9 أبريل، 2024 10:52 م
Search
Close this search box.

بعد 8 سنوات .. “تركيا” لم تُعد ملجأ للسوريين .. ومواجهة مستقبل “سوريا” المظلم حتمية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

لم تعد “تركيا” أرضًا مناسبة لكثير من اللاجئين السوريين، بعدما انعكست الأزمة الاقتصادية، التي تمر بها، على أوضاع اللاجئين، إذ شهدت خلال الفترة الأخيرة ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار؛ وبلغت نسبة الزيادة 20%، كما تباطأ النشاط الاقتصادي بشكل ملحوظ، وهو ما ساهم في تعقيد أوضاع اللاجئين، الذين يعمل أغلبهم في الاقتصاد الموازي ويتقاضون رواتب أقل ممن يحصل عليها التركيين، وعلى الجانب الآخر تراجع ترحيب الشعب التركي بالفارين من “الحرب السورية”، حيث أظهر استطلاع رأي، أجري العام الماضي، أن 60% من الشعب التركي يرفضون سياسة الأبواب المفتوحة التي تتبعها حكومة الرئيس، “رجب طيب إردوغان”؛ منذ بداية الحرب، في 2011، وبناءً على هذه النتائج قد يصبح “إدروغان” في موقف لا يُحسد عليه في الانتخابات، المقرر إنعقادها بحلول شهر آذار/مارس القادم.

واستقبلت “تركيا” حوالي 3.5 مليون لاجئين سوري، منذ عام 2011، وأنفقت حوالي 30 مليار يورو؛ تكلفة استقبالهم وإحتواءهم على مدار 8 أعوام.

وأمام هذه الأوضاع بدأت الحكومة، منذ عام 2017، إطلاق مبادرات تستهدف إعادة السوريين إلى ديارهم، وبحسب بيانات “وزارة الداخلية التركية”، فإن حوالي 295 ألف سوري رجعوا إلى بلدهم، لكن “المفوضية العليا لشؤون اللاجئين”، التابعة لـ”الأمم المتحدة”، أعلنت أن عدد العائدين 48660 فقط.

الأطباق السورية وسيلة لكسب الرزق..

وصل أكثر من 60 لاجيء، الخميس الماضي، إلى الحدود السورية بعدما أقلتهم حافلتان؛ في إطار مبادرة مجلس بلدية “إسن يورت”، الواقعة بمدينة “إسطنبول”، التي إمتلأت باللاجئين السوريين حتى تحولت أجزاء منها إلى نماذج مصغرة من “سوريا”، واعتمد كثير منهم تقديم الأطباق السورية الشهية من أجل كسب الرزق، وهناك أمام مسجد “سرحان تيريث” العديد من المطاعم السورية أبرزها؛ “الحمصي” الذي يقدم الأطباق الرئيسة التي يعدها السوريون في مدينة “حمص”، و”أنس” المشهور بالدجاج المقلي على طريقة سكان مدينة “حلب”، أما “غازة” يقدم الفلافل؛ إلى جانب مطاعم أخرى متخصصة في المطبخ السوري، كُتب اسمها بأحرف عربية، التي يجهلها أغلب الشعب التركي، إذ يعيش حوالي 60 ألف لاجيء سوري في “إسن يورت”، التي يبلغ عدد سكانها 850 ألف.

الشوق وضيق الحال الدافع وراء العودة..

يعتبر “حسام”، الذي فر من مدينة “حلب” بسبب الحرب، واحدًا من السوريين الذين سوف يغادرون الأراضي التركية، بينما حزمت أخته، التي تبلغ من العمر 4 أعوام ونصف، أمتعتهم والقليل من الطعام في أكياس مصنوعة من الرافية، وقال قبل أن يستقل الحافلة التي سوف تنقله إلى الحدود السورية، ومعه 600 آخرين: “على مدار 3 أعوام؛ عشنا في تركيا في ظل أحوال جيدة، لقد ساعدنا التركيون ورحبوا بنا، لكن في الفترة الأخيرة شهدت الأسعار ارتفاعًا كبيرًا، ومنذ عدة أشهر وأنا أبحث عن عمل دون جدوى، لذا تناقشنا حتى دفعنا الشوق إلى قرار العودة”.

وقال “محمد”، الذي رفض ذكر اسمه الحقيقي، إنه كان يعمل في مصنع لإنتاج أدوات النظافة، وكان يحصل على 1600 “ليرة” شهريًا، (261 يورو)، بينما أستأجر شقة مقابل 600 ليرة، لكن ارتفاع الأسعار جعل من الصعب عليه الإنفاق على أسرته المكونة من 4 أفراد.

عودة ثلث اللاجئين من “إسن يورت”..

صرح عمدة (إسن يورت)، “علي مراد العتيبي”، بأن: “كثير من السوريين تمكنوا من شراء منازل وبدء مشروعاتهم الخاصة أو إنخرطوا في النظام التعليمي؛ ويحاولون كسب الرزق، وجميعهم تمكنوا من الإندماج على نحو جيد مع المجتمع التركي”.

وأضاف: “لقد اضطررا إلى تخصيص نسبة، ليست بالقليلة، من الموازنة من أجل إحتواء اللاجئين، لكن، ولحسن الحظ، تحملت الحكومة المركزية العبء الأكبر من النفقات”.

وأشار “العتيبي” إلى أنه منذ بداية العام الجاري، عاد ثلث اللاجئين الذين كانوا يقيمون في “إسن يورت” إلى بلدهم، وأوضح: “بينما يوسع جيشنا المناطق المحررة ويطهرها من الإرهابيين، فإن المزيد من السوريين سوف يعودون إلى ديارهم”.

ويشير رئيس البلدية إلى مناطق “عفرين والباب”؛ التي إنتزعتها “القوات التركية” و”جماعات سورية” من قبضة تنظيم (داعش) الإرهابي والقوات الكُردية، ويرمي إلى التوقعات التي تشير إلى احتمالية تدخل “تركيا” في الهامش الشرقي لـ”نهر الفرات”، بعد انسحاب القوات الأميركية.

وحتى الآن؛ تم تسكين أغلبية العائدين في تلك المناطق؛ حيث يسكنون في بيوت آخرين نزحوا إلى مناطق أخرى، أو في المنازل التي أقامتها لهم شركات تركية.

مستقبل مجهول..

يخشى جزء من اللاجئين السوريين، في “تركيا”، من العودة إلى ديارهم التي وقعت بين نار النظام السوري وجحيم الجماعات المسلحة، وأشار “علي”، الذي فر من منزله بمدينة “حلب”، إلى أن “الحرب إنتهت في المنطقة التي هربت منها، ويقولون لنا إنه بات بإمكاننا العودة”.

ورغم أن الأوضاع الأمنية في “سوريا” شهدت تحسنًا، ودعت حكومة “دمشق”، اللاجئين، إلى العودة، إلا أن القلق بشأن ما قد يحمله المستقبل لا يزال يؤرق من اضطروا إلى إتخاذ قرار الرجوع إلى الديار.

وقال “بدري”، الذي جاء إلى “تركيا” قادمًا من مدينة “منبج”، التي يسيطر عليها الأكراد؛ “ماذا سنفعل هناك ؟.. الله سوف يرزقنا”، “لدينا منزلاً في منبج لنرى إذا كان لا يزال قائمًا، وإذا كان قد دُمر سوف نستأجر شقة، وإذا استطعنا الوصول حتى منبج؛ سنذهب، أما إذا كان صعبًا سنبقى ونبحث عن عمل هناك”.

عودة سابقة لأوانها..

قد تكون العودة جاءت مبكرة، إذ وصفت منظمة (ميرسي كوربس) الأميركية، العام الماضي، عودة اللاجئين السوريين بالأمر السابق لأوانه، وذكرت أن “سوريا” منطقة تشهد حربًا، وبها كل أنواع المخاطر، ودمرت البنية التحتية الأساسية اللازمة لحياة المدنيين.

كما حذرت منظمة (هيومان رايتس ووتش) من غياب الشفافية في برامج العودة، بينما ردت الحكومة التركية بأن العائدين يقررون العودة بمحرض إرادتهم، رغم أن حكومة “إردوغان” تسمح لهم بالرجوع إلى الديار بشرط ألا يعودوا إلى الأراضي التركية قبل 5 أعوام، وتقلهم الحافلات إلى منطقة الحدود السورية وتتركهم، ومن ثم يبدأون رحلة طويلة من أجل الوصول إلى مناطقهم، يضطرون خلالها إلى العبور بمناطق تسيطر عليها أطراف مسلحة مختلفة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب