وكالات : كتابات – بغداد :
تحدث مواطنون “غجريون”، يقطنون قرية في محافظة “ديالى”، عن مشاركتهم في الانتخابات المقرر إجراؤها، في العاشر من تشرين أول/أكتوبر المقبل، فيما أشاروا إلى إنها لن تغير “وضعهم المأساوي”، الذي يعيشونه.
وانقسم “الغجريون” في آرائهم حيال المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، بين مؤيد ورافض، فيما إلتزم آخرون الصمت، معتبرين أن الموضوع ليس مهمًا بالنسبة لهم، ولا يغير من أوضاعهم في ظل تجاهل حكومي ومجتمعي.
سأشارك لأنه حقًا لي كمواطن عراقي..
“أبوغانم”؛ وهو رجل أربعيني، يسكن قرية “المهجرين”، في أطراف “بعقوبة”، تحدث لوسائل إعلام عراقية؛ قائلاً: “سأشارك في الانتخابات المقبلة؛ كما شاركت في انتخابات 2018″، لافتًا إلى أنه: “عراقي ومن حقه أن يكون له صوت في اختيار من يمثله في مجلس النواب”.
وأضاف: “لا أخجل من كوني غجري؛ وهذا قدري الذي لا يمكن أن أغيره، رغم نظرة الناس السلبية لفئتهم”، لافتًا إلى أن: “الكثير من الأكاذيب تلاحق أهله منذ عقود، لكن الوضع تغير وبدأت بعض المنظمات الإنسانية بالوصول إلى قريته لتقديم المساعدات الإنسانية بين فترة وأخرى”.
نريد إشباع بطون أطفالنا والاعتراف بنا أولاً !
بدوره؛ قال “حاتم عيسى”، من أهالي القرية التي تُعرف محليًا باسم: “قرية الغجر”، وليس باسمها الرسمي، أن: “المجتمع لا يعترف بنا أصلاً لماذا أشارك بالانتخابات ؟”، متسائلاً: “من قال أن صوتنا سيغير الواقع، نريد أن نشبع بطون أطفالنا أولاً ونشعر باحترام المجتمع وبعدها سانتخب”.
سانتخب من يعترف بـ”قرية الغجر”..
أما “أم حورية”، وهي امراة مُسنة من القرية، فقد رددت عبارة مختصرة، وهي: “سانتخب من يلتقط صورة معي، ويقول كنت في قرية الغجر”.
تترواح أصواتهم ما بين 300 – 400 وكان لهم مرشحين غير معلنين !
فيما أكد قائممقام قضاء بعقوبة، “عبدالله الحيالي”، إن أصوات “الغجر”، التي لها حق المشاركة بالانتخابات، تتراوح من 300 – 400 صوت، وشهدت الانتخابات السابقة وجود مرشحين في قريتهم في أطراف “بعقوبة”؛ لكسب أصواتهم، لكن لم تكن معلنة.
وذكر “الحيالي”؛ أنه: “يتعامل مع الغجر على أنهم عراقيون، مع مراعاة أوضاعهم الإنسانية قدر الإمكان، وتم تحديد مختار لهم لتمشية أوضاعهم ومعاملاتهم في الدوائر الرسمية”.
وأضاف: “الغجر شاركوا في الانتخابات السابقة، لمن لديه مستمسكات والبعض الآخر لم يشارك لعدم توفر المستمسكات، وعددهم يزيد عن 70 منزلاً في قريتهم المسماة بقرية الغجر”.
وتُعد “قرية المهجرين”، في أطراف “بعقوبة”، المأوى الأخير لهم إثر تعرضهم، في سنوات ما بعد 2006، إلى هجمات وإنحسار وجودهم في هذه القرية، التي أنشئت بعد 2003.