط القصوى هذه ضد إيران”، واصفًا الحملة بأنها حققت “نجاحًا هائلاً” أدى فعليًا إلى: “حرمان النظام من مليارات الدولارات”، التي قال إنها كانت ستذهب إلى الجماعات المسلحة الموالية لـ”طهران” في المنطقة.

مضيفًا: “آمل أن يتم استغلال هذا النفوذ الذي عملت الإدارة جاهدة للحصول عليه بهدف حمل الإيرانيين على التصرف كدولة طبيعية”.

وبحسب حديث المسؤول ذاته، فإن: “النظام في طهران أجبر الناس على تحمل مصاعب هائلة، وفضل توزيع المال على الميليشيات بدلاً من استخدامها للغذاء، على أمل أن يحصل تغيير في تشرين ثان/نوفمبر”، أي في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها “بايدن”. وأضاف: “ترقّبوا ذلك، وعلينا أن ننتظر لنرى ما سيحدث”.

وذكر المسؤول أن: “الإدارة الحالية موجودة حتى 20 كانون ثان/يناير 2021، وستواصل تنفيذ سياساتها حتى النهاية”، مشيرًا إلى مسألة العقوبات على إيران وإبقاء خيار التلويح بالعمل العسكري قيد البحث.

جميع الخيارات مطروحة..

ومنذ يومين، قال وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، في مقابلة مع صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية: “إن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة”.

وذلك بعد ساعات من إصداره بيانًا من “إسرائيل”، اعتبر فيه أن: “حملة الضغوط القصوى ضد النظام الإيراني لا تزال فعالة بشكل كبير”، وحذر من أنه: “في الأسابيع والأشهر المقبلة سنفرض عقوبات جديدة على إيران”.

رغم التهديدات المتبادلة طهران تريد التواصل مع واشنطن..

في المقابل، تتناقض المواقف الإيرانية بين الدبلوماسية والتهديدات العسكرية تجاه التطورات الأميركية المتسارعة. فأمس الأول الأحد، وبعد ثلاثة أيام من إعلان القائد العام لـ (الحرس الثوري) الإيراني، اللواء “حسين سلامي”، أن إيران لن تتقيد: “بمنطقة جغرافية محددة للدفاع عن مصالحها الحيوية”، اعتبرت “طهران”، على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها، أن: “الجرائم” التي إرتكبتها “الولايات المتحدة” بحقها، ومنها اغتيال “قاسم سليماني”، لا تحول دون تواصل بين البلدين مبني على “تفكير متمعن”.

قائلاً “سعيد خطيب زاده”، في مؤتمر صحافي: “من الطبيعي بين بلدين عضوين في الأمم المتحدة، مثل الولايات المتحدة وإيران، أن يكون حصل ويحصل تواصل قائم على تفكير متمعن في إطار معروف”، مضيفًا: “لكن هذا لا يعني أن إيران تنسى لائحة الجرائم هذه. متطلباتنا من الولايات المتحدة غير قابلة للتغيير”.

لن تتقيد بمنطقة واحدة..

وكان الموقع الإلكتروني للحرس الثوري، (سباه نيوز)، نقل عن “حسين سلامي”، الخميس الماضي، أن بلاده لن “تتقيد بمنطقة جغرافية محددة للدفاع عن أمننا ومصالحنا الحيوية”، وذلك بعد أيام من “المعلومات” التي نشرتها (نيويورك تايمز).

وقال “سلامي”، الذي أدلى بتصريحاته بمناسبة تدشين بارجة (الشهيد رودكي) العابرة للمحيطات، المجهزة بـ”أنظمة صاروخية”، وتحوي مدرجًا لإقلاع مروحية وطائرات عدة من دون طيار، وبإمكانها نقل زوارق سريعة على متنها، وفق (سباه نيوز): “لو أراد أحد تهديد مصالح هذا الشعب، فمن المؤكد أنه لن يجد نقطة آمنة لنفسه على وجه الكرة الأرضية”.

موضحًا أن: “استراتيجيتنا دفاعية، بمعنى أننا لن نشكل إبتداءً أي تهديد لأي بلد أبدًا، إلا أن استراتيجيتنا الدفاعية هذه مترافقة مع تكتيكات هجومية”.

تستهدف الردع وطمأنة الحلفاء..

وفيما يتعلق بالقاذفة الأميركية، (بي-52)، قال “فايز الدويري”، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن إرسال القذائف الأميركية إلى منطقة الشرق الأوسط، هدفه ردعي فقط وطمأنة للحلفاء، مع استبعاد أن تكون هناك نية لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، مشيرًا إلى أن مستشاري “ترامب” العسكريين، حذروه من توجيه ضربة عسكرية لـ”طهران”.

لكنه أكد أنه لا أحد يعلم ما يجري في ذهن الرئيس، “ترامب”، ولا يتكهن به، فمن الوارد أن يكون ذلك مقدمة لضربة محدودة أو ضربة سيبرانية، لكن لن تكون على نطاق واسع، بحسب قوله.

دك معسكرات وأهداف إيرانية..

فيما رأى خبراء عسكريون، إنه لا تنشر وتوزع هذه القاذفات الثقيلة،على القواعد العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط إلا لأمر خطير، ومن المرجح أن تقوم خلال الفترة القادمة بدك معسكرات وأهداف إيرانية وميليشياوية في “العراق” و”إيران” وربما “سوريا” أيضًا.

وشددوا على إنه في حال اتخذ الرئيس “ترامب” قرارًا بضرب “إيران”، فإن ذلك سيكون نهاية تامة للإرهاب الإيراني، ولن يقتصر على هدف واحد وفق كل الرؤى الاستراتيجية، بل يشمل عشرات الأهداف الإيرانية داخل “طهران” وخارجها.

إلى ذلك، حذر الجنرال “مارك إيه ميلي”، رئيس هيئة الأركان المشتركة، من أن توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت الإيرانية يمكن أن يتصاعد بسهولة إلى صراع في الأسابيع الأخيرة القادمة.

قاذفات (بي-52) الأميركية..

وتُعد القاذفة (بي-52) من الأسلحة التي تنتمي إلى عصر الحرب الباردة، إذ ترمز إلى القوة الأميركية في مجال سلاح الجو؛ بفضل حمولتها الكبيرة من القنابل والذخائر التي تبلغ 35 طنًا.

ونفذت القاذفات (بي-52) ما يعرف بـ”القصف البساطي” خلال حرب فيتنام وحرب الكويت، عام 1991، وكانت تطير أحيانًا من الولايات المتحدة وتقصف أهدافًا في “العراق” ثم تهبط في قاعدة “دييغو غارسيا” الأميركية في “المحيط الهندي”.

كما استخدمت بكثافة أثناء العمليات الأميركية في “أفغانستان”، عام 2001، ولجأت إليها القوات الأميركية في قتالها ضد تنظيم (داعش) الإرهابي في “سوريا”، في الآونة الأخيرة.

باتت القاذفة قادرة على إطلاق صواريخ وقنابل موجهة بالليزر، كما أنها قادرة على حمل صواريخ تحمل رؤوسًا نووية وصواريخ (باليستية) لقصف أهداف من مسافة مئات الكيلومترات.

وتتميز القاذفة بوجود نوافذ إضافية تُغلق لحماية طاقم الطائرة من الضوء الناجم عن الانفجار النووي؛ مما يؤكد أنها مجهزة لإلقاء قنابل نووية.

ويمكن للقاذفة التحليق لمسافة 8 آلاف ميل دون إعادة تزويدها بالوقود في الجو، وهكذا يمكنها الوصول إلى أي مكان في العالم.

وقد سبق أن جُربت بالفعل في قطع تلك المسافات الهائلة في “حرب فيتنام”، ثم في العمليات العسكرية بـ”أفغانستان” و”حرب العراق”.

وقاذفات (بي-52) تمثل مزيجًا من التكنولوجيا الحديثة والقديمة، ويبلغ العمر الإفتراضي للقاذفة، (بي-52)، نحو 30 سنة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب