بغداد تغلق منفذي الوليد وربيعة الحدوديين مع سوريا  ‏

بغداد تغلق منفذي الوليد وربيعة الحدوديين مع سوريا  ‏

 اعلنت وزارة الدفاع العراقية أن منفذي ربيعة والوليد الحدوديين مع سوريا سيغلقان اعتبارا من يوم ‏الاحد المقبل. وذكرت قناة العراقية شبه الرسمية في خبر عاجل لها إن “وزارة الدفاع قررت غلق ‏منفذي الوليد وربيعة الحدوديين مع سوريا اعتبارا من الساعة السادسة من صباح يوم الاحد المقبل.‏

ويعد هذا القرار هو الثاني من نوعه الذي تتخذه وزارة الدفاع العراقية خلال يومين بعد اغلاق منفذ ‏طريبيل الحدودي مع الاردن، كما يمثل تصعيدا جديدا في الازمة التي تشهدها البلاد منذ انطلاق ‏التظاهرات في عدد من المدن العراقية في (21 كانون الاول عام 2012).‏
واغلقت وزارة الدفاع العراقية، الاربعاء،( 9 كانون الثاني 2013)، منفذ طريبيل الحدودي مع الأردن ‏بعد اضطراب الحركة التجارية عبر الطريق الدولي في محافظة الأنبار بسبب التظاهرات ‏والاعتصامات التي تشهدها المحافظة، فيما أكدت إدارة المنفذ أن حركة الشاحنات والمسافرين عبر ‏المنفذ توقفت، منذ الساعة السادسة من صباح الاربعاء.‏
ولاقى قرار اغلاق منذ طريبيل مع الاردن ردود فعل متباينة إذ عد مجلس محافظة الأنبار، الاربعاء ( ‏‏9 كانون الثاني الحالي)، على هامش جلسة طارئة عقدها لبحث تداعيات اغلاق المنفذ، قرار الحكومة ‏‏”تصعيداً ضد الجماهير الغاضبة وخرقاً للدستور”، وفي حين أكد أن القرار تسبب بارتفاع أسعار المواد ‏الغذائية والسلع الاستهلاكية، أعلن أنه سيرفع دعوى قضائية ضد الحكومة المركزية لما لحق ‏بالمحافظة من “أضرار مادية ومعنوية”.‏
وتشهد محافظات الانبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك منذ الـ21 من كانون الأول 2012 المنصرم، ‏تظاهرات يشارك فيها عشرات الآلاف وجاءت على خلفية اعتقال عناصر من حماية وزير المالية ‏القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي، وذلك تنديداً بسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي، ‏والمطالبة بوقف الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات، وإطلاق سراحهم، وإلغاء قانوني المساءلة ‏والعدالة ومكافحة الإرهاب، وتشريع قانون العفو العام، وتعديل مسار العملية السياسية وإنهاء سياسة ‏الإقصاء والتهميش وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة.‏
وعلى الرغم من أن الاعتصامات التي تشهدها تلك المحافظات وغيرها من المناطق، جاءت كرد ‏مباشر على عملية اعتقال عناصر حماية وزير المالية القيادي في العراقية رافع العيساوي، في الـ20 ‏من كانون الأول 2012 المنصرم، فإن اهالي تلك المحافظات كانوا وعلى مدى السنوات الماضية قد ‏تظاهروا في العديد من المناسبات ضد سياسة الحكومة الحالية وإجراءاتها بحقهم، وأهمها التهميش ‏والاقصاء والاعتقالات العشوائية والتعذيب في السجون وإجراءات المساءلة والعدالة وهي نفسها ‏المطالب التي يرفعونها اليوم.‏
وبحسب المراقبين فإن ما يجري اليوم في العراق يعد واحدة من “أخطر وأوسع” الأزمات التي مرت ‏به منذ سقوط النظام السابق سنة (2003)، إلى جانب الأزمة المزمنة بين الحكومة الاتحادية وإقليم ‏كردستان، وأبدت الأمم المتحدة اليوم عبر ممثلها في العراق، مارتن كوبلر، قلقها من استمرار الازمة ‏في البلاد ودعت الحكومة على عدم التعامل بقوة من التظاهرات مؤكدة حق المواطنين في التعبير عن ‏مطالبهم وحقوقهم بطريقة سلمية.‏
وفي خطوة ذات دلالة، قرر مجلس الوزراء في جلسته الأولى للعام (2013) الحالي، التي عقدها ‏الثلاثاء (8 كانون الثاني 2013)، تشكيل لجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين ‏الشهرستاني، وعضوية وزراء العدل والدفاع وحقوق الإنسان والبلديات والأشغال العامة والموارد ‏المائية والدولة لشؤون مجلس النواب والأمين العام لمجلس الوزراء ووكيل وزارة الداخلية، تتولى تسلم ‏الطلبات المشروعة من المتظاهرين مباشرة من خلال وفود تمثلهم وترفع توصياتها إلى مجلس ‏الوزراء.‏
إلا أن الكثير من المراقبين عبروا عن خشيتهم من أن هذه اللجنة لن تسهم بأي حلول للأزمة خصوصا ‏وأن رئيس الحكومة أعلن عقب تشكيل اللجنة أنها لن تتسلم المطالب غير الدستورية ولن تتعامل معها ‏أبدا، موضحا أن مطالب المتظاهرين بإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب تتعارض مع ‏الدستور وتفتح الطريق امام البعثيين والإرهابيين.. في حين يؤكد المتظاهرون أن هذين المطلبين من ‏أهم مطالبهم ولا يمكن التخلي عنها وهو ما سيؤدي بحسب المراقبين إلى زيادة الوضع تفجرا خصوصا ‏وأن العامل الإقليمي بات يساعد بشكل كبير على توفير أجواء ملائمة لذلك.‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة