18 أبريل، 2024 1:34 ص
Search
Close this search box.

بعضوية “إماراتية-بحرينية” وتمويل إسرائيلي .. “كوشنر” ينشيء “مؤسسة السلام الإبراهيمي” لخدمة تل أبيب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

لعب “غيرارد كوشنر”، صهر الرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترامب”، دورًا فعالًا في توقيع اتفاق “إبراهيم”، بين “الكيان الصهيوني” والدول العربية بالمنطقة، وهو يُفكر في الوقت الراهن بإنشاء “مؤسسة” تحفظ ميراثه في هذا المجال.

والحقيقة أنه يهدف، بإنشاء هذه المؤسسة إلى استمرار مساعيه الرامية إلى جذب جميع الدول العربية في المنطقة، للتطبيع مع “إسرائيل”. بحسب صحيفة (وطن آمروز) الإيرانية.

أكتفى بهذا الإنجاز !

وقد تم التوقيع على اتفاق “إبراهيم”، بين “الكيان الصهيوني” و”الإمارات” و”البحرين”، تمهيدًا للتطبيع، في أيلول/سبتمبر الماضي، بالتوازي مع الأيام الأخيرة في عمر إدارة “ترامب”.

وبحسب وسائل الإعلام الأميركية والمحليين؛ فلم يكن هذا إنجاز “ترامب” الوحيد؛ على مجال السياسة الخارجية الأميركية، وإنما سعى إلى إبرام اتفاق مع (طالبان) في “أفغانستان”، ومع “كوريا الشمالية”؛ بخصوص نشاطها النووي، ومع “إيران”، على خلفية نشاطها الصاروخي والنووي، وأخيرًا التوفيق بين الفصائل الفلسطينية للقضاء على مشكلة، “إسرائيل-فلسطين”، حيث أكتفى، بهذا الاتفاق، واعتبره أكبر إنجازاته على صعيد السياسات الخارجية الأميركية.

مؤسسة “اتفاق السلام الإبراهيمي”..

ووفق المنشور؛ اسم المؤسسة: “اتفاق السلام الإبراهيمي”، وهي مؤسسة غير حزبية وغير انتفاعية، تعتمد على المساعدات المالية الشعبية.

ومن المقرر؛ بحسب “كوشنر”، أن يتم إطلاق المؤسسة بالتعاون مع، “آفي بركوفيتز”، سفير “إسرائيل” في “واشنطن”، ونظيراه الإماراتي، “يوسف العطية”، والبحريني، “عبدالله آل خليفة”، برعاية وزير الخارجية الإسرائيلي، “جابي إشكنازي”.

لكن الملاحظة الأساسية؛ هي الداعم المالي للمؤسسة، ومن المقرر أن يكون، استنادًا للأخبار المنشورة، “حاييم سابان”، الملياردير اليهودي الأميركي.

والطريف في المسألة؛ أن “سابان”، ديمقراطي، وكان يُغدق بالمساعدات المالية على الحملات الانتخابية للديمقراطيين، لكنه سيتعاون في هذا المشروع مع، “كوشنر”، صهر الرئيس الأميركي الجمهوري السابق. واستفادة “كوشنر”، من “حاييم”، تعكس مساعيه في البحث عن وسيلة تخلد اسمه في تاريخ العلاقات “الفلسطينية-الإسرائيلية”.

التخوف من “بايدن”..

وبعد التوقيع على اتفاق “إبراهيم”؛ وفوز التيار الديمقراطي بالرئاسة الأميركية، أضحى التخوف الأساس للجمهوريين؛ وشخص “كوشنر”، من نسبة هذا الاتفاق إلى الديمقراطيين، بسبب تقارب “بايدن” من اللوبي الصهيوني في “واشنطن”، وتجاهل اسمه كأول شخص استطاع تطبيع علاقات الدول العربية مع “إسرائيل”، لاسيما بعد دعم، “بايدن”، لاتفاق “إبراهيم”.

لكن “كوشنر”، بإنشاء هذه المؤسسة؛ ولفت إنتباه الديمقراطيين، يستطيع تخليد اسمه للأبد. مع هذا لم تتضح بعد؛ ماهية أعضاء الهيئة الإدارية للمؤسسة، لكن وكما تُشير الأخبار؛ من المقرر أن تشمل القائمة، بخلاف الأعضاء الرئيسيين، مندوبون عن: “مراكش” و”السودان”.

ويراعي المؤسسون ضم عدد كبير من السياسيين الديمقراطيين، على نحو يضمن تنفيذ أهداف المؤسسة، بغض النظر عن توجهات الإدارة الأميركية السياسية. وقد تقرر أن يكون منصب المدير التنفيذي من نصيب، “روب غرينوي”، مستشار الأمن القومي البارز لشؤون الشرق الأوسط في إدارة “ترامب”.

هل يستمر الديمقراطيون في طريق “كوشنر” ؟   

رغم الحملة الإعلامية، تعليقًا على إنشاء مؤسسة: “سلام إبراهيم”؛ لا يبدو الديمقراطيون بحاجة إلى “كوشنر”، لاستمرار دعم “إسرائيل” أو اتفاق السلام “العربي-الإسرائيلي”.

مع هذا؛ يسعى “كوشنر”؛ إلى تقديم نفسه كنابغة في عالم السياسة الخارجية، وأنه نأى بنفسه عن “ترامب”. ولذلك أعلن المتحدث باسمه، مؤخرًا، أنه لا يستشر صهره في قضايا السياسة الخارجية، وفي الوقت نفسه كتب مخاطبًا “بايدن”، عبر صحيفة (وول استريت جورنال)؛ أنه على استعداد لإبداء الرأي والمشورة؛ فيما يخص مشكلات الشرق الأوسط.

ووصف “كوشنر”، في مقاله؛ الأزمة بين “الكيان الصهيوني” والفلسطينيين؛ على مدى عقود: بـ”المشكلة”، وأنها: “مجرد خلاف على الأرض”، وأكد أن “سلام إبراهيم”، (يهييء طاولة المفاوضات)، لاستعراض: “فرق منطقة الشرق الأوسط”؛ ويكفل أمن “الولايات المتحدة”؛ ويساعد المنطقة على أن تطوي صفحة الصدامات وعدم الاستقرار.

لكن الجملة المثيرة للتعجب؛ والتي تعكس مدى النظرة السلبية في التعامل مع أعقد مشاكل صراعات القرن، هي: “عودة السلام في الشرق الأوسط ممكن؛ بشرط واحد هو أن يتخلى الشعب عن (الإرهاب)” (!!). واستعرض هذا النبوغ الذاتي على صعيد السياسة الخارجية، وتبسيط الأزمات الدولية، باعتباره خلاف على أملاك، لا يصنع بالطبع من “كوشنر”، نابغة دولية، لكن مؤسسته قد تُمثل عامل محرك للديمقراطيين في تقديم المزيد من الدعم لـ”الكيان الصهيوني”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب