كتابات – بغداد
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أن “وزير الخارجية أنتوني بلينكن بحث هاتفيا مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين متابعة الحوار الاستراتيجي بين البلدين” ، جاء ذلك في إطار مراجعة شاملة من جانب إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن لكل الملفات الاستراتيجية في تركة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. ولكن ما هى قضايا الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة ؟ وهل هو حوار مثمر أم حوار طرشان كما يصفه بذلك منتقدو العلاقات الإيرانية الأمريكية ؟
تتصدر قضايا الاقتصاد الحوار الاستراتيجي بين العراق، وبين الولايات المتحدة، ويطالب العراق بمساعدة فنية من الولايات المتحدة ، بخلاف المساعدات المالية، لإعادة تأهيل اقتصاد العراق المنهك، في نفس الوقت يريد العراق من الولايات المتحدة مساعدته على زيادة إنتاج الكهرباء والغاز محلياً، وتقليل هدر الغاز المشتعل، وتنفيذ إصلاحات لسوق الطاقة كما يريد العراق مساعدات فنية من أمريكا على تعزيز التعليم العالي بالتعاون مع الجامعات الأمريكية في العراق، من خلال برنامج فولبرايت، ومن خلال مبادرة شراكة التعليم العالي للسفارة الأمريكية. وحددت الولايات المتحدة والعراق طرقاً إضافية لدعم خطط العراق لمعالجة أولويات إصلاح التعليم العالي وتعزيز الشراكات الجامعية الأمريكية – العراقية.
لكن مع ذلك فإن مراقبون يقولون إن الجانب الأمريكي لا يأخذ في اعتباره أن العراق، وهو الطرف الثاني في الحوار الاستراتيجي بين البلدين، هو أكثر المتضررين من العقوبات الأمريكية على إيران، مما يدفع مراقبين للتساؤل ما إذا كان هذا الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة هو ” حوار طرشان” في حقيقة الحال. لكن من ناحيتها قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة الأمريكية منحت العراق استثناء محدودا في تعاملات اقتصادية مع الجانب الإيراني الذي يخضع لعقوبات.
ومما يعزز فكرة حوار الطرشان بين الولايات المتحدة وبين العراق المأزق الذي تضع الولايات المتحدة العراق فيه بسبب العداء المستمر والمتنامي بين واشنطن وإيران؛ لأن جزء كبير من الاقتصاد الرسمي وغير الرسمي العراقي يعتمد إلى حد كبير على علاقات العراق التجارية والبشرية المتشابكة إلى حد كبير مع إيران، جارتها من الشرق، وشريكته التجارية الأكثر أهمية، واللاعب الأجنبي الأكثر سيطرة في أمن العراق . ولذلك فما يبدو هو أنه بالرغم من الحوار الاستراتيجي المزعوم بين العراق والولايات المتحدة إلا إن مصالح بغداد -من حيث علاقتها بطهران- لا تنسجم ومصالح واشنطن. وهى الفكرة التي تتضح أكثر إذا أخذنا في الاعتبار إن استقرار العراق وروابطه الطيبة بإيران ليس له تأثير مباشر على الاقتصاد الأميركي أو الأمن القومي. وعلى النقيض من هذا، تشكل العلاقات الثنائية بين إيران والعراق أهمية بالغة لكل من البلدين، فهي راسخة في التأريخ وسوف تستمر على الرغم من التهديد بالمقاطعة، والعقوبات، والحرب.