بعيدًا عن “ماسك” .. تحديات عالمية في طريق “تويتر” خلال الشهور المقبلة !

بعيدًا عن “ماسك” .. تحديات عالمية في طريق “تويتر” خلال الشهور المقبلة !

وكالات – كتابات :

نشر موقع (أكسيوس) الإخباري الأميركي تقريرًا أعدَّته مراسلته المتخصصة في شؤون التكنولوجيا؛ “آشلي غولد”، والتي تتناول فيه التحديات العالمية التي يواجهها موقع التواصل الاجتماعي؛ (تويتر)، سواءً استمر “إيلون ماسك” في صفقة الاستحواذ على الشركة أم لم يستمر.

تبدأ الصحافية التي تُغطي الهيئات التنظيمية وشركات التكنولوجيا الكبرى تقريرها؛ فتقول إن موقع التغريدات القصيرة؛ (تويتر)، الذي أضعفته وأربكته أشهرٌ من الصراع، يواجه مجموعة من المشكلات العالمية التي لن تنتظر حتى تقرر محكمة بولاية “ديلاوير”؛ مصير صفقة الاستحواذ التي أبرمها “إيلون ماسك”.

وتوضح الكاتبة أن أيًّا كان مَنْ سيمتلك المنصة في نهاية المطاف، يظل (تويتر) هو المحور الأساس لنقل الأخبار في العالم، وتؤثر سياساته بشأن الانتخابات والتطرف والمعلومات المضللة والمضايقات والرقابة على المليارات من الأشخاص في جميع أنحاء العالم وفي “الولايات المتحدة”.

أبرز المشكلات الناجمة عن سياسة “تويتر”..

وتسرد الكاتبة العناصر الأساسية في قائمة (تويتر) الطويلة للمشكلات الناجمة عن السياسة التي تنتهجها الشركة على النحو الآتي:

01 – مواجهة مع الحكومة الهندية..

أشارت الكاتبة إلى أن موقع (تويتر) رفع دعوى قضائية ضد الحكومة الهندية؛ في وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر، واصفًا أوامر الحكومة الهندية بإزالة بعض المحتويات والحسابات بأنها: “تعسفية” و”غير متناسبة”، وفقًا لوثيقة محفوظة اطَّلعت عليها صحيفة (واشنطن بوست).

و”الهند”؛ هي رابع أكبر سوق على (تويتر)، لكن قواعد وسائل التواصل الاجتماعي الصارمة التي تُفرضها “الهند” على نحوٍ متزايدٍ، والتي تهدف إلى قمع المعارضة، جعلت ممارسة الأعمال التجارية أمرًا صعبًا في “الهند”، وينقل التقرير عن؛ “غاستن شيرمان”، زميل في “المجلس الأطلسي”، قوله: “سيتعامل (تويتر)، على الأقل خلال السنوات العديدة المقبلة، مع حكومة هندية مهتمة للغاية بإخضاع جميع أنواع شركات التكنولوجيا، بما في ذلك (تويتر)، لمَنْ هم في السلطة”.

تواجه (تويتر) أيضًا تحدياتٍ جديدةً من قواعد المحتوى الصارمة في دول أخرى مثل: “الهند واليابان وروسيا وتركيا وكوريا الجنوبية”.

02 – التلاعب بالمنصة من جانب الجهات الأجنبية..

تنقل الكاتبة عن “غاريد هولت”، كبير مديري الأبحاث في “معهد الحوار الإستراتيجي”، قوله إن العمليات المعلوماتية التي ترعاها الدولة، والتي تهدف إما إلى تعزيز مرشَّحين معينين أو تأجيج قضايا معينة لا تزال مشكلة تُطل برأسها على (تويتر).

وتُلفت الكاتبة إلى إدعائها بإخفاق موقع (تويتر) ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى؛ في مواكبة جهود الدعاية الروسية المتطورة حول غزوها لـ”أوكرانيا”، وفقًا لبحث حديث نشرته صحيفة (واشنطن بوست)، وتزعم “هولت” إنه يتوقَّع أيضًا أن تستمر العمليات المعلوماتية في استهداف الانتخابات الأميركية في دورة التجديد النصفي لعام 2022.

03 – المعلومات المُضللة والتحريض على العنف من جانب القادة..

وتنتقل الكاتبة للمشكلة الثالثة والمتمثلة في نشر قادة العالم والمسؤولين المنتخبين للمعلومات المضللة أو تحريضهم على العنف، فتقول إن سياسة (تويتر)؛ المتعلقة بقادة العالم تفرض على السياسيين معايير مختلفة عن تلك التي تتوفر للمستخدمين الآخرين بسبب المصداقية الإخبارية المتأصلة في تصريحاتهم.

وقد عرَّضها ذلك لانتقادات مستمرة في “الولايات المتحدة”؛ في عهد الرئيس السابق؛ “ترامب”، قبل طرده من المنصة في أعقاب هجوم 06 كانون ثان/يناير، على مبنى “الكونغرس” الأميركي. ويُتوقَّع أن تتضاعف هذه الخلافات في ظل استمرار تحدي السياسيين لنتائج الانتخابات المُثيرة للجدل في “الولايات المتحدة” وخارجها.

تهدف سياسة المنصة إلى تجنب وضع (تويتر) في موقفٍ غير مُريح يتمثل في الاضطرار إلى الفصل في نزاعات نتائج الانتخابات عندما يتحداها القادة، لكن منتقديها يُصرون على أن المنصة يجب أن تفعل المزيد لمكافحة الأكاذيب التي تقوِّض الديمقراطية.

04 – قواعد جديدة في “أوروبا” وإنترنت عالمي مجزَّأ..

تقول الكاتبة إنه من المقرر أن يدخل “قانون الخدمات الرقمية”؛ في “الاتحاد الأوروبي”، حيز التنفيذ هذا الخريف، وهو القانون الذي يضع قواعد جديدة لمنصات التكنولوجيا بشأن إزالة المحتوى غير القانوني أو الضار.

قد يُجبر القانون (تويتر)، إلى جانب منصات عالمية أخرى، على إعادة تشكيل عملياتها في “أوروبا”، وذلك بفضل القيود الجديدة على الإعلانات المستهدفة ومتطلبات الشفافية التي ستُجبر المنصة على أن تكون أكثر وضوحًا بشأن كيفية عملها، كما أن مشروع “قانون الأمان عبر الإنترنت”؛ في “المملكة المتحدة”، الذي يُشق طريقه من خلال البرلمان، سيضع إلتزاماتٍ جديدة على (تويتر).

05 – المضايقات..

وتعرج الكاتبة في محطتها الخامسة على مشكلة المضايقات التي يتعرض لها بعض المشتركين عبر المنصة، لافتة إلى أن (تويتر) بذلت محاولاتٍ ملحوظة للحد من المضايقات على منصتها، لكن المشكلة، التي غالبًا ما تُصيب النساء والصحافيين والأشخاص من أي مجموعات مهمشة حول العالم، لن يُوضع لها حدٌّ قريبًا.

ما بين السطور..

توضح الكاتبة أن القانون الأميركي يمنح الشركات الخاصة كثيرًا من الحرية في التعامل مع قضايا التعبير، لذلك تمكَّن موقع (تويتر) من وضع سياسات جديدة أثناء الأزمات.

يقول “ماسك” إنه يُريد من (تويتر) تعظيم حرية التعبير، وفي حال أمتلك الشركة، فسيكون بإمكانه تغيير قواعدها بسرعةٍ؛ لكن العالم لن يتوقف عن تعريض المنصة لقضايا صعبة. وقال “هولت”: “سواءً تولى إيلون ماسك المسؤولية أم لا، فإن نص التعديل الأول للدستور الأميركي هو نموذج أميركي فريد، والحقيقة قائمة في معظم أنحاء العالم، لا يمكن لـ (تويتر) العمل بوصفها منصة مثالية لحرية التعبير”.

ما تقوله “تويتر”..

وقالت المتحدثة باسم (تويتر)؛ “إليزابيث باسبي”، في بيان: “تواصل (تويتر) التركيز على العمل للحفاظ على سلامة الأشخاص عبر الإنترنت، وحماية وتعزيز الإنترنت المجاني والمفتوح.. إن حماية ازدهار النقاش العام تظل على رأس أولوياتنا”.

في الختام، وحول ما قد يحدث في الفترة المقبلة، تُلفت الكاتبة إلى أن الجمهوريين لطالما اشتكوا من أن (تويتر) ومنصات أخرى متحيزة ضد المحافظين، وإذا فازوا بـ”الكونغرس”؛ في تشرين ثان/نوفمبر، فمن المُرجح أن يضغطوا على (تويتر) لإعادة “ترامب” للمنصة، وتخفيف قواعد المحتوى الخاصة بها.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة