بما فيهم الحزب الشيوعي .. “لا حاجة لنا بكم” .. رسالة فقراء العراق للأحزاب !

بما فيهم الحزب الشيوعي .. “لا حاجة لنا بكم” .. رسالة فقراء العراق للأحزاب !

خاص : كتبت – هانم التمساح :

فيما تبدو وكأنها رسالة واضحة من أبناء الطبقة المطحونة في “العراق” بأنهم لن يقبلوا وصاية سياسية أو دينية من أحد، حال تعرض قوت يومهم للنهب.. قام المتظاهرون بإحراق كل مقرات الأحزاب السياسية وصور الزعامات الدينية، بما في ذلك الأحزاب التي ترفع شعار الدفاع عن الفقراء كـ”الحزب الشيوعي العراقي”.

الناصرية خالية من الأحزاب وتحت سيطرة المتظاهرين..

وكانت مدينة “الناصرية”، جنوب “العراق”، قد شهدت تظاهرات عنيفة نتيجة خروج تجمعات كبيرة من الشباب الناقمين على الوضع الراهن في البلاد؛ من ضعف كبير في تقديم الخدمات والفساد والمحاصصة وقلة فرص العمل، وشعورهم بأن لا أحد يعمل لصالحهم، لا حكومة ولا أحزاب؛ لا يمين ولا يسار، فقرروا ان ينتقموا من الجميع ليبعثوا لهم برسالة فحواها: إن لم تكن الأحزاب تعمل لصالح المواطن فلا داعي لوجودها.

وقام المتظاهرون، بحرق مقرات الأحزاب، معلنين أن “الناصرية” أصبحت خالية من الأحزاب السياسية بعد إضرامهم النيران في مقارها ومكاتبها السياسية.

وأحرقوا مكاتب “سرايا الخراساني”، إحدى ميليشيا (الحشد الشعبي)، المدعوم والمرتبط بـ”إيران”، وكذلك مقر “منظمة بدر” بقيادة، “هادي العامري”، ومقر “حركة عصائب أهل الحق” بزعامة، “قيس الخزعلي”، ومقر “حزب الدعوة” بزعامة، “نوري المالكي”، وكذلك مقر “الحزب الشيوعي العراقي”، ومقرات أحزاب “الفضيلة”، والمجلس الأعلى الذي كان سابقًا ينتمي له رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، و”تيار الحكمة” بزعامة، “عمار الحكيم”، وكذلك منزل النائب في البرلمان العراقي، “خالد الأسدي”.

لا وصاية دينية على شعب مقهور..

عمليات الحرق شملت أيضًا صورًا لمسؤولين دينيين ورجال دين، وكذلك صورًا للمرشد الإيراني، “علي خامنئي”، الذي يتهمه الشباب العراقي، هو و”إيران”، بزعزعة الاستقرار في البلاد، وأنه من سلط هؤلاء السياسيين والأحزاب المنتفعة منذ سنين على مقدرات البلد، خاصة وأن كل التظاهرات السابقة ضد الفساد كانت تخرصها فتاوى رجال الدين من شتى الطوائف، وهو ما اعتبره الجيل الجديد من شباب المتظاهرين أنه شراكة من رجال الدين فى المسؤولية عن ضياع حقوق الشعب، ويتراوح أعمار المتظاهرين بين 16 – 25 سنة.

لماذا حرق المتظاهرون مقر “الحزب الشيوعي” ؟

ويواجه “الحزب الشيوعي” انتقادات مستمرة، منذ موافقته على الدخول في العملية السياسية، التي أعتمدت نظام التمثيل الطائفي، وجدد معارضون انتقاداتهم للحزب، بعد إنخراطه في تحالف (سائرون)؛ الذي يقوده (التيار الصدري)، ثم تغيبه عن الإنضمام العلني لمشاركة الشعب الفقير في تظاهراته، كل ذلك قد يكون من بين أسباب قيام المتظاهرين بحرق مقر الحزب.

عشرات البيانات التي تصدر عن “الحزب الشيوعي”، منذ سنوات، لا تنم عن هوية يسارية؛ وجاءت بياناته  الأخيرة حول التظاهرات ضعيفة تخلو من أي شيء يدل على كون الحزب صاحب البيان ذا توجه يساري، سوى خلوه من البسملة، ولو أضافوها وكان مضمونه يساريًا لما كان هنالك اعتراض. كما أن هنالك تخبط من قِبل بعض قيادات المحليات الشيوعية، وإلا ما معنى أن يتم ترشيح أحدهم ضمن قائمة “اتحاد الشعب” للانتخابات؛ وكان قد جرب حظه وفشل في الترشح على انتخابات “مجلس المحافظات” على قائمة “شبه دينية” اتهمت هي الأخرى بالفساد ؟!

أسباب الغضب والعنف ضد الأحزب..

ويفسر الناشط المدني، “فارس حرام”، في تصريحات إعلامية، حالة العنف والغضب؛ إن: “عملية حرق مقرات الأحزاب السياسية؛ هي رسالة واضحة ورد فعل على النقمة الشعبية التي يحملها الشعب العراقي ضد الطبقة السياسية ككل، وأصبح الشعب العراقي لا يميز الآن حتى بين المسؤول الفاسد والمسؤول النظيف، لأن الغالبية أصبحت فاسدة ومن ثم وضع الجميع في سلة واحدة”.

وأضاف “حرام” أن عملية الحرق الشاملة الكاملة؛ وهي رسالة “أننا لا نريدكم جميعًا، ونحن لدينا إنعدام ثقة بكل الأحزاب والكتل الموجودة في الحياة السياسية في العراق”.

وأكد: “أننا ورغم رفضنا لكل دعوات العنف في التظاهرات ومطالبنا بأن تبقى سلمية دائمًا وأبدًا، وهذه التظاهرات هي ردة فعل بها إنفعالية واضحة ولا تخلو ربما من عملية إطلاق بالحكم، وأن الوضع في العراق كان طبيعيًا أن يصل لهكذا نتائج”.

وأضاف أن: “الوضع سيذهب نحو المجهول والأكثر عتمة”، محذرًا من مغبة اختبار صبر العراقيين وأنهم كناشطين قد أصدروا بيانات ولقاءات وتظاهرات سابقًا وحاليًا وأكدوا فيها أن الشعب قد ينتقل من التظاهرات السلمية إلى التظاهرات العنيفة.

وتابع: “الشعب يريد حلولًا واضحة واقعية جذرية للإصلاح، ولكن للأسف الشديد ومنذ حكومات سابقة، منذ العام 2003، إلى الآن، لم نر خطوة حقيقية واحدة واضحة على سبيل الإصلاح لا من البرلمان ولا من الحكومة ولا حتى من القضاء، والقضاء نفسه أصدر قرارات نالت سخرية العراقيين بسبب تغاضيه عن جرائم كبرى وإصداره عقوبات بجرائم صغرى فيما يتعلق بالفساد والمفسدين، وخير دليل الخطوة الأخيرة بطرد 1000 موظف، في حين يتم التغاضي عن أصحاب الدرجات العليا والخاصة والوزراء والبرلمان وحتى رؤساء الوزراء السابقين الذين إرتكبوا جرائم”.

وشدد “حرام” على ضرورة أن تفهم الحكومة العراقية والطبقة السياسية حالة هذا الغضب ومعرفة الرسالة بعملية حرق مكاتبهم ومقراتهم؛ وأنهم فشلوا فشلًا ذريعًا في إدارة البلاد وعليهم تغيير القوانيين التي تبقيهم في السلطة، خصوصًا قانون الانتخابات الذي صمم لبقائهم في السلطة.

بؤر فساد..

من جانبه؛ اعتبر المحلل السياسي، “غانم العابد”، أن كل مقرات الأحزاب في “العراق” مقرات للفساد؛ بل منها إنطلقت صفقات الفساد، ولوبيات الفساد خرجت منها، وتأكيدًا على أن المتظاهرين العراقيين، ومتظاهري “الناصرية” خصوصًا، يرون في هذه الأماكن هي من أفقرتهم وهي من أوصلتهم إلى ما هم فيه من حالة من الحرمان والفقر ونقص الخدمات وانتشار الفساد وحمايته، لذلك سارعوا للتخلص منها وهي من أوصلت حال العراقيين لما وصلت إليه اليوم.

وأضاف: “الكل يتمنى أن يرى كل العراق خاليًا من كل الأحزاب التي تضم الفاسدين وحمتهم وشرعنت وجودهم بنفس الوقت”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة