9 أبريل، 2024 11:08 م
Search
Close this search box.

بعد 6 أشهر من تحرير “الموصل” .. نزيفها لم يتوقف ورائحة الجثث تعطرها !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

بعد 6 أشهر من تحرير مدينة “الموصل”، حاضرة محافظة “نينوى”، لا تزال تشكل لوحة كئيبة.. إذ تحولت الكثير من المنازل إلى مقابر بعدما سقطت على رؤوس سكانها، وأضحى ما بقي من حوائط المنازل والفنادق متأثراً بفعل طلقات الرصاص وأنتشر الدمار في كل مكان.

ومن على بُعد تشم رائحة الجثث المتحللة التي ترقد في سلام تحت الأنقاض أو أمام “المسجد النوري”، الذي أعلن منه زعيم تنظيم “داعش” الجهادي خلافته المزعومة في 2014، بحسب صحيفة (البايس) الإسبانية.

وتستمر عملية إنتشال الجثث من تحت الأنقاض بجهود فردية، وتكون أغلبها متحللة وعبارة عن عظام فقط، ويتم نقلهم إلى “مستشفى الموصل العام” ومنها إلى مقابر جماعية، ويبدو أنه لا يزال هناك المزيد من الجثث لم يُعثر على بقاياها.

تضارب في أعداد الضحايا..

هناك تضارب كبير في أعداد الضحايا من المدنيين، فبينما تذكر المصادر الحكومية أن ما يقارب ألفين مدني قتلوا بسبب الغارات والمعارك في “الموصل” وحدها، أعلن التحالف الدولي أنه قتل 817 فقط، بدون قصد، خلال الفترة التي تدخل فيها لدعم القوات المسلحة العراقية.

وخرجت تقارير أخرى تشير إلى أن العدد قد يصل إلى 4800 قتيل وأن البيانات الحكومية أو الصادرة عن التحالف غير دقيقة.

وتم دفن عدد كبير ممن عُثر عليه منهم بدون إستخراج شهادات وفاة، إذ ترى السلطات العراقية ضرورة عمل تحقيقات قبل منحهم الشهادات، بينما لم تشكل لجان للحصر.

على خلفية رائحة الجثث المتعفنة..      

يحاط سكان الموصل القديمة بالفقر والعوز إلى جانب الألم الذي يعتصرهم بعدها فقدوا ذويهم خلال المعارك، وتظهر معالم الدمار الذي خلفته المعارك التي استمرت لعدة أشهر والغارات الجوية التي نفذها التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة “داعش”، ومدافع الهاون التي كان يستخدمها الجهاديون.

وقالت إحدى المواطنات العراقيات المقيمات في المدينة تدعى، “أسما محمد” (30 عاماً)، لوكالة (فرانس برس) الفرنسية: “لا تتوفر لدينا المياه أو الكهرباء، كما أن رائحة الجثث المتعفنة تخنقنا”، وأضافت أنها فقدت زوجها ووالدها في إحدى الغارات وتعتمد على المساعدات لإعالة أبناءها، مؤكدة على أن الغارة التي أزهقت روحهما أستهدفت المدنيين فقط، ولم تمسح المنازل المجاورة التي كان يحتمي بها الجهاديون.

بينما تعرض الشيخ “أبو قتيبة” (59 عاماً)، لنوبة إكتئاب شديد بعدما دمرت المعارك المحل التجاري الذي ورثه عن والده وقضى فيه معظم حياته، إلا أنه قرر إعادة إعماره من جديد بعدما تحسنت حالته، وقال: “لقد عاد الأمان ويجب أن يستمر النشاط الاقتصادي أيضاً”.

وقال تاجر آخر: “يحب علينا التعاون مع قوات الأمن التي بذلت الجهود من أجل تحريرنا، وأن نبلغ عمن نشك فيهم بدلاً من أن نظل أشخاص سلبيين”.

وكانت هذه المنطقة عصية على الأميركان خلال غزو العراق، حتى أنهم صعقوا من حجم المقاومة التي أظهرها أهلها الذين ينتمي كثير منهم إلى جيش الرئيس الراحل، “صدام حسين”، بينما تمكنت مجموعات إرهابية أخرى من فرض سيطرتها على بعض المناطق في المدينة مع مجئ “داعش”.

وقال أحد ضباط الشرطة، فضل عدم ذكر اسمه: “المواطنون يتعاونون معنا ويخبروننا بمعلومات عن أي شخص مجهول في المنطقة، ونأمل أن يستمروا في هذا وإلا قد ينشأ تنظيم جديد شبيه بداعش”.

بينما يرى “مظهر عبدالقادر”، (48 عاماً)، أنه لا يجب الإحتفال بالنصر على “داعش” الآن؛ لأن الأسباب التي تسمح بتجنيد إرهابيين جدد لا تزال قائمة، وأوضح: “نعاني من البطالة والظلم ولا نجد ما نأكله، لذا إذا عرض على أي شخص أن يفجر قنبلة مقابل الحصول على 100 دولار سوف يفعل”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب