بلهجة تصالحية من “بن سلمان” وترحيب إيراني .. إلى أين تتجه العلاقات “السعودية-الإيرانية” مستقبلاً ؟

بلهجة تصالحية من “بن سلمان” وترحيب إيراني .. إلى أين تتجه العلاقات “السعودية-الإيرانية” مستقبلاً ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بلهجة علنية تعطي مؤشرًا نحو تطبيع مستقبلي للعلاقات، أكد ولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان”، أن المملكة تطمح إلى إقامة علاقة جيدة مع “إيران”؛ باعتبارها دولة جارة، لكن هناك: “إشكاليات” بين الطرفين؛ وتعمل “السعودية” مع شركائها؛ على حلها.

وقال “بن سلمان”، خلال مقابلة بثتها، مساء الثلاثاء، وسائل الإعلام الرسمية السعودية، ردًا على سؤال حول ما إذا كان هناك أي عمل جارٍ على تسوية القضايا العالقة بين الطرفين: “أخيرًا، إيران دولة جارة، نريد أن تكون لدينا علاقة طيبة ومميزة مع إيران”.

مضيفًا: “لا نريد أن يكون وضع إيران صعبًا، بالعكس نريد إيران مزدهرة، لدينا مصالح فيها، ولديها مصالح في السعودية، لدفع العالم والمنطقة للإزدهار”.

وتابع ولي العهد السعودي: “إشكاليتنا هي تصرفات إيران السلبية، التي تقوم بها، سواء عبر برنامجها النووي؛ أو دعمها للميليشيات الخارجة عن القانون في بعض دول المنطقة؛ أو برنامجها للصواريخ (الباليستية)”.

وأردف مشددًا: “نعمل اليوم مع شركائنا في العالم؛ لإيجاد حلول لهذه الإشكاليات، ونتمنى أن نتجاوزها وأن تكون علاقاتنا طيبة وإيجابية في منفعة الجميع”.

ويتناقض هذا مع تصريحات، للأمير “محمد”، في 2017، بعدما أصبح وليًا للعهد، وصف خلالها الزعيم الإيراني الأعلى؛ بأنه: “هتلر الشرق الأوسط الجديد”.

ترحيب إيراني واستعداد لتسوية الخلافات..

ورحبت السلطات الإيرانية بتلك التصريحات، مؤكدة استعدادها لتسوية الخلافات مع “السعودية”، مشددة على أن التعاون بينهما قد يسهم في التغلب على العديد من: “التوترات غير الضرورية”.

وقال “محمود واعظي”، مدير مكتب الرئيس الإيراني، في تصريح أدلى به، الجمعة، نقلته وكالة (إرنا) الرسمية: “لقد أعلنا دومًا، خلال الأعوام الماضية، أننا مستعدون للتعاطي مع الدولة الجارة السعودية، وما زلنا ثابتين على هذا الموقف في سياق الإبتعاد عن التوتر وتقوية التعاون وتوسيع أجواء الحوار”.

وأضاف “واعظي”: “تطوير العلاقات، بين إيران والسعودية، يخدم مصالح المنطقة، وبإمكانه أن يسهم في التغلب على الكثير من التوترات والتحديات غير الضرورية”.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة؛ أكد النائب الأول للرئيس الإيراني، “إسحاق جهانغیري”، رغبة بلاده في التوصل إلى تفاهم مع “السعودية”: “بشكل عاجل”، لكنه دعا، المملكة، لوقف إجراءاتها: “الهدامة”.

انقطاع العلاقات الدبلوماسية منذ 2016..

يُذكر أن هناك توتر كبير بين “السعودية” و”إيران”، بسبب خلافات حادة كثيرة، خاصة الحرب في “اليمن”، وهجمات 2 كانون ثان/يناير 2016، على سفارة “الرياض”، لدى “طهران”، والقنصلية السعودية في “مشهد”، بعد تنفيذ سلطات المملكة، حكم الإعدام بحق 47 شخصًا في قضايا إرهاب، ومن ضمنهم رجل الدين الشيعي البارز، “نمر النمر”.

ولا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين “طهران” و”الرياض”، منذ العام 2016، لكن جرى خلال الأسابيع الأخيرة تبادل رسائل حول رغبتهما في تسوية الخلافات.

ليس هذا فقط؛ وإنما أيضًا خفف ولي عهد السعودية؛ نبرة خطابه تجاه حركة “الحوثي”، التي تُشن هجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة على المملكة، مع أنه كان قد تعهد بالقضاء على “الحوثيين”؛ عندما تدخلت “الرياض”، في “اليمن”، في 2015.

وقال  الأمير “محمد بن سلمان”، عن “الحوثي”؛ أنه: “لم يزل له علاقة قوية بالنظام الإيراني، وعليه الرجوع إلى تغليب مصلحة اليمن، والاستجابة للشرعية في بلاده، والحوثي في الأخير؛ يمني ولديه نزعة عروبية نتمنى أن تظهر فيه بشكل أكبر”. وحث الجماعة على قبول اتفاق وقف إطلاق النار.

إدراك الرياض بفشلها في اليمن..

مدير المركز “العربي” للدراسات السياسية والاجتماعية، “رياض الصيداوي”، علق على تلك التطورات قائلاً: “تصريحات ولي العهد السعودي؛ تعكس إدراك، الرياض، بأن الحرب في اليمن لم تأتِ في صالحها، بعد مرور 6 سنوات على اندلاعها، فضلاً عن مؤشرات على عودة، واشنطن، للعمل بالاتفاق النووي مع إيران، وهو ما سيقوي من موقف الأخيرة في أكثر من ملف إقليمي”.

مجييء “بايدن” غير سياسة السعودية !

من جهته؛ قال الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، “صالح القزويني”: “إن مجيء الرئيس الأميركي، جو بايدن، أثر بشكل مباشر على تغيير طبيعة السياسة السعودية، سواء السياسة الداخلية أو حتى السياسة الخارجية، وتغيير نبرة السياسة السعودية، تجاه إيران، في هذا الإطار، ولكن الموقف الإيراني لم يتغير، فقد كان الموقف الأميركي مغاير تمامًا، قبل ترامب، ومع مجيء ترامب، وحتى بعد مجيئه، حيث كانت إيران ترحب بالتقارب (السعودي-الإيراني)؛ وحل المشاكل العالقة بين البلدين، ولكن كان الجانب السعودي يستقوي، بترامب، والدعم الذي كانت تتلقاه الحكومة السعودية، خلال فترة حكمه، مما ووضع الجانب السعودي في وضع أنه لا يريد لغة الحوار أو التصالح والتقارب مع إيران، وربما نشهد قريبًا لقاءات أو محادثات؛ سواء بطريق مباشر أو غير مباشر، بين إيران والسعودية، أملاً في إنهاء هذه المحادثات الخلافات بين البلدين”.

سيادة خيار التهدئة..

واتفق معه؛ الدكتور “طارق فهمي”، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية، بالقاهرة؛ قائلاً: أن الموقف السعودي الأخير؛ يرتبط بالتغييرات التي جرت في مجرى العلاقات السعودية الإقليمية، وما جدَّ على الملف النووي الإيراني، لافتًا إلى أنه خطاب سياسي جيد ومتوافق مع توجهات المملكة في المرحلة القادمة.

وأشار “فهمي” إلى أن هناك مقايضات إقليمية متوقعة، في المرحلة المقبلة، تنطوي على تنازلات من كل طرف، لافتًا إلى أن المقاربة الأميركية في المنطقة ستدور حول هذه النقطة، مؤكدًا أن “إسرائيل” ليست بعيدة عن هذه الترتيبات.

وأضاف “فهمي”؛ أن: “خيار التهدئة؛ هو الذي سيسود في المرحلة القادمة، كما أن التقارب السعودي مع طهران؛ سيكون في البداية ثنائيًا، ومن الوارد أن يكون في إطار أوسع خليجي أو عربي”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة