19 أبريل، 2024 3:20 م
Search
Close this search box.

بعيون لواء إيراني متقاعد .. المرحلة الثانية من عمليات “الوعد الصادق” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

أقدم هذه الرسالة القلبية إلى الشهداء الأعزاء، وقدامى المحاربين، والمقاتلين، والمجاهدين الإيرانيين، على التضحية بالروح والحياة لنيل رضا الله والشعب الإيراني العظيم، من باب الإخلاص لأغلى وأنفس العطايا الإلهية؛ وأعني الحياة والروح؛ حتى تظل “إيران” قوية وعزيزة ومثار للفخر. بحسّب لواء متقاعد “سيد جمشيد اوشال”، في مقاله التحليلي المنشور بصحيفة (اسكناس) الاقتصادية الإيرانية.

تاريخ من الحرب “الإيرانية-العراقية”..

ففي آذار/مارس من العام 1982م، وقبل نحو ثمانية عشر شهرًا من اعتداء نظام (البعث) على “إيران”، ودفاعنا، كان المعتدي البعثي قد احتل: (40) كيلومتر مربع تقريبًا؛ وربما أكثر من الأراضي الإيرانية، وهو ما يُعدل أكثر من مساحة دول “لبنان وإسرائيل وفلسطين”.

وكانت القوات العراقية تتجول على مدار هذه الفترة في أجزاء من بلادنا، وكان رئيسهم يُكرر باستمرار جملة: “تعالوا نتفاوض”، وكانت “إيران” تجيب دائمًا بعبارة: “اخرجوا أولًا وأخبرونا بسبب الاعتداء ثم نتحاور”.

في ظل هذه الظروف كنت (وعدد من الطيارين وضباط الجيش)؛ أسرى في “سجن أبو غريب” الأمني غرب “بغداد”، وكانوا يتحفظون علينا في ظروف وأوضاع بحيث لم يتمكن أحد من معرفة ما إذا كنا على قيّد الحياة أم لا !.. كنا محتجزين في القسم الأمني من “سجن أبو غريب”، ولم تكن هناك أي نوافذ، ولم نرى ضوء الشمس مدة عام ونيف، كذلك لم تكن الأوضاع الأخرى لا سيما ما يتعلق بالماء والغذاء جيدة، بعبارة أخرى كانت الأوضاع كارثية.

في ظل هذه الظروف الصعبة، تعرضّنا لقصف دعائي شديد من جانب العدو، وكانت علاقتنا الوحيدة مع العالم من خلال الإشعارات الإخبارية التي يقدمها حراس السجن العراقيين، فكانوا يجلبون لنا يوميًا صحف (البعث والجمهورية)؛ بحيث نتعرف على أخبار “العراق” والعالم؛ وبخاصة أخبار الحرب على النحو الذي أراد به نظام “صدام” أن نعرف. وكانت الأخبار التي تصّلنا جميعها مثيرة لليأس والإحباط، وتتحدث عن حالة “إيران” السيئة والهزائم المتوالية على الجبهتين الداخلية والخارجية، في مقابل أوضاع “العراق” الجيدة وانتصارات “صدام”.

ذكريات عن التقاط الحقيقة..

في تلك الفترة؛ ورُغم جميع النقائص، كنا بحاجة ماسّة إلى معرفة ما يدور خلف أسوار السجن، والاطلاع على أوضاع “إيران” وجبهات الحرب. وفي النهاية ساعدنا الله وتمكنا صدفة من اغتنام راديو ترنزيستور يعمل بالبطارية من أحد الضباط العراقيين، ويبقى كيف نتمكن من المحافظة على الراديو واخفائه، كما تمكنا في ظل الأوضاع بالغة الصعوبة في السجن الأمني، من توفير بطارية للراديو، والحصول على الأخبار.

وكان هذا الراديو هو الوسيلة الوحيدة الموثقة التي تُخبرنا بـ”إيران” والحرب. وبالحقيقة فقد ساعد هذا الراديو على تقوية قلوبنا، وأخبرنا بسلسلة الانتصارات الإيرانية التي سّاهمت في طرد العدو المعتدي واستعادة “المحّمرة” وسائر الأراضي الإيرانية.

ما بين اليوم وأمس..

الآن وبعد مرور (43) عامًا، وفي فجر الأحد 07 نيسان/إبريل 2024م، وتحديدًا الساعة 2:30 صباحًا؛ (الحادية عشرة مساء السبت بتوقيت غرينتش)، انطلقت علمية (الفجر الصادق)، وكانت عبارة عن عملية مركبة شملت هجمات بالمُسيّرات والصواريخ الإيرانية على “إسرائيل” وقواعدها العسكرية، ورُغم ما اتصفت به العملية من المحدودية مقارنة بعمليات “الدفاع المقدس”، وقدرات “إيران” العسكرية الحالية؛ بحيث كانت أشبه بلعبة أكثر منها حرب عسكرية، فقد أحيت في قلوبنا ووجودنا نفس إحساس العزة؛ بحيث نحمد الله ونشكره على كل هذه العزمة التي استعرضتها “إيران”؛ ويجب أن نفخر بكوننا إيرانيين.

وحتى اليوم يطلع الإيرانيون عبر وسائل الإعلام على أجزاء من نوعية وكيفية العملية والتكنيكيات المستخدمة والنتائج، وربما يدور الحديث قريبًا حول هذه العملية التاريخية رُغم محدوديتها.

وأستأذنكم باعتباري جندي فدائي سابق؛ أن أتقدم بالشكر والتقدير في هذه اللحظات الجميلة بفضل الله وعونه وذكرى الشهداء، لشجاعة وحكمة القائد الأعلى للقوات؛ السيد آية الله “علي خامنئي”، وكذلك جهود القادة والأركان وقدامى المحاربين بالقوات المسلحة الإيرانية، ودعم الشعب والحكومة الإيرانية، الكامل لأبنائهم في القوات المسلحة، وأن أقول بكل حب: “ليمنح الله إيران القوة”، فرُغم انتهاء عملية (الوعد الصادق) من الناحية العسكرية، لكن القوات المسلحة على استعداد لاستكمال العملية حال توهم “إسرائيل” انتهاء العملية بالكامل.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب