4 مارس، 2024 3:52 ص
Search
Close this search box.

بعد 4 سنوات من المقاطعة الدبلوماسية .. زيارة الوفد الأردني لـ”سوريا” تُحرك الماء الراكد بين البلدين !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

للمرة الأولى منذ 4 سنوات تتحرك العلاقات المتجمدة بين “سوريا” و”الأردن”، وذلك بعد زيارة وفد برلماني أردني إلى “دمشق”، يوم الاثنين الماضي، تباحث خلالها مع وزير الخارجية السوري، “وليد المعلم”، العلاقات بين البلدين وآفاق تطويرها، ثم التقى مع الرئيس السوري، “بشار الأسد”.

وقال “المعلم” للوفد، الذي يرأسه النائب، “عبدالكريم الدغمي”، إن العلاقات بين “الجمهوية العربية السورية” و”الأردن” عميقة ويجب تطويرها على جميع المستويات، مؤكدًا أن افتتاح “معبر جابر-نصيب” الحدودي بين “الأردن” و”سوريا” يعتبر من الإنجازات الهامة ويساعد في تسهيل عبور البضائع والمدنيين.

وقالت “وزارة الخارجية السورية”: “ناقش الطرفان أيضًا آخر المستجدات في سوريا والمنطقة، وكيف تغيرت المواقف على الساحتين الإقليمية والدولية”.

وضم الوفد كلاً من البرلماني، “طارق خوري”، ورئيس لجنة الخدمات العامة والنقل، “خالد أبوحسان”، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية، “نضال الطعاني”، ورئيس لجنة السياحة والآثار، “أندريه الحواري”، ورئيس لجنة الطاقة والثروة المعدنية، “هيثم الزيادين”، ورئيس لجنة الحريات العامة وحقوق الإنسان، “عواد الزوايدة”، ومقرر لجنة التحقيق، “مصطفى ياغي”، والنائب، “قيس زيادين”.

إنقطاع العلاقات منذ 2014..

وشهدت العلاقات بين “سوريا” و”الأردن”، خلال السنوات التي تلت عام 2011، تحولات دراماتيكية، وخاصة من الجانب الأردني، ومرت العلاقات بين الطرفين، خلال السنوات الماضية، بعدة محطات كان “الأردن” فيها من داعمي فصائل المعارضة في “الجنوب السوري”، وفي 2014 طردت السلطات الأردنية السفير السوري لدى عمان، “بهجت سليمان”، ولم يتم تعيين خلف له حتى الآن.

لكن عقب سيطرة قوات “الأسد” على جنوبي سوريا، تموز/يوليو الماضي، بدأ “الأردن” البحث عن عودة العلاقات، خاصة بعد فتح “معبر نصيب” الحدودي، الشهر الماضي، الذي يعتبر نافذة “عمان” إلى أوروبا.

وكان رئيس مجلس الأعيان الأردني، “فيصل الفايز”، قد رحب بتعيين النظام السوري سفيرًا له في “عمان” وتبادل السفراء بينهما.

وقال “الفايز”، في مقابلة مع تليفزيون (روسيا اليوم)، الشهر الماضي، إن “الأردن” لا يمانع بوجود سفير سوري ويرحب بوجوده في “عمان”.

تتمسك بإنتمائها القومي العربي..

خلال استقباله الوفد؛ أكد الرئيس السوري، “بشار الأسد”، أن “سوريا” متمسكة بإنتمائها القومي العربي رغم المحاولات التي استهدفت هذا الإنتماء.

وذكرت وكالة (سانا) السورية أن أعضاء الوفد أكدوا “أن نبض الشارع الأردني كان على الدوام مع الشعب السوري في وجه الحرب الإرهابية التي يتعرض لها، لأن سوريا هي خط الدفاع الأول عن كل المنطقة العربية، وانتصارها في هذه الحرب سيكون انتصارًا لجميع الدول العربية في وجه المشاريع الغربية التي تستهدف ضرب استقرارها وتفتيتها خدمة لأمن إسرائيل”.

واعتبر أعضاء الوفد أن “الشعب السوري بإلتحامه مع قيادته وجيشه استطاع إفشال المؤامرات الخارجية لتبقى سورية الصوت العربي الحر المقاوم وقلب العروبة النابض”.

وأكد الرئيس السوري على أن المعركة التي تواجه المنطقة العربية لا ترتبط بـ”سوريا” فقط، إنما هي معركة طويلة تهدف إلى ضرب الإنتماء لدى الإنسان العربي، بحيث تصبح كل المشاريع الخارجية سهلة التحقق والتنفيذ.

وأضاف أن تمسك الشعب والجيش السوري بإنتمائه القومي؛ كان من العوامل الأساسية التي ساهمت في صموده رغم كل المحاولات التي استهدفت هذا الإنتماء.

احتفاء إعلامي أردني بالزيارة..

وتغنت مواقع وصحف أردنية بزيارة الوفد البرلماني الأردني إلى “سوريا” ولقائه برئيس النظام، “بشار الأسد”.

صحيفة (الغد) الأردنية؛ قالت في مقال لها إن “الأسد” أعرب عن تقديره لمواقف المملكة، وإنه دعا إلى عودة العلاقات السورية مع “الأردن” إلى سابق عهدها.

ونقلت صحيفة (الغد) عن نواب قولهم؛ إن “القيادة السورية أبدت موقفًا إيجابيًا تجاه العلاقات مع الأردن، ودعت لعودة العلاقات إلى سابق عهدها، وضرورة إزالة جميع العوائق”.

ولم تعلق الحكومة أو العاهل الأردني على الزيارة بشكل رسمي.

من جهتها؛ عنونت صحيفة (السوسنة) أن “بشار الأسد يحيي الأردن قيادةً وشعبًا”، ونقلت عن النائب، “خالد أبوحسان” قوله: إن “اللقاء مع الأسد كان وديًا”.

في حين أفادت وكالة (عمون) بأن “الأسد” حمّل رئيس الوفد، “عبدالكريم الدغمي”، رسالة شفهية للعاهل الأردني، “عبدالله الثاني”، وقال له: “انقل للملك أنني أتطلع إلى الإمام ولا أتطلع للخلف”.

من جهتها؛ ذكرت “رئاسة الجمهورية السورية”، في بيان أصدرته عقب اللقاء؛ أن “أعضاء الوفد أكدوا أن نبض الشارع الأردني كان دومًا مع الشعب السوري في وجه الحرب الإرهابية”.

واعتبر “الأسد” أن “أهمية زيارات الوفود البرلمانية تنبع من كونها المعبّر الحقيقي عن المواقف الشعبية والبوصلة الموجهة للعلاقات الثنائية بين الدول”.

يصب في خط إعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين..

تعليقًا على اللقاء؛ قال النائب في البرلمان الأردني، “طارق خوري”، أن مجرد القدوم إلى “سوريا” واللقاء مع الرئيس، “بشار الأسد”، يصُب في خط إعادة العلاقات الطبيعية بين “دمشق” و”عمان” بعد سنوات من الجفاء، بسبب الضغوطات التي مارسها حلفاء “الأردن” عليه.

مضيفًا: أن “الوفد شعر بالإرتياح بعد لقاء، الرئيس الأسد، وحديثه عن إدراكه لحجم الضغوطات التي مورست على الأردن، وتأكيده على ضرورة النظر إلى الأمام”.

واعتبر أن إيجابية حديث الرئيس “الأسد”؛ تعكس سلوك المنتصر، الذي ينظر إلى الأمام.

و كشف “خوري” أن الرئيس السوري أكد أن “الوفد البرلماني لن يعود إلى الأردن إلا وقد حلت كافة المسائل التي أثيرت خلال اللقاء، ومنها موضوع النقل البري، والموقوفين الأردنيين في سوريا، الذين سيعودون مع الوفد إلى بلادهم إضافة إلى تمديد مدة فتح المعابر بين البلدين”.

أعطاهم كافة الصلاحيات..

وحول نتائج اللقاء مع وزير الخارجية السوري، “وليد المعلم”، قال “خوري” إن “المعلم” أخبرهم: “أنكم تمثلون الدولة السورية والحكومة السورية أمام الحكومة الأردنية، وتملكون كافة الصلاحيات وحرية التصرف كمفوضين، لمعالجة أي خلاف أو نقطة منغصة للعلاقة بين البلدين”.

وشدد البرلماني الأردني على أن الزيارة التي قام بها إلى “سوريا” تعكس استعداد الجانب السوري لمد اليد والنظر إلى المستقبل.

ويؤكد نواب أردنيون، على إطلاع بترتيبات هذه الزيارة، أنها تمت بمباركة رسمية وفي سياق حالة من الإنفراج المتبادل تشهدها علاقات البلدين منذ عودة الهدوء للجنوب السوري، وفتح المعابر مؤخرًا.

إستبعاد عودة العلاقات..

فيما إستبعد النائب في البرلمان الأردني، “صالح العرموطي”، عودة العلاقات بين “النظام السوري” و”الأردن”، خاصة بعد زيادة الوفد البرلماني إلى “سوريا”.

وقال “العرموطي” إنه لا يعتقد عودة العلاقات بين “النظام السوري” الحالي و”الأردن” إلى سابق عهدها، فـ”النظام حاقد على الأردن ويريد تصفية الحساب”، (بسبب دعم الأردن لفصائل المعارضة في الجنوب).

زيارة شخصية وليست رسمية..

“العرموطي” أكد أن زيارة الوفد شخصية؛ ولم يذهب بصورة رسمية ولم يصدر قرار عن المجلس بهذا الخصوص، مشيرًا إلى أن هناك رفضًا لهذه الزيارة من عدد كبير من النواب.

وحول رسالة “الأسد” اعتبر أنها “مجرد أقوال، فلو كانت النوايا سليمة لأرسل رسالة خطية”، متسائلاً: “كيف يُرسل رسائل مع وفد غير رسمي ؟”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب