24 ديسمبر، 2024 3:23 م

بلطجية معممون يهاجمون بالسكاكين مقرات صحف ببغداد‏

بلطجية معممون يهاجمون بالسكاكين مقرات صحف ببغداد‏

في حملة اعتداءات هي الاولى التي يشهدها العراق فقد شهدت العاصمة العراقية اليوم هجمات منسقة ‏لمجموعات بين افرادها رجال دين ضد مقرات اربع صحف حيث قاموا ن بطعن صحافيين واحراق ‏سيارات فيما دعت نقابة الصحافيين العراقيين الجهات الامنية الى توفير الحماية اللازمة للمؤسسات ‏الاعلامية.‏

وقد طالبت نقابة الصحافيين العراقيين السلطات بتأمين الحماية اللازمة للمؤسسات الصحافية مشددة ‏على ضرورة تكثيف القوات الامنية لجهودها لكشف حوادث الاعتداءات التي تعرضت لها اربعة ‏مقرات لصحف محلية والجهات التي تقف وراءها وتدفع بهذا الاتجاه “لاستهداف الاقلام الشريفة ‏والكلمة الصادقة وتكميم الافواه”‏‎ .‎وشددت النقابة في بيان صحافي الليلة على “ان استهداف الصحافيين ‏ومؤسساتهم هو محاولة لفرض لغة الغاب على نهج الحوار والديمقراطية”‏‎.
وحذرت النقابة من ان تكرار استهداف الصحافيين ومؤسساتهم يؤكد ان هناك جهات مازالت تجهل ‏الدور الذي يضطلع به الاعلام في خدمة البناء واعادة اعمار العراق وتحاول فرض لغة الغاب على ‏نهج الحوار والديمقراطية”. ‏
‏ ومن جانبه حمل مرصد الحريات الصحافية العراقي القوى الامنية مسؤولية هذه الاعتداءات لعدم ‏توفيرها الحماية اللازمة للحف والصحافيين.‏
وقد هاجمت مجموعات بينها رجال دين على امتداد ساعات اليوم الاثنين مقرات اربعة صحف محلية ‏حيث اقتحم مجهولون مساء اليوم مقر صحيفة “الدستور” بمنطقة الكرادة وقاموا بطعن أربعة من ‏العاملين فيها بالسكاكين . وتم نقل المصابين إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج فيما سرق المسلحون ‏سجل أسماء منتسبي الصحيفة.‏
واضافة الى ذلك فقد اقتحمت مجموعة مسلحة مبنى صحيفة البرلمان وسط بغداد وعبثت بمحتوياتها.
إلى ذلك اقتحمت مجموعة مسلحة مقر صحيفة “الناس” بمنطقة الكرادة أيضا وعبثت بمحتوياته وقال ‏رئيس تحرير الصحيفة ان مجاميع من اتباع المرجع الديني السيد الحسني الصرخي قد طوقوا مقر ‏الصحيفة وحاولوا ‏اقتحامه لولا تدخل رجال الامن المرابطين في المنطقة .‏
وقال رئيس تحرير الجريدة الدكتور حميد عبدالله ان منتسبي الجريدة فوجئوا صباح اليوم الاثنين ‏‏بمجاميع يقودهم عدد من رجال الدين وهم يحاصرون مبنى الجريدة ويهتفون “الموت للعملاء” ‏‏محاولين اقتحام مبنى الجريدة لكن تدخل رجال الامن حال دون ذلك . وكانت جريدة الناس قد نشرت ‏تقريرا على صفحتها الاولى امس الاحد تضمن معلومات عن انتقال السيد ‏الحسني الصرخي مع ثلاثة ‏آلاف من اتباعه الى مدينة كربلاء واقامته في حي سيف سعيد واشارت ‏الى ان اتباع الصرخي قد امنوا ‏طوقا من الحمايات حول المقر وسيجوه بالكتل الكونكريتية بمساعدة جهات حكومية. 
واوضح رئيس التحرير ان التقرير لم يتضمن اية اساءة للصرخي انما كان مجرد معلومات مؤكدة ‏حصلت ‏عليها الصحيفة من مصادرها الخاصة ونشرتها في سياق العمل المهني بعيدا عن الانحياز او ‏التشهير او ‏التجريح. وناشد الحكومة العراقية توفير غطاء من الحماية والامان لوسائل الاعلام “ممن ‏‏يتعاملون باساليب البلطجة والتلويح بهراوات التهديد ضد حرية الراي والتعبير التي كفلها الدستور ‏‏والتي دفع الشعب العراقي انهارا من الدم لتحقيقها والدفاع عنه”. واعتبر سلوكيات اتباع الصرخي ‏‏اعتداء صارخ على حرمة الصحافة مؤكدا ان صحيفته كانت على اتم الاستعداد لنشر اي رد او ‏توضيح ‏او بيان تتلقاه من اتباع الصرخي من غير الحاجة الى اساليب التهديد والوعيد “التي لن تثني ‏فرسان ‏الكلمة عن قول كلمة الحق مهما كان الثمن المترتب عليها” بحسب قوله.‏
والليلة ايضا اقتحم مسلحون مجهولون مبنى صحيفة “المستقبل العراقي” وسط بغداد واحرقوا إحدى ‏سياراتها. ونقلت وكالة “السومرية نيوز” عن مصدر امني قوله ان هذه الصحيفة هي الرابعة التي ‏تقتحم اليوم من قبل مسلحين ويتم الاعتداء على صحافييها وممتلكاتها.  ‏
وكانت نقابة الصحافيين العراقيين اعلنت اواخر العام الماضي عن مقتل 5 صحافيين، كضحايا لأعمال ‏العنف المسلح في العراق خلال عام 2012، ليرتفع عدد الضحايا من الصحافيين خلال الأعوام التسعة ‏الماضية إلى 373 قتيلا، فيما سجلت 16 حادث اعتداء على الصحافيين خلال العام ذاته.‏
وذكر تقرير أعدته النقابة أن عام 2012 يعد امتدادا للأعوام التي سبقته في مجال استهداف الصحافيين ‏بالقتل والإعتداء والمنع من مزاولة المهنة رغم ما يحظى به العمل الصحافي من اهتمامات على ‏مختلف الصعد الرسمية والمجتمعية والشعبية.‏
واشارالتقرير الى ان هذا الاستهداف يعزز الانطباع السائد بخطورة العمل الصحافي في العراق مشيرا ‏الى ان عدم وصول الاجهزة الامنية للجناة الحقيقيين الذين يقفون وراء جرائم استهداف الصحافيين ‏يشكل حالة من القلق النفسي لدى الصحافيين، ويعزز الانطباع السائد بخطورة العمل الصحافي في ‏العراق الامر الذي يؤكد ان الصحافي مازال مهددا وميدان الصحافة محفوفا بالمخاطر.‏
وأشار التقرير إلى أن هناك جهات في حلقات الدولة وبشكل خاص في الاجهزة التنفيذية لم تدرك بعد ‏طبيعة مهمة الصحفي وما تقتضيه مهنة العمل الصحفي من التزامات بالسماح للصحفي بحرية العمل ‏والوصول للمعلومة دون قيود وهذا الخلل بات يشكل حاجزا يقف في وجه العمل الصحفي. كما لفتت ‏النقابة في تقريرها إلى أنه رغم إقرار قانون حقوق الصحفيين والمصادقة عليه في 29 أغسطس من ‏العام الماضي، إلا أن كل ذلك لم يمنع قلة ضئيلة من الذين يعملون في الزوايا المظلمة ووفق أجندات ‏خارجية من إستهداف الصحفيين بالقتل ظنا منهم أن أسلحة الكواتم قادرة على كتم الأفواه ووضع ‏مسارات العمل الصحفي بالإتجاه الذي يريدونه.‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة