7 أبريل، 2024 3:31 م
Search
Close this search box.

بعيدًا عن الحلول الأمنية .. كيف تغلبت “فيلفورد” عاصمة الجهاد في أوروبا على موجة التشدد ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

ذهب 117 شخصًا بلجيكيًا إلى “العراق” و”سوريا”، خلال فترة تمدد تنظيم (داعش) الإرهابي، وإنضموا إلى صفوفه، حاربوا وقتلوا عشرات بل مئات، قتل بعضهم بينما يبقى مصير كثيرين منهم مجهولاً.

دفعت مدينة “فيلفورد” البلجيكية ثمن التشدد غاليًا؛ إذ إنضم 28 شابًا من سكانها إلى التنظيم المتشدد، لكن عمدتها، “هانز بونتي”، الذي كان قد أُنتخب للتو، قرر إتباع طريقة جديدة مختلفة عن التتبع الأمني والحلول التقليدية، إذ تعامل مع مشكلة التشدد بمنظور اجتماعي وإنساني.

وعرفت المدينة، التي يبلغ عدد سكانها 24 ألف نسمة فقط، بأنها عاصمة الجهاد في “أوروبا”، بحسب وصف صحيفة (لا بانغوارديا) الإسبانية.

لكن بعد مرور عام واحد تمكنت “فيلفورد” من السيطرة على هذه الظاهرة من خلال إشراك السكان في حل الأزمة والدعوة إلى التكاتف ونشر فكرة أن كل فرد في المجتمع يلعب دورًا مهمًا، وأحدثت هذه الأفكار، والتجربة البلجيكية الفريدة، ضجة في العالم كله، ووصلت إلى مسامع الرئيس الأميركي السابق، “باراك أوباما”، الذي قام باستضافة العمدة، “بونتي”، عام 2015، كي يشرح له الخطوات التي سار وفقها في تنفيذ خطته.

أجرت الصحيفة الإسبانية حوارًا مع “بونتي”؛ على خلفية مشاركته في سلسلة ندوات “السلام والحرب”، التي تنظم خلال هذه الفترة في “إسبانيا”.

إلى الحوار..

منذ 6 سنوات..

“لا بانغوارديا ” : متى عرفت أن المدينة تشهد موجة تشدد ؟

“بوانتي” : عرفت منذ 6 أعوام.. إذ تلقيت استدعاء من جهاز المخابرات أخبرني فيه بالأمر، كنت أشك في أن شيئًا ما يحدث، لكن كانت هذه هي المرة الأولى التي أعرف فيها بأمر اختفاء 28 شابًا من سكان المدينة، بعضهم أصبحوا قادة للجهاديين الأجانب في صفوف (داعش).

لا يمكن حماية المجتمع بالشرطة فقط..

“لا بانغوارديا” : تثار قضية محاربة التشدد بتشديد الأمن، لكنك قررت القيام بأمر مختلف، كيف ؟

“بوانتي” : لقد كنت أقوم بأعمال اجتماعية وتعلمت منها أنه لا يمكن حماية مجتمع ما فقط بسلاح الشرطة، بل على العكس في بعض الأحيان يشكل عنصر الأمن جزءًا من المعضلة.. كثيرون ينظرون إلى هؤلاء الشباب بصفتهم قوى إرهابية، لذا يجب تحريك الشعب وحثه، لأن الجماعات المتطرفة تعمل وكأنها طائفة، دائمًا يقومون بغرس الأفكار المتشددة في عقول الشباب، فيقنعونهم بأن عليهم مسؤولية الجهاد في “سوريا” حتى يجعلونهم يتخيلون أنهم سوف يصبحون أبطالاً إذا ما شاركوا في القتال، كما يقومون بإبعاد الشاب عن أصدقاءه وعائلته، لذا كان علينا استغلال هذه العملية.

المسؤولية المجتمعية..

“لا بانغوارديا” : كيف تمكنتم من القضاء على التشدد والتطرف في المدينة ؟

“بوانتي” : قمنا بزيارة كل الأشخاص الذين نخشى من تجنيدهم لإقناعهم بأن عليهم فعل شئ من أجل التغلب على مشاعر الإحباط، واستخدمنا معهم هذا الخطاب لإقناعهم بأن مسؤوليتهم الحقيقية يجب أن تكون في مدينتهم، “فيلفورد”، وقمنا بتحميلهم بعض المسؤوليات، مثل إعطاءهم مفاتيح المدارس كي يقوموا بتنظيم أنشطة رياضية للطلاب، كما تواصلنا مع أمهاتهم وطلبنا مساعدتهن، نظرًا للصلة القوية بين الأم وأبناءها.

“لا بانغوارديا” : هل تقع على المجتمع مسؤولية مجتمعية ؟

“بوانتي” : هؤلاء الشباب ليسوا مختلفين عنا أو قوى متشددة، إنهم أبناءنا، ولدوا وتربوا هنا، لكن هناك كثير منهم متخبطون.. أتذكر أحدهم قرر السفر إلى “سوريا” بعد أداءه للامتحان الأخير في المعهد، ذلك بعدما تعرف على أشخاص أقنعوه بأنه لن يحصل على مستقبل جيد في بلده، وكانت النتيجة أنه قتل في “العراق” بعد شهرين أو ثلاثة، إنه ليس أمرًا طبيعيًا أن يعاني 10% من الشباب من البطالة في مدينة مزدهرة مثل، “فيلفورد”، و90% منهم من المهاجرين أو أبناءهم.

عنصرية بنيوية..

“لا بانغوارديا” : وهل تعتبر هذا الأمر عنصرية ؟

“بوانتي” : إنها عنصرية بنيوية.. يعاني كثير من الشباب في الدول الغنية، يتعرضون لضغوطات كثيرة تجعلهم يصابون أحيانًا بالإحباط، وهو الثغرة التي يتغلغل من خلالها التشدد، لكن عندما ننظر إلى السيرة الذاتية لهؤلاء الشباب، وخاصة من أصبحوا منهم قادة نجد أنهم يعملون في مجموعات عمل، يتحدثون لغات متعددة، يتمتعون بالمرونة وحب العمل، والشجاعة إنهم إناس موهوبون حقًا، لكنهم يستغلون طاقاتهم من أجل تحقيق غاية دنيئة، لكن عن الجانب الآخر هذا يجعل من الممكن تحويل مسارهم إلى الأفضل، لذا كنت أصر على التواصل معهم، لأخبرهم بأنني أثق في قدراتهم، لكن من بين المشكلات الصعبة هي كيف يمكن التعامل مع الأطفال الذين أنجبوهم في فترة الإنضمام إلى التنظيم، لدينا 25 طفلاً.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب