بغداديون يستعدون لموسم الشتاء .. بسواتر ترابية!

بغداديون يستعدون لموسم الشتاء .. بسواتر ترابية!

كتب بسام عبد الرزاق : ساعات قليلة من الامطار تكفي لإغراق العاصمة بغداد. بينما يسبق موسم الشتاء في كل عام استعدادات كبيرة من قبل امانة بغداد والمحافظة ومجلسها ووزارة الكهرباء، الا ان هذه الاستعدادات تتحول الى اتهامات بالتقصير، يتراشق بها المعنيون بعد اول زخة مطر، فيما تكتفي الحكومة بالإعلان عن تعويض المتضررين.
البغداديون توقعوا ان تغيير امين العاصمة السابق نعيم عبعوب، سينهي مشكلة غرقها، لكن سرعان ما انهارت هذه التوقعات بعد ان اعلنت الامين الجديد ذكرى علوش عن قلة التخصيصات وتهالك شبكات المجاري وقلة الاليات، واتضح هذا بغرق مناطق كثيرة من بغداد بعد اسابيع على تسلمها المنصب.
ليست المنازل وحدها من تتعرض للغرق في حال هطلت الامطار، بل المستشفيات تستغيث كذلك؛ اذ تعرضت مستشفى اليرموك في جانب الكرخ الى الغرق، على الرغم من وجودها في احدى الاحياء الراقية، التي يتهم نواب في البرلمان قيام امانة بغداد باعطائها اهمية كبيرة على حساب الاحياء الفقيرة، بداعي ارضاء المسؤولين الذين يقصدون السكن في الاحياء الراقية، ومنها اليرموك، حيث يقع المستشفى
امانة بغداد تعودت ان تبعث برسائل اطمئنان للمواطن عبر تصريحاتها في وسائل الاعلام، بأن فصل الشتاء الحالي سيكون خاليا من المشاكل التي اعتادها المواطن في كل موسم، بفضل الاستعدادات المبكرة والاستثنائية؛ اذ أكدت أمانة بغداد أنها استعدت مبكراً لموسم الأمطار من خلال توجيه دوائرها البلدية بتنظيف مسالك المجاري وتهيئة المحطات وتوفير الوقود اللازم لها.
وكشفت الامانة، امس الأحد، عن استنفار جهودها وتحضيراتها مع قرب حلول موسم الشتاء، وفيما أكدت ادخال 23 خط طوارئ لتصريف مياه الامطار، طمأنت المواطنين بعدم تكرار ما جرى العام الماضي.
وقال المتحدث باسم الامانة حكيم عبد الزهرة في تصريح صحفي، إن “امانة بغداد عملت منذ عدة ايام على تزويد كافة مضخات المياه بالوقود وصيانتها لتلافي أي طارئ في حال تساقط امطار غزيرة على العاصمة”، مبينا أن “الامانة ادخلت نحو 23 خطا لتصريف المياه للخدمة فيما تنتظر ادخال خطين آخرين في جانب الكرخ”.
وأضاف عبد الزهرة، أن “ملاكات الامانة تعمل على ازالة الترسبات في المجاري وفتح الشبكات المتوقفة عن العمل بجهود استثنائية”، مطمئنا بـ”عدم تكرار الازمة والاخطاء التي حصلت خلال العام الماضي”.
وفي العودة الى تصريحات سابقة للمتحدث باسم الامانة، نجد ان هذا التصريح لا يختلف عن سابقاته، اذا اعلن عنه في عام 2014 و2015 و2016، وهو ما يثير مخاوف المواطنين من تكرار غرق مناطقهم وإحداث اضرار جسيمة بمنازلهم، مثلما حصل في المواسم السابقة.
المواطن محمد عباس، الذي تعرض منزله للغرق مرتين متتاليتين، ذكر لـ”العالم”، امس ان “الاستعدادات التي تتحدث عنها امانة بغداد غير حقيقية، وبمجرد التجوال في ازقة المنطقة يتبين انسداد العديد من بالوعات تصريف مياه الامطار”، لافتا الى انه يعتمد على استعداداته الشخصية من خلال بناء ساتر رملي امام منزله “لتفادي تكرار غرقه مرة ثالثة”.
وبين عباس، ان “التعويضات التي تقدمها الحكومة لاصحاب المنازل المتضررة لا تساوي 10 بالمئة من حجم الاضرار، وان اللجان التي تم تشكيلها لتخمين حجم الاضرار لم تقوم بزيارات ميدانية، انما عملت بصورة مكتبية، والرشاوى هي من تحدد قيمة الضرر”، مؤكدا ان “بعض اصحاب المنازل غير المتضررة تسلموا تعويضات كبيرة، فيما بقي بعض المتضررين الحقيقيين من دون تعويضات”. من جانبها، كشفت هيئة خدمات بغداد، عن اكثر المناطق في العاصمة مهددة بخطر الغرق خلال موسم الشتاء المقبل، فيما اعلنت عن نصب 23 خط طوارئ لتصريف مياه الامطار. وقال رئيس اللجنة علي جاسم في حديث متلفز تابعته “العالم”، إن “اكثر المناطق معرضة لخطر الغرق في حال هطول امطار خلال فصل الشتاء المقبل، هي مناطق الشعب وبلدية مدينة الصدر الاولى والثانية”، مبينا ان “تهيئة نحو 23 خط طوارئ من اجل تصريف مياه الامطار”. وأضاف جاسم، أن “الهيئة وضعت محطات دفع في هذه المناطق وتصريفها باتجاه قناتي الجيش والشرطة”، لافتا الى ان “الخطوط الناقلة في هذه المناطق لا تتناسب مع حجم السكان بداخلها”. وتشهد عموم البلاد في الشتاء هطول الأمطار وبغزارة، مما تؤدي إلى غرق الشوارع الرئيسة والفرعية للمدينة بسبب عدم وجود الصيانة الدورية لمجاريها، اضافة الى قدم هذه المجاري والتي اصبحت لا تستوعب هذه الكميات من الامطار، فضلا عن كثرة المطبات والحفر في هذه الشوارع. 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة