22 نوفمبر، 2024 9:37 م
Search
Close this search box.

بمساعدة السعودية والإمارات .. هل يستطيع “العليمي” حل الأزمة اليمنية المستعصية ؟

بمساعدة السعودية والإمارات .. هل يستطيع “العليمي” حل الأزمة اليمنية المستعصية ؟

وكالات – كتابات :

بعد انقضاء شهر كامل على تشكيل “مجلس القيادة الرئاسي”؛ بـ”اليمن”، بات واضحًا أنه يتحرك على 03 مسارات رئيسة لإنهاء الأزمة المستمرة في البلاد منذ أكثر من سبع سنوات.

وفي السابع من نيسان/إبريل الماضي، أصدر الرئيس اليمني آنذاك، “عبدربه منصور هادي”، بشكل مفاجيء، إعلانًا رئاسيًا ينص على تأسيس “مجلس رئاسي” فوض بموجبه؛ “رشاد العليمي”، بكامل صلاحياته، لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية في البلاد.

وتتمثل المسارات الثلاثة في: “إنهاء الحرب، والانقلاب (الحوثي)، وتوحيد القرار العسكري، ومواجهة الأزمة الاقتصادية في البلاد”.

وفي 19 نيسان/إبريل الماضي؛ تعهد رئيس المجلس الرئاسي، “العليمي”، عقب أدائه اليمين الدستورية أمام البرلمان: بـ”السير على قاعدة الشراكة والتوافق الوطني لمواجهة كافة التحديات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية”.

وأوضح أن على رأس التحديات: “إنهاء الانقلاب والحرب، واستعادة الدولة والسلام، ومعالجة الوضع الاقتصادي والمعيشي، وإعادة بناء المؤسسات واستقرارها في العاصمة المؤقتة عدن؛ (جنوب)، وعلى امتداد التراب الوطني كله”.

مصدر الصورة: BBC

إنهاء الانقلاب والحرب..

رغم تأكيد “المجلس الرئاسي”، في أكثر من مناسبة، ضرورة: “إنهاء انقلاب جماعة (الحوثي)”، إلا أنه أظهر حرصًا على تبني خطاب: “أقل حدة”، تجاه مسألة الحسم العسكري، وأكثر انفتاحًا على الحل السياسي للأزمة.

وفي 08 نيسان/إبريل الماضي، أكد “العليمي”، في أول خطاب له، أن: “المجلس سيعمل على إحلال السلام الشامل في اليمن”.

واعتبر “العليمي” أن “المجلس الرئاسي”: “مجلس سلام؛ لكنه أيضًا مجلس دفاع وقوة ووحدة صف للذود عن سيادة الوطن وحماية المواطنين”.

كما اتفق رئيس المجلس مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن؛ “هانس غروندبرغ”، خلال أول لقاء بينهما؛ في 18 من الشهر الماضي، على: “أهمية البناء على الهدنة من أجل حل النزاع في البلاد سياسيًا”، وفق بيان آنذاك صدر عن مكتب المبعوث الأممي.

الملف الاقتصادي..

تبرز المسألة الاقتصادية، وتعقيداتها، كواحد من أبرز الملفات المطروحة على طاولة “المجلس الرئاسي” اليمني؛ الذي يعقد المواطنون آمالهم عليه لحلها، وتخفيف تداعياتها الكارثية على حياتهم ومعيشتهم.

فمنذ أشهر يُعاني “اليمن” من أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه، حيث تجاوز سعر صرف الدولار الواحد الألف ريال في مناطق الحكومة؛ مقابل: 215 قبل اندلاع الحرب عام 2015.

ورغم الجهود التي بذلتها الحكومة لمعالجة هذه الأزمة، إلا أنها فشلت في كبح جماح التدهور المستمر للعُملة، وانعكاساته القاسية على الوضع المعيشي لغالبية اليمنيين.

وأدى التراجع في سعر العُملة إلى احتجاجات في عدة مدن يمنية، ومطالب شعبية متكررة بضرورة علاج أزمة “الريال اليمني”، وسط تحذيرات من اتساع رقعة الجوع والفقر.

وفي الثاني من آيار/مايو الجاري، أعلن “العليمي” الاتفاق على تشكيل لجان مشتركة مع “السعودية” و”الإمارات”، لمتابعة تنفيذ التعهدات الخاصة بدعم المشروعات التنموية في البلاد.

وجاء هذا الإعلان عقب جولة خليجية لـ”العليمي”؛ شملت: “السعودية والإمارات”، بحث خلالها مع مسؤولين في البلدين، سُبل دعم الحكومة اليمنية؛ لمواجهة التحديات الراهنة.

وتتركز المشروعات، وفق “العليمي”، في مجالات الكهرباء والطاقة والطرق والمياه والسدود فضلاً عن الجوانب الأمنية والعسكرية.

كما أشار إلى أن: “الدعم المخصص للبنك المركزي قيد التنفيذ الفعلي”.

وكانت “السعودية”، في 07 نيسان/إبريل الماضي، أعلنت تقديم: 02 مليار دولار مناصفة مع “الإمارات”، دعمًا لـ”البنك المركزي اليمني”، فيما أعلنت تقديم مليار دولار لمشاريع التنمية ودعم شراء الوقود في “اليمن”.

توحيد القرار العسكري..

على مدار الأعوام الماضية، ظل التصدع داخل المؤسسة العسكرية، وتعدد التشكيلات الموجودة على الأرض، يحولُ دون توحيد القرار العسكري في “اليمن”؛ ما اعتبره كثيرون سببًا رئيسًا في استمرار حالة المراوحة، وعدم الحسم مع جماعة (الحوثي).

وكان لافتًا ضم “المجلس الرئاسي”؛ في قوامه: 03 من أبرز قادة التشكيلات العسكرية المناهضة لـ”الحوثيين”، والتي لم تكن تخضع لسيطرة “وزارة الدفاع” اليمنية.

وهؤلاء الثلاثة هم: “عيدروس الزبيدي”، قائد قوات الحزام الأمني في المحافظات الجنوبية، و”طارق صالح”؛ قائد ما تُعرف: بـ (المقاومة الوطنية) في الساحل الغربي للبلاد، و”أبوزرعة المحرمي”؛ قائد ما تُسمى: (ألوية العمالقة).

ويعتقد خبراء أن هذه الخطوة من شأنها أن تُسهم في تنظيم العمل العسكري، وإنهاء حالة الشتات وغياب التنسيق التي تُعاني منها القوات العسكرية المناهضة لـ”الحوثيين”.

مصدر الصورة: BBC

وفي 24 نيسان/إبريل الماضي، أكد عضو المجلس الرئاسي المحرمي، خلال لقائه مديري الدوائر العسكرية بوزارة الدفاع، أن المجلس ماضٍ في هيكلة ودمج المؤسسة العسكرية، وفق بنود اتفاق الرياض.

وفي 05 تشرين ثان/نوفمبر 2019، تم توقيع “اتفاق الرياض” بين الحكومة الشرعية و”المجلس الانتقالي”، برعاية سعودية ودعم أممي، بهدف حل الخلافات بين الطرفين.

وتضمن الاتفاق، في شِقّه العسكري، دمج قوات الجيش والأمن التابعة للحكومة و”المجلس الانتقالي” تحت قيادة وزارتي: “الداخلية” و”الدفاع”.

الكاتب والمحلل السياسي اليمني؛ “يعقوب العتواني”، رأى أن: “المشهد الحالي يوفر فرصة حقيقية للمجلس لإعادة تنظيم العمل داخل الوحدات المقاتلة، وربطها جميعًا بغرفة عمليات تابعة لوزارة الدفاع اليمنية ويجب استغلالها سريعًا”.

وأضاف في حديث لـ (الأناضول) أنه: “كان يمكن للمجلس أن ينجز بعض المهام المتعلقة بترتيب المسرح العسكري في المناطق المحررة من الحوثيين”.

وأشار إلى أن: “وزير الدفاع اليمني؛ (محمد المقدشي)، يتحرك في عدن ويقوم بزيارات شكلية للوحدات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي”.

واستطرد: “لكن حتى الآن هناك غياب ملحوظ للقرارات الرئاسية التي تضمن الحد الأدنى من العمل المنظم للوحدات العسكرية المناهضة للحوثيين في حال تم استئناف المعارك بعد انقضاء الهدنة الأممية”.

ومنذ أكثر من 07 سنوات يشهد “اليمن” حربًا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة “السعودية”، و”الحوثيين” المدعومين من “إيران” والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة “صنعاء”؛ منذ أيلول/سبتمبر 2014.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة