بغداد ترفض طلبا أميركيا لفرض عقوبات على‎ ‎طهران

بغداد ترفض طلبا أميركيا لفرض عقوبات على‎ ‎طهران

اعترضت حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على طلب أميركي لتنفيذ عقوبات تفرضها ‏الولايات المتحدة على إيران بسبب برنامجها النووي. وفشلت المفاوضات الأميركية العراقية خلال ‏اليومين الماضيين في التوصل إلى أي اتفاقات بشأن فرض عقوبات على إيران. ‏

وأشارت وزارة الخارجية العراقية إلى أن بغداد طلبت إعفاءها من تنفيذ العقوبات التي تفرضها ‏واشنطن على إيران، وقالت في بيان: «علاقتنا مع إيران أكثر أهمية من جميع القضايا الأخرى، ‏وعلاقتنا الاقتصادية مع إيران مستمرة بشكل لا يتعارض مع القرارات الدولية. والتزامنا بتطبيق ‏القرارات الدولية يجب أن لا يكون على حساب مصلحة العراق». وفي ما يتعلق بالعقوبات على سوريا ‏قالت الخارجية العراقية: «علاقتنا الاقتصادية مع سوريا متوقفة بسبب الأوضاع الأمنية فيها». ‏
كان وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين قد التقى عددا ‏من المسؤولين العراقيين لبحث تعاون العراق في تشديد الإجراءات لتنفيذ العقوبات الاقتصادية التي ‏تفرضها واشنطن على كل من إيران وسوريا وتشديد المراقبة على القطاع المالي وتعقب عمليات ‏يشتبه في ارتباطها بالتنظيمات الإرهابية. وقد أصدرت السفارة الأميركية في بغداد بيانا حذرت فيه من ‏أن تنظيم القاعدة وجماعات مرتبطة به يحاولون نقل الأموال والمقاتلين إلى جميع دول المنطقة ومنها ‏العراق وسوريا. ‏
وأشار مسؤول بالإدارة الأميركية إلى أن لدى الولايات المتحدة قلقا من تجاهل العراق للقيام بعمليات ‏تفتيش للطائرات الإيرانية التي تمر من العراق إلى سوريا وتحمل معدات قتالية ومقاتلين لمساعدة ‏النظام السوري. وأضاف أن الإيرانيين يقومون بتوريد الأسلحة إلى قوات بشار الأسد الحكومية وتفسح ‏بغداد مجالها الجوي لتلك الرحلات الإيرانية إلى سوريا. ‏
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن الرئيس باراك أوباما تحدث في هذا الأمر مع رئيس الوزراء ‏العراقي نوري المالكي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأكد المالكي أن الطائرات الإيرانية يتم ‏تفتيشها بانتظام، لكنْ لدى الولايات المتحدة شكوك في أن التفتيش يتم بصورة منتظمة. وقال المسؤول ‏الذي رفض نشر اسمه: «لقد أبلغنا الحكومة العراقية مرارا اعتراضنا على الرحلات الجوية الإيرانية ‏إلى سوريا عبر الأجواء العراقية، وأبدينا شكوكنا أنها تحمل أسلحة، لكن الحكومة العراقية لم تقُم ‏بتفتيش الطائرات سوى مرتين فقط، وكلتاهما جرت في أكتوبر الماضي فقط»، وأشار إلى العلاقات ‏الاقتصادية المتنامية بين العراق وإيران منذ الإطاحة بالرئيس العراقي الأسبق صدام حسين عام ‏‏2003، وقال: «كلا الجانبين يعمل عل خطط لتوسيع علاقاتهما الاقتصادية بشكل خاص، ومنها على ‏سبيل المثال خطة توريد الغاز الطبيعي الإيراني إلى العراق في منتصف العام الحالي». ‏
ويذكر أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي (شيعي) حذر من فوز المتمردين السوريين – ‏ومعظمهم من السنة – في الصراع مع نظام بشار الأسد، محذرا من أن انهيار نظام الأسد سيخلق ‏اضطرابات في الدول المجاورة ومنها العراق، وقال: «الشيء الأكثر خطورة هو أنه إذا انتصرت ‏المعارضة فسيكون هناك حرب أهلية في لبنان وانقسامات في الأردن وحرب طائفية في العراق». ‏
وقال أوستن لونغ الأستاذ المساعد في الشؤون الدولية بجامعه كولومبيا: «هناك بالفعل مخاوف لدى ‏الإدارة الأميركية من أن سقوط النظام في سوريا قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة، ومن المرجح ‏أن يتشابه الوضع مع الوضع الحالي في ليبيا، حيث تسيطر مجموعة متنوعة من الميليشيات على ‏مناطق معينة مع غياب لسيطرة الحكومة المركزية الحقيقية». وأضاف لونغ: «هناك مخاوف من أن ‏مجموعات سنية داخل المعارضة السورية لها علاقات مع تنظيم القاعدة، وقد صنفت الإدارة الأميركية ‏جماعة النصرة كمنظمة إرهابية بسبب علاقاتها مع التنظيمات الإرهابية ومنها تنظيم القاعدة وفروع ‏التنظيم في العراق. ولذا ترفض الولايات المتحدة تسليح المعارضة بشكل قاطع خوفا من وقوع الأسلحة ‏في أيدي الجماعات الإرهابية». ‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة