برغم المطالبات الدولية للعراق بالغاء عقوبة الاعدام فقد اعلنت سلطاته اليوم تنفيذها الحكم بواحد وعشرين “أرهابيا في تنظيم القاعدة” .. فيما قرر مجلس محافظة كركوك الشمالية حفر خندق حول المدينة للحد من عمليات العنف التي تواجهها.
وقال وزارة العدل العراقي حسن الشمري ان احكام الاعدام نفذت بحق 21 محكوماً ممن ينتمون الى تنظيم القاعدة وفق المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب . واشار في تصريح صحافي ان الذين تم تنفيذ أحكام الإعدام بهم اليوم ادينوا بتنفيذ العديد من الجرائم الإرهابية التي راح ضحيتها المواطنين. واوضح ان ثمانية من المدانين نفذوا عمليات إرهابية عدة منها تفجير سيارة مفخخة ودراجة نارية مفخخة وعبوات ناسفة قرب سوق الصويرة وسوق الكوت في محافظة واسط (160 كم جنوب بغداد) ما أسفر عن مقتل 16 مواطناً وإصابة أكثر من 117 آخرين .
واضاف الوزير ان اثنين من المدانين اشتركوا باغتيال طبيبة في محافظة صلاح الدين (180 كم شمال غرب بغداد) كما أن خمسة منهم لتفجيرهم عبوات ناسفة على موكب لرئيس الوزراء نوري المالكي . وقال ان مداناً آخر قتل ثلاثة أشخاص فيما قتل آخر مواطنة لدوافع إرهابية . واضاف ان احد المدانين قام مع آخرين بتفخيخ سيارة وتفجيرها في مدينة الحلة (100 كم جنوب بغداد) راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين .. كما قام مدان آخر مع مجموعة إرهابية بخطف ثلاث فتيات .. واثنين من المدانين قاما مع آخرين بقتل ضابط في الشرطة وأحد أفراد قوات إسناد محافظة صلاح الدين في مواجهات مسلحة .
وكانت منظمة العفو الدولية قالت في السابع من الشهر الحالي ان العراق أصبح ثالث أكبر بلد في العالم في تنفيذ أحكام الاعدام لا سيما بحق السجناء خلال الأشهر الماضية، وذلك أكثر مما فعل خلال عقد من الزمن تقريباً واضافت في تقرير لها إن العراق شهد أكبر زيادة في عمليات الاعدام من أي مكان آخر في العالم خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، وأعدم ما لا يقل عن 129 شخصاً العام الماضي، أي ما يعادل تقريباً ضعف عمليات الاعدام في عام 2011 وأعلى رقم خلال السنوات الثماني الماضية.
واضافت أن العراق اعدم 16 شخصاً منذ كانون الثاني (يناير) الماضي، من بينهم أربعة في الأسبوع الماضي وحده، وتم تنفيذ معظم عمليات الاعدام بتهم تتعلق بالارهاب أو القتل وفي اطار محاكمات فشلت غالبيتها في الوفاء بالمعايير الدولية للمحاكمات العادلة، بما في ذلك استخدام الاعترافات المتنزعة تحت التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة. وقالت المنظمة ان أحكام الاعدام في العراق نُفّذت على دفعات، وجرى اعدام 34 شخصاً في يوم واحد خلال حزيران (يونيو) الماضي، من بينهم خمس نساء كما تم الحكم على اثنتين أخريين على الأقل بالاعدام
واوضحت مديرة منظمة العفو الدولية فرع المملكة المتحدة، كيت ألن، ان العالم يتجه الآن نحو الغاء أو التخفيف على الأقل من عقوبة الاعدام، لكن العراق خالف هذا الاتجاه بطريقة مزعجة ونشاهد اليوم نطاقاً مذهلاً من عمليات الاعدام في العراق يعود بنا الى الأيام القديمة السيئة من الاعدامات الواسعة النطاق في عهد صدام حسين .
من جانبها هاجمت لجنة الشهداء والسجناء السياسيين النيابية العراقية المطالبين بـالغاء عقوبة الاعدام، واكدت أن الصيحات التي تستنكر اعدام للارهابيين تقف وراءها نعرات طائفية مذهبية تريد ان تبقي الارهاب طليقا فيما أكدت أن عمليات الاعدام التي تنفذها وزارة العدل تتم وفق القرآن والدستور . وقال رئيس مؤسسة السجناء والشهداء السياسيين النيابية محمد الهنداوي في مؤتمر صحفي عقده في مبنى مجلس النواب أن هناك أصواتا تتعالى وتندد بما تقوم به وزارة العدل من تنفيذ أحكام الاعدام بحق الارهابيين والقتلة الذين حكم عليهم من قبل القضاء وصودق عليهم من قبل رئاسة الجمهورية مؤكدا ان ما تقوم به وزارة العدل هو اجراء دستوري وقانوني ومطابق للشرع الذي يعتبر القصاص حياة .