28 مارس، 2024 11:34 م
Search
Close this search box.

بـ 13 رصاصة .. اغتيال الكاتب والروائي د.علاء مشذوب بعد مهاجتمه الأحزاب الإسلامية وتطاوله على الخميني

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص / كتابات – بغداد

الروائي علاء مشذوب قبل ساعات من اغتياله
الروائي علاء مشذوب قبل ساعات من اغتياله

قتل منذ ساعات الكاتب والروائي العراقي “علاء مشذوب” أمام منزله في كربلاء العراق، إذ قام مسلحون مجهولون – كالعادة – بإطلاق 13 رصاصة عليه في شارع التمار وسط كربلاء، مما أدى إلى مصرعه في الحال، وكالعادة كذلك فر المسلحون إلى جهة مجهولة، ونقل الجثمان إلى دائرة الطب العدلي وفتح تحقيقا بالحادث.

مصدر مطلع من داخل العراق قال لـ (كتابات) إن: عملية الاغتيال حدثت مساء السبت 2 شباط / فبراير 2019 ، في شارع ميثم التمار، وهي ضمن المنطقة الأمنية المغلقة تماما أمام الجميع.

القتلة استهدفوا الكاتب “علاء مشذوب” بـ “13” رصاصة وكانوا يستقلون دراجة نارية، ما يطرح السؤال المتكرر مع كل عملية تصفية واغتيال لأصحاب الرأي والمواقف السياسية في العراق، كيف سمح للدراجة النارية بالدخول إلى منطقة أمنية مغلقة؟!.

المصدر قال المعروف عن “علاء مشذوب” أنه كان يتكلم ضد الأحزاب الإسلامية الشيعية ، ودائم الانتقاد لما آلت اليه الامور في مدينته كربلاء وعموم بلده وتطاوله على “الخميني”، فهل قتل لأجل هذا الأمر؟، لا أحد يعلم السبب الحقيقي للقتل .

اكد المصدر أن لا أحد يستطيع إدخال دراجة نارية إلى المنطقة الأمنية المذكورة دون موافقات سياسية وأمنية من قبل المسئولين.

ولمن لا يعلم، فإن علاء مشذوب، كاتب عراقي نال شهادة الدكتوراه في الفنون الجميلة عام 2014، وكتب بحوثاً ودراسات عديدة في مجال اختصاصه.. توالت مجاميعه القصصية وهي: (ربما أعود إليك) عام 2010، و(الحنين إلى الغربة) عام 2011، و(زقاق الأرامل) عام 2012، و(خليط متجانس) عام 2013، و(لوحات متصوفة) عام 2017.. وفي الرواية، بدأ مع روايته (مدن الهلاك ـ الشاهدان) عام 2014، و(فوضى الوطن) عام 2014، و(جريمة في الفيس بوك) عام 2015، و(أدم سامي ـ مور) عام 2015، و(إنتهازيون … ولكن) عام 2016، و(حمام اليهودي) عام 2017، و(شيخوخة بغداد) عام 2017.

حوار للمغدور مع كتابات قبل عام

وأجرت (كتابات) مع الكاتب المغدور”علاء مشذوب”  حوارا في  18 كانون أول/ ديسمبر 2017 قال فيه : “للوطن مفاهيم سيالة تتغير، بتغير الأوضاع السياسية والاقتصادية، من قبل كان هو عبارة عن رقعة جغرافية وناس وجيش.. وبعدها كان المقدسات وتاريخ الأجداد والحضارة من الآثار والتراث، هو نبع الذكريات والتفاصيل الصغيرة.. ولكني أعتقد اليوم أنه مجموعة من الحقوق والواجبات.

وتابع في حواره: الوطن الذي يجعل من المواطن بقرة حلوباً وقرباناً لنظامه السياسي ليس بوطن.. والوطن الذي تحكمه طغمة من الفاسدين وظيفتهم النهب والسلب ليس بوطن، بل ضيعة بدون راع.. لم يكن أمام شباب العراق غير الهجرة، وتفاجأ أغلبهم بالحياة الكريمة والأمان والضمان النفسي والاجتماعي والصحي، ولأنهم لم يستطيعوا أن يفارقوا واقعهم، أطلقوا عبارتهم البائسة، (وجدنا الإسلام ولم نجد المسلمين)، وكأنهم يحملون قالباً ثابتاً يريدون تفصيل الأشياء على مقاسات مفاهيمهم، ولذلك تجد أغلبهم يعيش التناقض بين البقاء وهو يرى نظيرته الفاشلة التي يعتقدها في رأسه تطبق وتنجح، وبين الواقع الذي انبثقت منه نظريته ولم تنجح، مشكلة العربي المسلم يعتقد أنه يمتلك الحقيقة المطلقة باعتناقه الإسلام، ولذلك نرى الفشل مزامناً له أينما حل، ولكن متى ما فصل بين الدين والدنيا استطاع أن يتأقلم مع أي مجتمع يعيش وسطه”.

وعن الجانب المظلم الذي كان يعيشه الإنسان العراقي قال في حواره: “أحاول في روايتي (شيخوخة بغداد)؛ أن أبرز الجانب المظلم الذي كان يعيشه الإنسان العراقي أثناء الحرب والحصار في مقابل الجانب المظلم الآخر بعد التغيير في شخصية الفرد العراقي، في روايتي أردت أن أقول: إن التغيير دائماً في غير صالح العراق والعراقيين، فلا جمهورية الفوضى في زمن “قاسم” كانت نافعة، ولا جمهورية “البعث” المظلمة، كانت ذات جدوى سوى الحروب والاقتتال والمشانق والتغييب والإرهاب النفسي والمعنوي، فما أن دخل رأس العراق في الحصار حتى ذاق شعبه الذل والهوان والهجرة، كان اكسيره الوحيد هو الصبر غير المجدي والأمل المزروع في بحيرة آسنة، لتشرق شمس التغيير بعد عام 2003، وتبرز الميليشيات بأنيابها الحادة وتنهش بالعراق وأهله، ويعم الفساد في كل مفاصل الدولة والحكومة.

من أقواله لـ كتابات إن (شيخوخة بغداد) هي شاهدة على العصر، عندما أعلنت الطائفية بكل وقاحة عن وجهها الدميم ليتقاتل الشعب فيما بينه، وخرجت الأصوات النشاز التي تدعو إلى تفتيت البلاد والعباد.. لم يكن أمام العراقيين إلا الهجرة، وهي لم تكن بالطريق السهل، بل عانى العراقي الابتزاز والنصب والاحتيال من عصابات ونصابين وهو يجازف بحياته وعائلته من أجل التخلص من الطائفية المقيتة، التي عصفت ببغداد وأهلها والتي تمر بالعراق”..

مدينة لم تنعم بالاستقرار..

يقول الكاتب الراحل “علاء مشذوب” في تدوينه على حسابه على “فيسبوك” يوم 31 يناير قبل يومين: ” صباح الأزقة والشوارع الفرعية لمدينة لم تنعم بالاستقرار أبدا.. في كل مرة أصل إلى رأس شارع (أبو ديه) أقف بحبور عنده وأضع يدي اليمنى تحت حنكي واتفكر به.. فيرتسم بذهني مرة كسفينة راسية، ومرة خليجا واسعا، مرة أراه فكرة مجردة، ومرة حقيقة واقعة.. أية غمامة صيفية بيضاء هذا الذي أقف في حضرته”.

صديقه ينعيه.. اغتياله صدمة ثقافية

صديق مدينته حميد مهدي النجار كتب على صفحته يقول، صُدمت الأوساط الثقافية باغتيال الأديب والكاتب والروائي د . علاء مشذوب قبل قليل قرب منزله في كربلاء ..

وتابع بقوله: كان المغدور يتمتع بطاقة عالية على الكتابة والكتابة الإبداعية، فعلى مستوى الكتابة كان يفرغ حوارات الأصدقاء في جلساتهم الثقافية على الورق بحرفية ودقة عاليه وقد توج ذلك بكتاب صدر قبل اسبوعين أسماه “الرصيف الثقافي” ، وهي تجربة كان هو عرابها وقد تم حفل التوقيع عليه على الرصيف وهو أمر لم يحدث سابقا ..

مشذوب روائي أصدر مايقارب العشر روايات في فترة زمنية قصيرة أثارت ذهول الوسط الثقافي، وبمقتله تم قتل العديد من مشاريعه الروائية التي نحى بعضها إلى كتابة تاريخ كربلاء روائيا وهو مافعله في روايته ، عگد اليهودي ، وجمهورية باب الخان، فاتحا الباب أمام الآخرين لتدوين تاريخ مدينتهم العريق بلغة معاصرة بعيدا عن التدوين النمطي .

المجذوب كان قريبا من الفقراء والمحتاجين وكانت آخر كلماته لهم عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي قبل مقتله تتناول شخصية الشحاذ ونظرة المجتمع له.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب