خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :
وكأن “العراق” تنقصه المشاكل والأزمات.. فلم يمر سوى شهران فقط على الأزمة الدبلوماسية التي إندلعت بين “البحرين” و”العراق”، في أواخر نيسان/ أبريل الماضي – بسبب اقتراح الزعيم الشيعي، “مقتدى الصدر”، تنحي الشيخ، “حمد بن عيسى آل خليفة”، ملك البحرين – وإذا بالعاصمة العراقية، “بغداد”، تشهد أزمة أخرى ربما ستكون تداعياتها أخطر.
حيث قام متظاهرون عراقيون، مساء أمس، باقتحام “سفارة البحرين” في “بغداد”، وحطموا الزجاج وعددًا من أبواب السفارة وأنزلوا العلم البحريني ورفعوا بدلًا عنه العلم الفلسطيني. فيما نقلت مصادر عراقية أن بعض المتظاهرين كانوا مسلحين، وإن التظاهرة نُظّمت من قِبل موالين لـ”الحشد الشعبي” وبعض نشطاء “التيار الصدري”.
رسالة للمشاركين في “مؤتمر البحرين”..
قال أحد المتظاهرين أمام “السفارة البحرينية”: “لقد قُمنا بإنزال العلم البحريني لإرسال رسالة واضحة إلى كل من شارك في مؤتمر البحرين؛ بأننا نرفض بشدة تطبيع العلاقات مع الاحتلال الصهيوني، ولن نتنازل عن دعم الفلسطينيين. ونحن مستعدون للقتال من أجل هذه القضية”.
واستهدف المؤتمر، الذي استضافته، “المنامة”، على مدار يومين، حشد التأييد لخطة استثمارات بالأراضي الفلسطينية بقيمة 50 مليار دولار؛ كجزء أول ضمن خطة سياسية أوسع برعاية “البيت الأبيض” لإنهاء الصراع “الإسرائيلي-الفلسطيني”.
وقوبلت الخطة بإزدراء واسع النطاق من قِبل الفلسطينيين، كما عارضتها أطراف عربية؛ مثل “العراق”، الذي رفض المشاركة في “مؤتمر المنامة”.
البحرين تُحمل الحكومة العراقية المسؤولية..
فور اقتحام السفارة؛ قالت “الخارجية البحرينية”، إنها استدعت سفيرها في بغداد، “صلاح علي المالكي”، للتشاور. وأصدرت بيانًا بأن “مملكة البحرين” تستنكر الإعتداء المرفوض الذي استهدف مبنى السفارة، في “العراق”، من قِبل متظاهرين وأدى إلى أعمال تخريبية.
واختتمت “الخارجية البحرينية” بيانها بالقول أنها تُحمل الحكومة العراقية المسؤولية التامة لحماية سفارة وقنصلية “مملكة البحرين”، في “جمهورية العراق”، وجميع العاملين فيهما، وفقًا لاتفاقية “فيينا” للعلاقات الدبلوماسية 1961.
بغداد تُعرب عن أسفها..
أعربت الحكومة العراقية عن “أسفها الشديد؛ لقيام عدد من المتظاهرين بالتجاوز على مبنى سفارة مملكة البحرين، والقيام بأعمال تخريبية مخالفة للقانون وسلطة الدولة وحصانة البعثات الدبلوماسية”.
وذكر بيان، صدر عن مكتب رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، أن أجهزة الأمن العراقية إتخذت جميع الإجراءات الحازمة والفورية لإخراج المهاجمين من السفارة، وكذلك لإعادة النظام وتوفير الحماية اللازمة واعتقال المتسببين تمهيدًا لتقديمهم الى القضاء.
وأكد البيان على أن: “الحكومة العراقية جادة في منع خرق النظام والقانون؛ ولن تتسامح مطلقًا مع مثل هذه الأعمال، وأنها ترفض بالمطلق أي عمل يهدد البعثات الدبلوماسية وأمنها وسلامة العاملين فيها”.
الخارجية العراقية : لن نسمح بإفساد العلاقات الأخوية..
وفي بيان لها؛ قالت “الخارجية العراقية”: “إننا نُدين قيام بعض المتظاهرين باقتحام سفارة مملكة البحرين الشقيقة لدى بغداد، و نُؤكّد إلتزامنا بحرمة البعثات الدبلوماسيّة، وضرورة عدم تعرُّض أمنها للخطر، وأن أمن السفارات خطًا أحمر لا نسمح بتجاوزه وأنَّ السلطات الأمنيَّة قد إتخذت جميع الإجراءات، ونبذل أقصى الجُهُود في مُلاحَقة المتسبِّبن، والمُحرِّضين على هذه الأعمال، وقد ألقت القبض على عدد منهم، لإحالتهم إلى القضاء لينالوا قصاصهم العادل، علاوة على إتخاذ التدابير اللازمة لحماية مبنى السفارة البحرينيّة ضدّ أيّ اقتحام، أو إعتداء على موظفيها، ومنع أيِّ إخلال بأمنها. كما نُعرِب عن أنّ مثل هذه الأفعال لن نسمح بأن تؤثر في العلاقات الأخويَّة التي تربط البلدين”.
الإمارات والسعودية تُدينان اقتحام السفارة..
أدانت دولة “الإمارات”، أمس، الإعتداء على سفارة “مملكة البحرين” في “بغداد”، وأكدت أن الإعتداء يُعد تصعيدًا خطيرًا على المستوى القانوني والسياسي.
وقال الوزير الإماراتي للشؤون الخارجية، “أنور قرقاش”، عبر حسابه الرسمي، في (تويتر): “إن الإعتداء على سفارة مملكة البحرين الشقيقة في بغداد مرفوض ومستهجن، وتصعيد خطير على المستوى القانوني والسياسي، وندعو الحكومة العراقية إلى الوفاء بمسؤولياتها وإلتزاماتها القانونية تجاه حماية العمل الدبلوماسي، ومقار البعثات في العاصمة والمدن العراقية”.
وقالت “وزارة الخارجية والتعاون الدولي”، في بيان لها، اليوم الجمعة: “إن دولة الإمارات إذ تستنكر هذا الإنتهاك السافر فإنها تدعو الحكومة العراقية إلى القيام بمسؤولياتها تجاه المحافظة على الإلتزامات الدولية الواضحة بموجب المعاهدات الدولية التي تضمن أمن العمل الدبلوماسي، مشددة على ضرورة صون مقار البعثات الدبلوماسية وتوفير الحماية لها إلتزامًا بالقانون الدولي واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية”.
وأكدت الوزارة: أن “وقوف دولة الإمارات التام مع مملكة البحرين في مواجهة أي تهديد يمس أمنها وأمن بعثاتها الدبلوماسية، مستنكرة عملية التحشيد التي تقوم بها بعض الجهات تجاه البحرين”.
كما أدانت “المملكة العربية السعودية”، حادث الإعتداء على سفارة “مملكة البحرين” في “بغداد”. وأعرب وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، “ثامر السبهان”، عن استيائه للأحداث المؤسفة أمام السفارة، وقال عبر (تويتر): “ما يحدث لسفارة مملكة البحرين في بغداد أمر مؤسف للغاية”.
العراق رفض المشاركة في مؤتمر البحرين..
جدير بالذكر؛ أن “الخارجية العراقية” كانت قد أعلنت عن عدم مشاركتها في ورشة “السلام من أجل الإزدهار”، التي أُقيمت مؤخرًا في “البحرين” بدعوة أميركية، مؤكدة أن “العراق” متمسك بموقفه الثابت إزاء “القضية الفلسطينية”.
وقبيل المؤتمر، قال الناطق باسم وزارة الخارجية العراقية، “أحمد الصحاف”، إن: “العراق لن يشارك في مؤتمر البحرين، وذلك يعود لموقفه الثابت من القضية الفلسطينية، وهو حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الموحدة وعاصمتها القدس الشريف، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف”.
وأضاف “الصحاف”: “هذه القضية مركزية في وعينا الشعبي والسياسي وخطابنا كوزارة خارجية عراقية”.
