29 مارس، 2024 3:35 ص
Search
Close this search box.

بفضل عائلة أقمار “أوفيك” .. العالم تحت المراقبة الإسرائيلية

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

تعتبر المعارك الاستخباراتية منذ القدم أحد أهم أنواع المعارك، حيث يمكن من خلالها الوقوف على مواطن القوة والضعف لدى العدو، ومن ثم اتخاذ القرارات المناسبة. وفي ضوء هذه الحقيقة تسعى الدول العظمى لامتلاك وتطوير أكثر الوسائل الاستخباراتية تقدماً، والتي تأتي على رأسها الأقمار الاصطناعية لأغراض التجسس. وليست إسرائيل بمنأى عن ذلك، حيث طالعنا الكاتب الإسرائيلي “عامي دور أون” بمقال على موقع “نيوز وان” العبري يتعرض فيه إلى القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية في مجال الأقمار الصناعية.

الشرق الأوسط تحت المراقبة الإسرائيلية..

في بداية مقاله التحليلي يوضح دور أون قائلاً: “لا توجد اليوم دولة في الشرق الأوسط تستطيع تنفيذ عمليات سرية من قبيل نقل مواد حربية أو تحريك صواريخ من أي نوع، دون أن تكتشفها إسرائيل. فأقمار التجسس الصناعية المتطورة التي تمتلكها المنظومة العسكرية الإسرائيلية – لا سيما قمر التجسس “أوفيك 10” الذي تم إطلاقه في عام 2014 من “قاعدة بلماحيم العسكرية” – قادرة على تصوير أي حركة غير عادية، وإرسال الصور بدقة فائقة إلى مركز التحكم المتقدم التابع لشركة صناعة الفضاء الإسرائيلية”.

إسرائيل دولة فضائية عظمى..

ويضيف “دور أون” أن قمر التجسس “أوفيك 10” – وفقاً للتقارير الواردة إلى وسائل الإعلام حول مواصفاته – قادر على اكتشاف الأجسام التي يبدأ طولها من 70 سم. ولكن الكاتب يعتقد أن هذا القمر يمتلك قدرات أعلى من ذلك بكثير، فهذا القمر الصناعي المتطور يستطيع بدقة متناهية تمييز الأمتعة والأشياء التي يحملها الأشخاص المرصودين. ويقول خبراء الأقمار الصناعية في شركة صناعة الفضاء الإسرائيلية: “لا يمكننا أن نبوح بتفاصيل حول حجم الأشياء التي يمكن لقمر “أوفيك 10″ أن يكتشفها، ولكن إذا كانت الأقمار الصناعية التجارية عليها قيود قانونية بشأن حجم الأشياء التي يمكنه اكتشافها، فمن المؤكد أن الأقمار الصناعية العسكرية لا تخضع لمثل هذه القيود”.

وبحسب الكاتب الإسرائيلي ، يقول خبراء تطوير صناعات الفضاء الإسرائيليون: “لا يوجد في العالم كله حالياً إلا سبع دول تعمل في مجال الفضاء بقدراتها المستقلة. ومن حيث كفاءة الأقمار الصناعية والتكنولوجيا التي تمتلكها، فإن إسرايل تحتل المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأميركية”.

ويشير دور أون إلى: “أن القمر الصناعي “أوفيك 9” – الذي سبق القمر “أوفيك 10” – كان قد أُطلق إلى الفضاء من منصة إطلاق الأقمار الصناعية الإسرائيلية “شاﭬيط”، المخصصة لإطلاق الأقمار الصناعية إلى الفضاء وإدخالها إلى مسارات منخفضة يتراوح ارتفاعها بين 200 إلى 500 كيلو متر فوق سطح الأرض”.

ويُضيف أن منصة “شاﭬيط” هي منصة ثلاثية المراحل تعمل بالوقود الصلب الذي تنتجه مصانع الجيش الإسرائيلي ومصانع “شركة رفائيل العسكرية”، ويبلغ ارتفاع المنصة قرابة 20 متراً، بينما يبلغ وزنها حوالي 30 طناً.

أما عن البيانات الأساسية لقمر “أوفيك 9” فهي: الوزن حوالي 300 كغم، والارتفاع 2.3 متر، والعرض في حال نشر الأجنحة 3.6 متر، والقطر عند قبض الأجنحة 1.2 متر. هذا ويقوم قمر “أوفيك 9″ بعمل دورة كاملة حول الكرة الأرضية كل ساعة ونصف على ارتفاع يتراوح ما بين 311 و600 كيلو متر”.

عشرة أقمار تجسس تراقب العالم أجمع..

وبشأن القدرات الفضائية الإسرائيلية ينقل الكاتب الإسرائيلي عن رئيس وكالة الفضاء في وزارة العلوم والتكنولوجيا اللواء احتياط البروفيسور “يتسحاق بن يسرائيل” قوله: “تقوم إسرائيل حالياً بتشغيل حوالي عشرة أقمار صناعية استخباراتية تعمل معاً في منظومة واحدة، ويقوم  كل قمر من هذه الأقمار بتنفيذ دورة كاملة حول الأرض كل ساعة ونصف، ثم يتبعه القمر الثاني ثم الثالث وهكذا دواليك. فلا تمر لحظة إلا وتقوم إسرائيل بتصوير كل مكان يهمها في الشرق الأوسط. هذا بالإضافة إلى أن القمر “أوفيك 10″ قادرة على تصوير أهداف كثيرة في إيران في وقت واحد”.

وأضاف البروفيسور “بن يسرائيل” أن “أقمار التجسس من طراز “أوفيك” تنقسم إلى مجموعتين، المجموعة الأولى تحمل كاميرات، أما المجموعة الثانية فتحمل رادارات قادرة على المراقبة ليل نهار، بل تستطيع العمل حتى في حال وجود غيوم كثيفة”.

أقمار اتصالات إسرائيلية..

وختاماً ينوّه الكاتب دور أون إلى أن إسرائيل تشغل أيضاً أقمار اتصالات من طراز “عاموس” وقد تم إطلاقها من قاعدة الفضاء الأوروبية كورو في غويانا الفرنسية في قارة أميركا الجنوبية، ويضيف: “إن الأقمار الصناعية الإسرائيلية من عائلة عاموس هي أقمار اتصالات تدور حول الكرة الأرضية على ارتفاع 40 ألف كيلو متر تقريباً. وعلى هذا الارتفاع تكون سرعة دورانها مثل سرعة دوران الأرض تماماً، لذلك تبدو وكأنها تقف فوق نقطة واحدة ثابتة. وباستطاعة أقمار “عاموس” أن تنقل بيانات اتصالات من أقصى العالم إلى أقصاه”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب