8 أبريل، 2024 12:04 ص
Search
Close this search box.

بغداد شبه مغلقة وسكانها يتذمرون

Facebook
Twitter
LinkedIn

انتقد سكان العاصمة بغداد “الاغلاق شبه التام” لاغلب الجسور والشوارع الرئيسية المؤدية الى وسط بغداد، وبينوا أن مداخل العاصمة “شهدت ازدحامات شديدة وبطوابير طويلة من السيارات”، وعزوا السبب الى “الاجراءات الامنية البدائية والمكثفة” تحسبا لوقوع هجمات وتفجيرات تستهدف الزائرين.

وقال شهود عيان إن “اغلب الشوراع الرئيسية في احياء بغداد الغربية والشرقية اغلقت بشكل تام فيما تحولت شوارع اخرى الى طريق واحد لمرور العجلات باتجاهين”، وبينوا أن “الطريق المؤدي من مطار بغداد الدولي باتجاه جسر الجادرية، غربي بغداد، تم اغلاقه بجدران كونكريتية كما اغلقت مداخل مناطق الكاظمية والاعظمية وطريق الدورة السريع وطريق قناة الجيش ومحمد القاسم السريع بشكل شبه تام”.
فيما قال مواطنون في حديث الى (المدى) إن “اغلاق الطرق أدى الى تأخرنا عن الوصول الى اماكن اعمالنا اضافة الى تأخر طلبة الجامعات في اوقات الدوام الرسمي”، وأشاروا الى أن “القوات الامنية فرضت اجراءات بدائية في التحسب للهجمات الارهابية وتقليل حدوث التفجيرات باغلاق الشوراع ومنع سكان العاصمة من الوصول الى اعمالهم”.
فيما شكا عدد من الموظفين وطلاب الجامعات، في حديث الى (المدى)، تأخرهم في الوصول الى مقار عملهم ودراستهم نحو ثلاث ساعات، فيما شهدت مداخل مدينة الصدر والحبيبية والكرادة وبغداد الجديدة اختناقات مرورية بسب قطع الشوراع.
وتداول سكان العاصمة على مواقع التواصل الاجتماعي انباء اغلاق الطرق بالفكاهة، ونشروا تغريدات مثل “القوات الامنية تشجع الجميع على ممارسة رياضة المشي”، فيما تناقل اخرون اخبار اغلاق الطرق عبر وسائل الاتصالات، ورسائل الموبايل النصية، كما اعتذرت صفحات متخصصة في اخبار الطرق والازدحامات على “الفيسبوك”، عن عدم قدرتها على الاستجابة السريعة لاسئلة الزائرين والمشاركين في موقع التواصل الاجتماعي، عن الطرق الافضل، والاقل ازدحاما في بغداد، حتى نصح مسؤول عن احد تلك الصفحات الجميع بـ “الجلوس بالبيت وعدم الخروج لان الازدحامات في كل مكان”.
ومن جانبهم، طالب اصحاب سيارات الحمل والاجرة القادمين من المحافظات الجنوبية الى بغداد، الاجهزة الامنية بـ “توفير الحماية الكاملة لزوار الاربعينية”، ودعوا الى “اكمال انشاء طريق يا حسين المخصص للزوار حتى لا تضطر القوات الامنية الى اغلاق الشوراع لحماية الزور”.
الى ذلك، قال مسافرون قادمون من محافظات الوسط والجنوب في حديث الى (المدى) إن “طريق الدخول الى العاصمة مزدحم جدا بسب غلق اتجاه الذهاب من بغداد باتجاه الجنوب والاكتفاء بجانب واحد للداخلين الى العاصمة والخارجين منها”.
وتزامن اغلاق الشوارع مع بداية الخطة الامنية التي اعلنتها وزارتا الداخلية والدفاع لحماية زوار اربعينية الامام الحسين والسائرين الى مدينة كربلاء، فيما استهدفت اليوم عدة تفجيرات الزائرين في مناطق جنوب بغداد مخلفة القتلى والجرحى رغم الانتشار المكثف لعناصر الجيش والشرطة.
وغالبا ما تلجأ القوات الامنية الى غلق الشوارع وفرض حظر تجوال “غير معلن”، في اجراءات امنية تسبق “المناسبات الدينية”، فيما بدت الشوراع بغداد خالية من السائرين الى مرقد الامام الحسين الا من عدد قليل، فيما يعتقد ان تشهد كثافة في عدد الزائرين بالاسبوع المقبل.
يشار الى ان محافظة كربلاء احالت مشروع طريق ياحسين بين (كربلاء- بغداد) بكلفة 5,500 مليار دينار وبطول8,7 كم الى شركتين محليتين، ويتضمن المشروع، بحسب تصريحات مسؤولين محليين، رفع عوارض في جانب طريق الذهاب الى بغداد وانشاء جسور وقناطر صندوقية للطريق، واعتبروا الطريق من المشاريع الحيوية التي تعطي رونقاً وجمالية لمدخل المدينة للزائرين والوافدين من جهة العاصمة بغداد.
وكانت وزارة الداخلية اعلنت، امس الإثنين، تشكيل غرفة عمليات مشتركة لمناقشة الإختناقات المرورية في بغداد ومناقشة الشؤون المتعلقة بنقاط التفتيش من النواحي العسكرية والفنية والإدارية، وفيما لفتت الى تشكيل لجنة لمتابعة أمور نقاط التفتيش بالتعاون مع قائد شرطة بغداد وإستبدال الصبات الكونكريتية داخل السيطرات بحواجز بلاستيكية، أكدت ضرورة مد ممرات أضافية على جوانب نقاط التفتيش واكسائها لتوسيع مساحة الشارع لاستيعاب أكثر عدد ممكن من السيارات.
وتشهد بغداد إزدحامات مرورية “خانقة” في بعض المناطق نتيجة الإجراءات الامنية التي تطبقها نقاط تفتيش السيارات، فيما زادت شكوى المواطنين من تعطلهم بالساعات على مشارف هذه النقاط ومنعهم من دخول مناطقهم مع انتظار الحالات الطارئة لفترات طويلة لاكمال تفتيش السيارات من قبل هذه النقاط.
وتعد زيارة الأربعين إحدى أهم الزيارات للمسلمين الشيعة حيث يخرج المسلمون الشيعة من محافظات الجنوب والوسط أفرادا وجماعات مطلع شهر صفر مشيا إلى كربلاء، فيما تستقبل المنافذ الحدودية والمطارات مسلمين شيعة من مختلف البلدان العربية والإسلامية للمشاركة في زيارة أربعينية الإمام الحسين، ثالث أئمة الشيعة الاثني عشرية، ليصلوا في العشرين من الشهر ذاته، الذي يصادف زيارة (الأربعين) أو عودة رأس الحسين ورهطه وأنصاره الذين قضوا في معركة كربلاء عام 61 للهجرة، وأصبحت هذه الممارسة أو هذه الشعيرة تقليداً سنويا بعد انهيار النظام السابق، الذي كان يضع قيودا صارمة على ممارسة الشيعة لشعائرهم.
والإمام الحسين المولود في السنة الرابعة الهجرية، هو الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وأمه فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد، قتل في كربلاء سنة (61) هجرية بعد قدومه وآل بيته وأنصاره من المدينة المنورة إلى الكوفة على يد جيش عمر بن سعد بن أبي وقاص بأوامر صدرت عن يزيد بن معاوية بسبب رفض الحسين لمبايعته على الخلافة.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب