8 أبريل، 2024 12:37 ص
Search
Close this search box.

بعودة الضربات الإيرانية على “كُردستان” .. القضية أمام حلين إما التدويل أو نشر القوات على الشريط الحدودي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

رغم استنكار “بغداد” و”أربيل”؛ لضربات “طهران” بالصواريخ و”المُسيّرات” ضد أحزاب كُردية معارضة في “إقليم كُردستان العراق”، عاود (الحرس الثوري) الإيراني؛ الثلاثاء، استهداف مواقع قرب الإقليم.

وكالة (تسنيم) للأنباء شبه الرسمية، ذكرت أن (الحرس الثوري) استهدف؛ الثلاثاء، من يقول إنهم: “إرهابيون” في “إقليم كُردستان العراق” بصواريخ وطائرات مُسيّرة انتحارية.

ونقلت (رويترز)؛ عن الوكالة الإيرانية، أنه تم استهداف: “قاعدة جماعة إرهابية انفصالية؛ قرب كركوك، تُعرف باسم حزب (الحرية الكُردستاني) بصواريخ وطائرات مُسيّرة انتحارية”.

وتُبرر “طهران” هجماتها على مقار من سمتهم بالإرهابيين؛ بأنها جاءت بعد تحذيرات وجهتها لكل من “بغداد” و”أربيل” عبر القنوات الدبلوماسية خلال اجتماعات أمنية وسياسية مشتركة؛ من مغبة استمرار نشاطات هذه الجماعات المعارضة لـ”طهران”، بحسب ما ذكر بيان لـ (الحرس الثوري) الإيراني.

وقال البيان الذي نشرته وسائل الإعلام الإيرانية؛ إن: “الجانب العراقي لم يُنفّذ وعوده بشكلٍ عملي ومؤثر، ونحن من جانبنا لم نعّد نتحمل هذا الوضع وتجاوز خطوطنا الحمراء”.

وأشار البيان إلى أن: “أعضاء التنظيمات الانفصالية بالإقليم شاركوا في أعمال الشغب التي شهدتها إيران أخيرًا، لا سيما في تنفيذ عمليات القتل وحرق وتدمير الممتلكات العامة والخاصة وإدخال السلاح إلى البلاد”، منذ وفاة الشابة الكُردية؛ “مهسا أميني”؛ (22 عامًا)، التي توفيت أثناء احتجاز “شرطة الأخلاق” لها؛ في 16 أيلول/سبتمبر.

ضربات بطائرات مُسيّرة..

ويأتي الهجوم الجديد بعد يومين من هجوم مماثل؛ وقال مسؤول عسكري كُردي عراقي ومسؤول محلي في الشرطة؛ لوكالة الصحافة الفرنسية، إن ضربات بطائرات مُسيّرة استهدفت حزب (الحرية الكُردستاني) الإيراني في محيط “ألتون كوبري”؛ بالقرب من “كُردستان العراق”.

بدوره؛ قال المتحدث باسم هذا الفصيل؛ “خليل نادري”: “اتخذنا احتياطاتنا وأفرغنا المباني ولم تقع إصابات”.

إدانة من “بغداد” و”أربيل”..

الثلاثاء 22 تشرين ثان/نوفمبر 2022، جددت الحكومة العراقية رفضها وإدانتها للقصف الإيراني، وأوضح بيان لـ”وزارة الخارجية” العراقية: “أن الهجمات المُتكررة التي تُنّفذها القوات الإيرانية والتركية بالصواريخ والطائرات المُسيّرة على إقليم كُردستان، تُعد خرقًا لسّيادة العراق، وعملاً يُخالِف المواثيق والقوانين الدولية التي تُنَظم العلاقات بين البُلدان كما يُخالف مبدأ حُسن الجوار الذي ينبغي أن يكون سببًا في الحرص على القيام بالعمل التشاركي الأمني خدمة لجميع الأطراف”.

كما أدانت حكومة “إقليم كُردستان”؛ القصف الإيراني، ووصفته بأنه انتهاك: “يمس سيادة العراق”، داعية إلى وقف هذه الحملة ضد “إقليم كُردستان”، مشيرة إلى أن الاستقرار لن يتحقق من خلال العنف على الإطلاق. كما دعا البيان أصدقاء وشركاء حكومة “إقليم كُردستان” في “بغداد” و”الأمم المتحدة” والمجتمع الدولي عامة، إلى اتخاذ موقف واضح وصريح تجاه الاعتداءات الإيرانية المستمرة.

نشر قوات وجلسة برلمانية مغلقة..

وفي أول تعليق من جانبه؛ أكد رئيس الوزراء العراقي؛ “محمد شيّاع السوداني”، الثلاثاء، أن بلاده ترفض رفضًا قاطعًا أي اعتداءات عليها؛ سواء من جانب “تركيا” أو “إيران”.

وقال “السوداني”؛ خلال مؤتمر صحافي، إن: “أي اعتداء على الأراضي العراقية مرفوض رفضًا قاطعًا من الحكومة، سواء من جانب تركيا أم إيران”.

وأضاف “السوداني”: “سننشر قوات في بعض المناطق بشمال العراق لدحض الحجج بشأن عدم وجود قوات في هذه المناطق، ولا نسمح بإعطاء موافقة لضرب الأراضي والحدود العراقية”، مشيرًا إلى أن “العراق” طلب دراسة لإنهاء معوقات انتشار القوات العراقية مع دول الجوار.

وهو ما كان قد دعا إليه الأمين العام لـ (عصائب أهل الحق)؛ “قيس الخزعلي”، الذي يُعد من أهم أطراف (الإطار التنسيقي) الحاكم: “الحكومة العراقية؛ إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحفظ الأمن والاستقرار، عبر تمكين القوات الأمنية الاتحادية من بسط سيطرتها على الحدود والقيام بواجباتها في تأمينها”، مضيفًا في تغريدة له عبر (تويتر)؛ أن هذا الإجراء هدفه: “منع استخدام الأراضي العراقية منطلقًا للاعتداء على دول الجوار”، مؤكدًا ضرورة: “تجهيز وتطوير منظومة الدفاع الجوي العراقية لحماية الأجواء من الانتهاكات المتكررة”.

ويبدو أن نية “إيران” تتجه نحو شن عملية عسكرية برية شمال “العراق” بداعي وقف تسلل الجماعات المعارضة الكُردية الإيرانية.

وعقد “البرلمان العراقي”، أمس الأربعاء، جلسة مغلقة لمناقشة: “حفظ سيادة العراق” في أعقاب القصف الإيراني المتكرر على “إقليم كُردستان العراق”.

وفود.. ومذكرة لـ”الأمم المتحدة”..

وسبق؛ وأن أعلن وزير الخارجية العراقي؛ “فؤاد حسين”، أن الحكومة قررت إرسال وفد عسكري وسياسي رفيع إلى “طهران” برئاسة مستشار الأمن القومي؛ “قاسم الأعرجي”، لإقناع السلطات الإيرانية بوقف هذه الهجمات.

وقال “حسين”؛ خلال اجتماع مع “لجنة العلاقات الخارجية”؛ في “مجلس النواب”، إن “العراق” قدم مذكرة احتجاج لـ”الأمم المتحدة” وطالبها بوضع حدٍ للانتهاكات التركية والإيرانية، داعيًا: “المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات ملموسة لوضع حدٍ لكل الاعتداءات العسكرية على العراق”.

وهو ما أكدت عليه رئيسة كتلة الحزب (الديمقراطي الكُردستاني) النيابية في البرلمان العراقي؛ “فيان صبري”، ضرورة أن تنقل الحكومة العراقية ملف القصف الإيراني إلى “الأمم المتحدة”.

وسبق وأن نقلت وكالة (آسوشيتد برس) عن مسؤولين عراقيين؛ أن مسؤولاً عسكريًا إيرانيًا بارزًا زار “بغداد” أخيرًا؛ وهدد بشن عملية عسكرية برية شمال “العراق”، إذا لم يقم الجيش العراقي بتحصين الحدود المشتركة بين البلدين لمنع تسلل جماعات المعارضة الكُردية الإيرانية.

بداية لدخول “إيران” الأراضِ العراقية..

تعليقًا على ذلك؛ يرى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة المستنصرية؛ “عصام الفيلي”، أن: “القصف يُشكل بدايةً لدخول إيران إلى الأراضي العراقية”، فيما رجح أن تلجأ “بغداد” إلى تدويل القضية.

وقال “الفيلي” إن: “القصف بداية لدخول إيران في كثير من الأراضي، لأن الجانب الإيراني يعتقد بضرورة أن يكون وجوده في العراق مشابهًا للوجود التركي داخل الأراضي العراقية، على رغم قولهم إننا لا نُريد تمزيق وحدة العراق، إلا أننا سنواجه التهديدات بكل السُبل”.

تستخدمها كورقة تفاوضية..

وأضاف “الفيلي” أن: “إيران ترغب في جعل الورقة الكُردية ورقة تفاوضية أمام المجتمع الدولي، لكن السؤال هل يذهب العراق باتجاه الشكوى أمام المحاكم الدولية ؟.. وهل سيكون هناك تحرك دولي في هذا الموضوع مع بروز مشكلات عدة مثل القضية الأوكرانية وموضوع النفط والغاز؛ التي تواجه المجتمع الأوروبي”.

ورجح أن تتحرك بعض الجهات الكُردية مثل: حزب (الحياة) وحزب (العمال الكُردستاني)؛ إذا دخلت “إيران” في مواجهة داخل الأراضي العراقية، وقد يكون لحزب (العمال) عمليات داخل الأراضي الإيرانية، لا سيما أنهم يمتلكون: 20 ألف مقاتل قد يتحركون في حال حدوث أي تدخل إيراني بـ”العراق”.

معتبرًا أن الحل يكمن بوجود قوات اتحادية على طول الحدود “العراقية-الإيرانية”؛ بالاتفاق مع قوات (البيشمركة)، مُرجحًا أن يكون هدف التلويح بالدخول داخل الأراضي العراقية وسيلة ضغط تستخدم على “إقليم كُردستان” للسماح للقوات العراقية بالدخول إلى الإقليم.

يمكن في حالة وجود قرار أممي..

وحول التدويل، يقول “الفيلي” إنه: “يمكن إذا كان هناك قرار أممي بنشر قوات على طول الحدود (العراقية-الإيرانية-التركية)”، لافتًا إلى أن هناك نشاطًا للحركات الكُردية بمناطق “كُردستان” الشرقية والغربية والشمالية، ولم يستطع أي نظام التقليل من القوى الثورية في هذه المناطق لدرجة أن الرئيس العراقي السابق قدم نصف “شط العرب”؛ لـ”إيران”، عام 1975، وفي عام 1979 عاد نشاط الحركات الكُردية بسبب وعورة تلك المنطقة والبُعد القومي الذي تتحرك على أساسه.

بسبب عدم التحرك العراقي والمجتمع الدولي..

من ناحية ثانية؛ أكد الباحث بالشأن الكُردي؛ “عبدالسلام برواري”، أن: “المسؤولين الإيرانيين لوحوا بالدخول إلى الأراضي العراقية؛ رغم عدم وجود مبررات لذلك”، مشيرًا إلى أن: “عدم تحرك الجانب العراقي والمجتمع الدولي شجعهم على ذلك”.

وقال “برواري”: “إن المسؤولين الإيرانيين يتحدثون بكل صراحة عن أنهم سيدخلون الأراضي العراقية، على رغم عدم وجود أي مبرر لكونهم واثقين من أن رد الحكومة العراقية لن يكون الرد المطلوب”، لافتًا إلى أن: “الجانب الإيراني يُحاول إفتعال أزمة للحصول على مكاسب ليظهر للداخل أن الحكومة قوية”.

لافتًا إلى أن: “دخول إيران إلى الأراضي العراقية متوقف على موقف بغداد والمجتمع الدولي، والتردد العراقي سيُشجع الإيرانيين على ذلك”، لافتًا إلى أن: “القوات الإيرانية دخلت خلال تسعينيات القرن الماضي؛ الأراضي العراقية ووصلت إلى مشارف أربيل قرب مدينة كوسنجق؛ التي تبُعد: 120 كيلومترًا عن محافظة أربيل”، مُبّديًا: “عدم استغرابه من دخول إيراني مجددًا”.

واعتبر “برواري”؛ أن: “من واجب الدولة الحفاظ على الحدود العراقية وسلامة المواطنين”، مشيرًا إلى أن قوات حرس الحدود تتمركز على بُعد: 30 كيلومترًا من الحدود. واستبعد وجود نشاط لقوى مناهضة لـ”إيران” على الحدود الإيرانية رغم وجود عشرات آلاف الأكراد في مناطق قريبة من الحدود، لافتًا إلى أن: “الأكراد الإيرانيين لجأوا إلى العراق منذ سبعينيات القرن الماضي، وأقاموا بمعسكرات بإشراف الأمم المتحدة”، مبينًا أن لديهم تنظيمات في المخيمات؛ لكنها لا تُمارس العنف كون الأحزاب الكُردية تعهدت منذ عام 1992؛ بأنها لن تقوم بأي أعمال تُعطي مبررًا لـ”إيران” للتدخل.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب