20 أبريل، 2024 7:35 م
Search
Close this search box.

بعد 17 عامًا .. واشنطن وطالبان يلتقيان .. فكيف تستغل “طالبان” اللقاء ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في أول تأكيد رسمي معلن على غير العادة؛ اجتمع مبعوث “الولايات المتحدة” لجهود السلام في “أفغانستان”، مع ممثلين من “طالبان” في “قطر”، الجمعة الماضي، في إطار جهود إدارة الرئيس، “دونالد ترامب”، لإيجاد سبيل لإنهاء الحرب الأفغانية المستمرة منذ 17 عامًا.

وأعلنت “حركة طالبان”، السبت 13 تشرين أول/أكتوبر 2018، أن وفدًا من الحركة التقى المبعوث الأميركي إلى أفغانستان، “زلماي خليل زاد”، في “قطر” لبحث سُبل وضع حد للنزاع في هذا البلد.

المفاوضات المباشرة، التي لطالما طالبت بها “طالبان”، تأتي في وقت يسعى فيه “خليل زاد” لتنسيق الجهود مع الدول الإقليمية، بما في ذلك “باكستان” و”السعودية”، من أجل إقناع أكبر حركة تمرّد في “أفغانستان” بالإنخراط في محادثات.

نهاية سلمية لغزو “أفغانستان”..

المتحدث باسم الحركة، “ذبيح الله مجاهد”، أوضح، في بيان، أن “وفدًا من المكتب السياسي (…) التقى فريق التفاوض الأميركي برئاسة زلماي خليل زاد” الجمعة الماضي في “الدوحة”.

وأضاف البيان أن مفاوضي “طالبان” و”الولايات المتحدة” ناقشوا سُبل التوصل إلى “نهاية سلمية لغزو أفغانستان”، في إشارة إلى التدخل العسكري بقيادة “الولايات المتحدة”، الذي أطاح بنظام “طالبان” في 2001.

وأكد المتحدث، في البيان، أنّ “طالبان” أبلغت “خليل زاد”؛ أن وجود قوات أجنبية في “أفغانستان” يشكل “عقبة كبيرة” أمام السلام، مشيرًا إلى أن الجانبين “وافقا على مواصلة عقد لقاءات مماثلة”.

ورفض المتحدث باسم السفارة الأميركية، في “كابول”، التعليق على بيان “طالبان”.

المصالحة مشتركة بين كل الأفغان..

في بيان، قال “خليل زاد” إن كل الأفغان “يجب أن يكونوا جزءًا من عملية المصالحة”، دون أن يشير إلى الاجتماع مع ممثلي “طالبان”.

يذكر أن تقارير سابقة كانت قد أفادت بأن “حركة طالبان” التقت مسؤولين أميركيين، في تموز/يوليو الماضي، بينهم “أليس ويلز”، وهي مسؤولة رفيعة المستوى في مكتب وزارة الخارجية لشؤون وسط وجنوب آسيا، في حين لم يؤكد أي من الجانبين اللقاء، لكن من وقتها وقد سادت تكهنات بأن التحضيرات قائمة لعقد مزيد من اللقاءات.

وجاء اللقاء، الذي عقد في تموز/يوليو 2018، في أعقاب هدنة غير مسبوقة في حزيران/يونيو الماضي؛ بعثت على التفاؤل بإمكانية وضع حد للنزاع المستمر منذ 17 عامًا.

لكن سلسلة هجمات نفذتها “طالبان” و”تنظيم الدولة الإسلامية” في الأشهر الأخيرة، طغت على التفاؤل بالتوصل إلى السلام.

واشنطن تعلن دعمها للحوار..

وتوجه المبعوث الأميركي الخاص، “زلماي خليل زاد”، من “الدوحة” إلى العاصمة الأفغانية، “كابل”، حيث أطلع الرئيس الأفغاني، “أشرف غني”، على نتائج محادثاته مع وفد “طالبان”.

وأصدرت الرئاسة الأفغانية بيانًا أشارت فيه إلى أن “خليل زاد ” قدم تقريرًا مفصلاً للرئيس الأفغاني حول جولته في المنطقة التي شملت “باكستان”، وأبدى استعداد “الولايات المتحدة” لتقديم كافة أنواع الدعم المطلوب من أجل حوار بين “الأفغان” لتحقيق السلام في بلادهم.

مبادرات بحسن النية..

وكشفت مصادر مطلعة أن “طالبان” أصرت على أن تبدي الحكومة الأفغانية بادرة حُسن نية بإطلاق سراح مئات من معتقلي الحركة في السجون الأفغانية، بينهم أحد أبناء الشيخ، “جلال الدين حقاني”، بعدما كانت الحركة قد أطلقت سراح المئات من الجنود الأفغان الأسرى لديها لمناسبة عيد الأضحى قبل نحو شهرين، وذلك بعد سيطرتها المؤقتة على “مدينة غزني” أوائل آب/أغسطس الماضي.

كما أعلنت الحكومة الأفغانية أنها بصدد إعادة النظر في أحوال المئات من الأسرى مع إمكانية إطلاق سراحهم، لكنها لم تقرر بعد الإفراج عنهم.

وأكد السفير الأفغاني في إسلام آباد، “حضرت عمر زاخيلوال”، أن المحادثات بين “طالبان” والحكومة الأفغانية أتت بعد جهود بذلها عدد من العلماء في “باكستان”، وفي مقدمتهم الشيخ، “سميع الحق”، مدير المدرسة الحقانية قرب “بيشاور”، التي تخرج منها الآلاف من مقاتلي وعناصر الحركة.

هجمات لإفشال الانتخابات البرلمانية..

ودعت “حركة طالبان”، في نفس الوقت، إلى استهداف قوات الأمن الأفغانية لإفشال الانتخابات التشريعية المقررة في 20 تشرين أول/أكتوبر 2018.

وهو ما حدث بالفعل؛ حيث شن هجوم عنيف استهدف المرشحون الأفغان للانتخابات البرلمانية، فضلًا عن وقوع تفجير آخر استهدف تجمع انتخابي في “محافظة تاخار” الشمالية، وأسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصًا؛ وبينما لم تعلن أية جماعة مسؤوليتها عن ذلك، وبهذا يكون إجمالي ما أسفرت عنه الهجمات المتعلقة بالانتخابات عن مقتل أكثر من 300 شخص.

من هو “خليل زاد” ؟

و”خليل زاد”، البالغ من العمر 67 عامًا، أحد أبرز الدبلوماسيين الأميركيين ومن أبرز شخصيات معسكر “المحافظين الجدد” في عهد الرئيس الأسبق، “جورج بوش” الابن، ولد في “مزار شريف” في “أفغانستان” قبل أن يهاجر إلى “الولايات المتحدة”، حيث أصبح سفيرًا لـ”الولايات المتحدة” في “كابول” و”بغداد” و”الأمم المتحدة”.

وقد تم تكليفه، مطلع الشهر الفائت، بإدارة جهود السلام في “أفغانستان”.

ويعرف عنه أنه مفاوض بارع يتبنى وجهات نظر “معسكر الصقور” في السياسة الخارجية الأميركية.

انتصار دعائي..

المحللون يرون أن إصدار “طالبان” لبيان حول اللقاء؛ يشكل مؤشرًا لاعتبارها أن المحادثات مع “خليل زاد” انتصار دعائي لها.

ولطالما دعت “طالبان” لعقد محادثات ثنائية مع “الولايات المتحدة”؛ ما رفضته مرارًا “واشنطن”، مشددة على أن المحادثات يجب أن تكون “أفغانية-أفغانية”، إلا أنه بهدف كسر حالة الجمود، يبدو أن “واشنطن” غيّرت مقاربتها في حزيران/يونيو 2018؛ عندما أعلن وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، أن بلاده مستعدة “للمشاركة” في المحادثات.

انتصار لـ”طالبان”..

عن اللقاء قال المحلل السياسي الأفغاني، “عطا نوري”، إن “اللقاء شكل انتصارًا بالنسبة لـ (طالبان). لطالما طالبوا بعقد لقاء مباشر مع الأميركيين وقد نالوا أخيرًا مطلبهم”.

لافتًا إلى أنه “على الرغم من عدم التوصل لأي اتفاق… لكنهم قد يتمكنون من الالتفاف على الحكومة الأفغانية”.

كسب مزيد من الوقت لمهاجمة الحكومة الشرعية..

وقال “صبره القاسمي”، الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، إن “طالبان” تحلم بالعودة مرة أخرى للحكم في “أفغانستان”، كما تحاول نفي أو إنهاء كافة الملفات المخالفة لها عن طريق هذه التسوية، ومحاولة استغلال القطب الروسي الكبير في هذه التسوية.

مضيفًا: “إن طالبان وغيرها من الجماعات المسلحة؛ ليس لها أمان ليتم إبرام تسويات معها لإقامة دولة مستقرة، وجميع محاولات طالبان للتسوية مع أميركا أو روسيا ما هي الإ محاولة لكسب المزيد من الوقت لمهاجمة الحكومة الشرعية والحركات المناوئة لها، ومن ثم فرض وضع ثابت على الأرض تستطيع من خلاله إقامة دولتها على أرض الواقع”.

وأوضح أن “أميركا” لن تترك “أفغانستان” أبدًا، خاصة وأنها تسيطر سيطرة تامة على موارد “أفغانستان”، وبالتالي سترفض مطالب “حركة طالبان”، كما سترفض “أميركا” خروج (الناتو) وقواتها، وستحاول دائمًا أن تضع موطيء قدم لحماية مصالحها في “أفغانستان”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب