8 أبريل، 2024 12:37 ص
Search
Close this search box.

بعيون إيرانية .. تقييّم وضع مشاريع ربط السّكك الحديدية العراقية بدول الجوار !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

مؤخرًا كشف مدير عام شركة (الجسّر العربي) الأردنية عن اتفاق “الأردن والعراق ومصر” على تنفيذ مشروع ربط السّكك الحديدية بين الدول الثلاث، وهذا الربط هو جزء من مشروع “الجسّر العربي”؛ (جسّر بين مينائي العقبة وطابا)، والذي من المتوقع أن يبدأ العمل بغضون العامين المقبلين. بحسب ما استهل “سید یوسف پژوهنده”؛ تقريره التحليلي المنشور على موقع مركز (تبيين) للدراسات الاستراتيجية الإيراني.

جدير بالذكر أن ربط السّكك الحديدية بين “الأردن ومصر” سيتم من خلال أقرب نقطة بين البلدين؛ وتعني (العقبة- طابا) ثم يستمر المسّار داخل “الأردن” حتى النقطة الحدودية مع “العراق” في منطقة (طربيل).

وبالنظر إلى جهود “العراق” الرامية إلى إثراء مكانة ميناء (الفاو) على المستويين الإقليمي والدولي، فسوف يتم وصل خطط السّكك الحديدية المذكور بميناء (الفاو)؛ بما يُتيح إمكانية الوصول إلى “إفريقيا”، بالإضافة إلى “أوروبا”.

يأتي هذا الاتفاق في وقتٍ حذر فيه المسؤولون الأردنيون من تأثير مشروع ربط السّكك الحديدية “العراقية-السعودية” على “ميناء العقبة”.

وبالنظر إلى جهود “العراق” بهدف إبراز أهمية موقعه الجيوسياسي وأهمية مكانة ميناء (الفاو) في العلاقات الاقتصادية والتجارية الإقليمية والدولية، فإن هذا المشروع يهدف إلى ربط البُنية التحتية العراقية بدول الجوار. من ثم فإن مشروع ربط السّكك الحديدية، وتطوير ميناء (الفاو)، وبناء طرق تنموية سيؤدي إلى نتائج جديرة بالملاحظة على المستويات المحلية والإقليمية؛ وبخاصة دول الجوار، وسوف نتطرق إلى هذه النتائج فيما يلي:

( أ ) إقليم كُردستان..

من الملاحظات الهامة في هذا الصّدد؛ أن المشروع المعروف باسم (طريق التنمية) يمتاز بالقدرة على ربط ميناء (الفاو) بـ”أوروبا” مرورًا بـ”تركيا”. وسيعبر هذا الطريق من “إقليم كُردستان العراق”.

لذلك يحتاج “العراق” لتنفيذ هذا المشروع للتخلص من العقبات الموجودة في “إقليم كُردستان”؛ مثل الميزانية الإقليمية من الميزانية العراقية، مبيعات الإقليم النفطية، والجمارك والعلاقات الخارجية للإقليم، ولذلك شهدت الأيام الأخيرة تبادل الزيارات بين وفود الحكومة الفيدرالية وحكومة الإقليم بهدف القضاء على المشكلات العالقة.

( ب ) المملكة العربية السعودية..

في شباط/فبراير 2022م، طرح مشروع ربط السّكك الحديدية بين: (10) مدن سعودية و”البصرة” العراقية، وذلك في إطار سياسات “الرياض” لتطوير علاقاتها الاقتصادية مع “العراق”، ولذلك سّعت إلى إنشاء خط سّكك حديدية مع “العراق”؛ بخلاف افتتاح عدد من المعابر الجديدة في إطار جهود ربط “البصرة” بمنطقة (حفر الباطن) الحدودية في “المملكة العربية السعودية”.

والهدف من المشروع جذب “بغداد” مرة أخرى باتجاه أعضاء “مجلس التعاون الخليجي”. وبالنظر إلى أن العلاقات التجارية لطالما كانت على مدى التاريخ أفضل أداة للتقارب بين الحكومات والشعوب، لذلك فالمسّار الأمثل لرفع مستوى العلاقات بين “الرياض” و”بغداد” يمر عبر معبر العلاقات التجارية، علاوة على ذلك فإن المشروع السعودي الطموح للربط الحديدي مع “تركيا”؛ إنما يمر عبر ميناء (الفاو)، والواقع أن “الرياض” تضع نُصّب عينيها من خلال تأسيس قناة برية للترانزيت الاتصال مع “القوقاز” من جهة عبر “العراق وتركيا”، و”شرق أوروبا” من جهة أخرى عبر “جورجيا”، ولذلك تبحث عن مسّار أفضل من “البحر الأحمر” و”قناة السويس” للاتصال بـ”تركيا” و”منطقة القوقاز”؛ بهدف تنمية الإنتاج والوصول إلى أسواق مناسبة.

( ت ) تركيا..

(طريق التنمية)؛ الذي يربط ميناء (الفاو) بميناء (مرسين) التركي، يُتيح لـ”أنقرة” بخلاف المزايا الاقتصادية، إمكانية الاستحواذ على حصة أكبر في مشاريع “العراق” عبر شركات المقاولات التركية الناشطة في “العراق”.

كذلك في حال تنفيذ هذا المشروع سوف تزداد مكانة “تركيا” الجيوسياسية باعتبارها حلقة اتصال “أوروبا” بالخليج.

النتيجة..

من خلال ما سبق؛ يمكن القول إن ربط السّكك الحديدية العراقية بدول “تركيا والأردن ومصر والسعودية”، وكذلك تطوير (ميناء الفاو) سوف يُعظّم دور “العراق” في مستقبل معابر الترانزيت الدولية.

علاوة على ذلك؛ فإن تنفيذ هذه المشاريع يُحرر “العراق” من اقتصاد المُنتّج الواحد، ويحقق تنمية اقتصادية أكبر.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب