17 أبريل، 2024 7:12 ص
Search
Close this search box.

بغداد وأربيل باشرتا مفاوضات لتفادي تفجر صدام مسلح لقواتهما

Facebook
Twitter
LinkedIn

 في محاولة لوقف تصاعد التوتر والتهديدات المتبادلة بين الحكومتين العراقية المركزية والكردستانية الاقليمية فقد بدأت في بغداد اليوم الاثنين مباحثات عسكرية بين ممثلي الحكومتين حول تمركز قواتهما في المناطق المختلطة المتنازع عليها والاجراءات المطلوبة لتفادي اي صدام مسلح بين الطرفين وخاصة في مدينة كركوك في وقت اكد المسؤول الكردي الرفيع برهم صالح ان قوات البيشمركة الكردية في حال تأهب وستدافع عن المدينة واهلها.

وستتركز مباحثات الوفدين العسكريين للقوات المركزية والكردية اللذين اجتمعا في مقر وزارة الدفاع العراقة ببغداد على تواجد قوات كل منها في مناطق مختلطة يطالب بها الاكراد وكيفية ادارة نقاط التفتيش بينهما في هذه المناطق خاصة مع غياب القوات الاميركية عن نقاط التفتيش التي كانت تتشكل من القوات العراقية والاميركية والكردية حيث كان الاميركان يقفون حائلا  امام اي توتر او احتمال وقوع صدام بين القوتين الاخريتين. لكنه بعد انسحاب القوات الاميركية من العراق نهاية العام الماضي فقد اصبحت القوات العراقية والكردية تتواجهان لوحدهما وجها لوجه في تلك المناطق الامر الذي يثير توترا بينها بين الحين والاخر.
 وتواجه اجتماعات اليوم اشكالية مسؤولية الاشراف على نقاط التفتيش حيث يطالب القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي بالعودة الى اتفاق عام ٢٠٠٩ بشأن مسؤولية ادارة الامن في هذه النقاط مصرا على أن “الاتفاق يقضي بضرورة تشكيل نقاط تفتيش مشتركة بين البيشمركة والجيش العراقي لطمأنة المواطنين على أن تكون إدارة المراكز والنقاط تحت اشراف الحكومة الاتحادية” كما اكد في بيان صحافي الجمعة الماضي . لكن الاكراد يتحفظون على هذا الطلب ويدعون لان تكون ادارة نقاط التفتيش مشتركة ايضا وليس بيد القوات المركزية.
وتصاعدت حدة الازمة بين بغداد واربيل اثر اعلان وزارة الدفاع العراقية في الثالث من تموز (يويلو) الماضي عن تشكيل “قيادة عمليات دجلة”برئاسة قائد عمليات ديالى الفريق عبد الأمير الزيدي للإشراف على الملف الأمني في المحافظات الثلاث  حيث لاقى هذا القرار ردود فعل متباينة حيث اعتبره التحالف الكردستاني “استهداف سياسي بامتياز” للاقليم .
وكان رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي قد اتفق السبت الماضي اثر مباحثات مكوكية مع المالكي في بغداد ومسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان في اربيل على اجراء المباحثات اليوم التي ستكون “فنية عسكرية” في محاولة لنزع فتيل الازمة بين الجانبين.
 
تصعيد كردي
وفي هذه الاجواء التي ينعقد فيها هذا الاجتماع فقد قام برهم صالح نائب الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني مدينة كركوك اشمالية العنية بالنفط التي يطالب الاكراد بضمها الى اقليمهم الشمالي حيث اجتمع مع المحافظ نجم الدين كريم مشددا بالقول “سندافع عن كركوك واهلها بشتى السبل”. واضاف “ان القوات الموجودة في المنطقة حاليا ليست الوحيدة التي ستدافع عن كركوك واهل كركوك وجميع المناطق المستقطعة بل ان جميع الوية قوات البيشمركة في حال تأهب لاي طارئ يواجه اية منطقة من المناطق المستقطعة او مدينة كركوك”. لكنه قال ان باب الحوار لم يغلق بعد وان زيارة الوفد العسكري لاقليم كردستان الى بغداد هي للتباحث في حل المشاكل عبر الحوار كما نقل عنه موقع “خندان” الكردي.
وكان بارزاني قد اعتذر عن تلبية  دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للاجتماع مع المالكي في مدينة النجف مؤكدا ان المشكلة ليست شخصية بينه وبين المالكي بل هي مشكلة الحكم في العراق وتتركز في عدم الالتزام بالدستور الدائم والاتفاقيات.
وعشية المباحثات بين الوفدين العسكريين للقوات المركزية والكردية قال المتحدث باسم كتلة التحالف الكردستاني في مجلس النواب العراقي مؤيد الطيب إن الأزمة السياسية كانت موجودة قبل الإعلان عن تشكيل قوات دجلة وستظل ما لم تتم معالجة اسبابها. واضاف انه من المعروف ان هناك اتفاقات سياسية ولدت الحكومة الحالية برئاسة المالكي وعندما يتم التنكر لتلك الاتفاقات، سواء الموقعة بين قادة الكتل الرئيسة، او الثنائية الموقعه بين كتلتي التحالف الكوردستاني ودولة القانون، فأن الحكومة تصبح معلقة في الهواء لفقدانها الركائز التي قامت عليها.
واشار الطيب في تصريح صحافي “إن إنهاء الأزمة السياسية، ضمنها العلاقة المتوترة بين رئاسة الحكومة الاتحادية والإقليم يتحقق بالعودة إلى بنود الاتفاقات التي تعدها قوى سياسية واسعة معالجة للنواقص في الدستور وارتقاء بممارسة القيم الدستورية والقانونية لما فيه مصلحة العراقيين جميعاً، ضمنهم الكرد وحقوقهم المشروعة وطموحاتهم ضمن الدولة العراقية الاتحادية الديمقراطية. وقال “إن كل ما يثار من لغط بشان ممارسة القائد العام للقوات المسلحة (المالكي)  لصلاحياته وتسليح الجيش العراقي لا علاقة  للموقف الكردي الرسمي به، فنحن مع جيش اتحادي قوي، لكننا ندعو إلى ضرورة ابعاد الجيش عن النزاعات السياسية، وفي هذا السياق لم يكن في الأعتراض على تشكيل قوات جديدة، إنما على عدم العودة للسلطة التشريعية بخصوصها، وعسكرة المحافظات التي تتولى مهامها فيها، فليس من المعقول ان تسلط قيادة عسكرية على مجالس المحافظات المنتخبة، وتحول المؤسسات المدنية والأمنية التابعة لها لسلطة مسؤولين عسكريين هم في الأصل لم يصادق مجلس النواب على تعيينهم أصلاً، خصوصاً وأن العديد منهم مشمول بقانون المساءلة والعدالة (لاجتثاث البعث) بل هناك مؤشرات على دور بعضهم في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ليس في كردستان وحدها، إنما في وسط العراق وجنوبه، في قمع الانتفاضة الشعبانية بجنوب العراق بعد تحرير الكويت”.
ودعا التحالف الكردستاني الكتل السياسية الى “عدم الانجرار لتوليد الأزمات وتجاذباتها والابتعاد عن اهداف بناء دولة ديمقراطية اتحادية تحقق افضل الخدمات للمواطنين الذين طالما سحقتهم السياسات الشمولية في الحروب اوالأعباء الاقتصادية الناجمة عنها، ونؤكد أن الالتزام بالمعايير الديمقراطية هو المفتاح الحقيقي لحل الأزمة المستعصية في المؤتمر الوطني الذي يعمل على جمعه رئيس الجمهورية السيد جلال طالباني”. وشدد بالقول”إن خلق الأزمات محاولة واضحة للهرب من الاخفاقات في تلبية طموحات الشعب، ومحاولة يائسة للتعتيم على درك الفساد المستحوذ على مؤسسات الدولة”.
وتشهد العلاقة بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي ازمة حادة بسبب خلافات عدة اخرها تشكيل بغداد “قيادة عمليات دجلة” لتتولى مسؤوليات امنية في مناطق مختلطة متنازع عليها في خطوة اثارت غضب القادة الاكراد الذين رأوا فيها “نوايا واهدافا” ضدهم.
وتصاعدت حدة التوتر بين بغداد واربيل اثر مواجهات بين قوات الامن العراقية ومسلحين في قضاء طوزخورماتو الشمالي قامت حكومة الاقليم على اثرها بحشد الاف المقاتلين من قات البيشمركة رغم تاكيد قائد عمليات دجلة الفريق عبد الامير الزيدي بان العملية كانت تهدف لاعتقال احد المشتبه بهم.
وما زالت القوات الحكومية تنتشر في مواقعها فيما تواصل القوات الكردية حشد تشكيلاتها في استمرار للتوتر بين الجانبين.
وفي هذا السياق اعلن مصدر في رئاسة اقليم كردستان ان قوة ضخمة توجهت السبت من اربيل نحو حدود بلدة طوزخورماتو مجهزة باسلحة ثقيلة ومدرعات وانها استقرت حاليا قرب مدينة التون كوبري شمال مدينة كركوك. واكد ان “تعليمات اعطيت لهذه القوات من رئيس الاقليم بضرب قوات عمليات دجلة اذا دخلت مدينة كركوك”.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب