وكالات- كتابات:
أعلن الرئيس المصري؛ “عبدالفتاح السيسي”، مساء الثلاثاء، في ختام “القمة العربية” الطارئة التي انعقدت بالعاصمة؛ “القاهرة”، اعتماد “خطة مصر” لإعادة إعمار وتنمية “قطاع غزة”.
جاء ذلك خلال الكلمة الختامية للرئيس المصري؛ في نهاية أعمال “القمة العربية” الطارئة التي عُقدت في العاصمة المصرية؛ “القاهرة”، لبحث تطورات “القضية الفلسطينية”، وتقديم بديل عملي وواقعي و”خطة عربية” مؤيدة بالكامل من جميع الدول العربية للخطط تهجير الفلسطينيين.
وعُقدت “القمة العربية” الطارئة؛ التي دعت إليها “مصر” بطلب من “فلسطين” وبتنسيّق مع “البحرين”؛ (الرئيس الحالي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة)، ردًا على الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، في 25 كانون ثان/يناير الماضي، للترويج لمَّخطط تهجير الفلسطينيين من “قطاع غزة” إلى دولٍ مجاورة مثل “مصر والأردن”، وهو ما رفضته البلدان وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وبلورت “مصر”، “خطة عربية” شاملة لإعادة إعمار “قطاع غزة” دون تهجيّر الفلسطينيين خشية تصفية “القضية الفلسطينية”، وتعتزم “القاهرة” عرض خطتها في أعمال القمة على القادة والزعماء العرب.
وتشمل “خطة مصر” لإعادة إعمار “غزة”؛ والتي سيتم عرضها على القادة والزعماء العرب خلال القمة الطارئة، تشكيل “لجنة إدارة غزة” لتتولى إدارة شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة (06) أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية؛ (تكنوقراط)، تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، والتي يجري تشكيلها خلال المرحلة الحالية تمهيدًا لتمكينها من العودة بشكل كامل للقطاع وإدارة المرحلة المقبلة بقرار فلسطيني.
وأكدت الخطة المصرية أن “حل الدولتين”؛ هو الحل الأمثل من وجهة نظر المجتمع والقانون الدوليين، وأن “قطاع غزة” جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، كما أدانت قتل واستهداف المدنيين ومستوى العنف غير المسبَّوق والمعاناة الإنسانية التي خلفتها الحرب على “غزة”.
الخطة المصرية؛ حثت كذلك على ضرورة مراعاة حقوق الشعب الفلسطيني وبقائه على أرضه دون تهجير، وضرورة تكاتف المجتمع الدولي من منطلق إنساني قبل كل شيء لمعالجة الكارثة الإنسانية التي خلفتها الحرب، مركزة على أن محاولة نزع الأمل في إقامة الدولة من الشعب الفلسطيني أو انتزاع أرضه منه لن تؤتي إلا بمزيد من الصراعات وعدم الاستقرار.
وقال الرئيس المصري؛ “عبدالفتاح السيسي”، الثلاثاء، إن الخطة المصرية بشأن “غزة” تشمل بقاء الفلسطينيين على أرضهم.
ذكر “السيسي”، خلال “القمة العربية” الطارئة، أن “مصر” ستستضيف مؤتمرًا لإعادة إعمار “غزة”؛ الشهر المقبل، مضيفًا: “عملنا مع الفلسطينيين لإنشاء لجنة مستقلة لحكم غزة”.
وأوضح: “تعكف مصر على تدريب الكوادر الأمنية الفلسطينية التي ستتولى حفظ الأمن في قطاع غزة”.
وتابع: “ندعو الدول العربية إلى تبنّي الخطة المصرية بشأن غزة.. ولا سلام دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة”.
وعبّر الرئيس المصري عن ثقته في قدرة نظيره الأميركي؛ “دونالد ترمب”، على تحقيق السلام فيما يتعلق بـ”القضية الفلسطينية”، مبرزًا: “يجب البناء على اتفاقية السلام مع مصر لدعم مسار السلام في المنطقة”.
من جهته؛ أكد الملك الأردني “عبدالله الثاني”، على دعم “السلطة الفلسطينية” وتمكيّنها، مضيفًا أن: “حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن قيادم الدولة الفلسطينية”.
وتابع: “يجب التأكيد على رفضنا التام للتهجير”.
بدوره؛ أبدى الرئيس الفلسطيني؛ “محمود عباس”، استعداد السلطة لإجراء انتخابات عامة ورئاسية في “الضفة الغربية وقطاع غزة”.
كما دعا “دونالد ترمب”؛ لدعم خطة إعمار “غزة”، مضيفًا: “نرفض أي خطط لتهجير الفلسطينيين ونرفض ممارسات الاحتلال بفرض واقع استيطاني في الضفة الغربية”.
من جانبه؛ أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية؛ “أحمد أبو الغيط”، في افتتاح “القمة العربية”، أن إعادة إعمار “غزة” في وجود أهلها ممكن.
وقال “أبو الغيط”؛ إن: “إعادة غزة للحياة هو نضال نختار أن نخوضه، وإعمار غزة ممكن بوجود أهلها وجهودهم”.
وأضاف في القمة المنَّعقدة بـ”القاهرة”: “إعمار غزة ممكن إن صمت السلاح وانسحبت إسرائيل بشكل كامل من القطاع”.
وتابع قائلًا: “إننا نُقّدر كل من يعمل من أجل السلام، ونؤكد تقديرنا لدور الولايات المتحدة التاريخي والحاضر، ولكن القبول بمشروعات ورؤى غير واقعية وغير مبنّية على أساس قانوني لن يكون من شأنه سوى زعزعة استقرار المنطقة”.
بدوره؛ قال الرئيس اللبناني؛ “جوزيف عون”، إن: “لبنان عاد إليكم وننتظر عودتكم إليه جميعًا”.
وتابع: “علمتني حروب لبنان أن القضية الفلسطينية تقتضي أن نكون دائمًا مع الشعب الفلسطيني وخياراته وقراراته وسلطاته الرسمية، وأي احتلال لجارٍ عربي هو احتلال لكل جيرانه والعكس صحيح”.
من جانبه؛ حذر الرئيس العراقي؛ “عبداللطيف رشيد”، من الآثار الكارثية للمشاريع التي تستهدف “القضية الفلسطينية”.
ودعا “رشيد” المجتمع الدولي للتحرك ضد المشاريع التي تدعو لتهجير الفلسطينيين، مؤكدًا دعم خطة إعادة إعمار “غزة”.
إلى ذلك، قال الرئيس الموريتاني؛ “محمد ولد الشيخ الغزواني”: “نرفض بشكل قاطع أي مقترحات تهدد أمن مصر والأردن والدول العربية”.
وتابع: “ندعم كل المبادرات العربية لتثبيت وقف إطلاق النار وإعمار غزة، يجب العمل على إعادة إعماد قطاع غزة ودعم قيام الدولة الفلسطينية”.
من ناحيته؛ قال رئيس جيبوتي؛ “إسماعيل عمر جيلي”، إن بلاده لن تقبل بتهجير الفلسطينيين ووقوع أي ظلم عليهم، مضيفًا: “فلسطين ستظل في قلوبنا ودعائنا ولن نقبل أي ظلم يقع عليها”.
وأكد: “يجب أن يتوقف العدوان ويجب أن يعود الحق إلى أهله.. نقف قيادة وشعبًا مع فلسطين”.
أما رئيس جمهورية القمر المتحدة؛ “غزالي عثماني”، فأبرز: “أؤكد أن السلام هو الخيار لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ونعلن تضامننا الكامل مع الشعب الفلسطيني”.
وأضاف: “نؤكد تمسكنا بالشرعية الدولية وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في جميع مراحله وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والوقف الدائم للحرب”.
وتابع: “في هذا الصدد أود أن أرحب بالخطة المصرية التي تقدم بديلا عربيا لما بعد الحرب ورؤية شاملة تتضمن إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الشعب الفلسطيني”.