20 أبريل، 2024 8:26 ص
Search
Close this search box.

بعد 10 سنوات من “الثورة الليبية” .. “مصر” تدخل “طرابلس” بـ 11 وثيقة تعاون مع الحكومة الجديدة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول مصري كبير، منذ قيام “الثورة الليبية”؛ التي أطاحت بنظام العقيد الراحل، “معمر القذافي”، في العام 2011.

أجرى رئيس الوزراء المصري، “مصطفى مدبولي”، زيارة إلى “طرابلس”، أبرم خلالها 11 وثيقة لتعزيز التعاون بين البلدين؛ مع نظيره الليبي، “عبدالحميد الدبيبة”.

وأوضحت الحكومة المصرية، خلال بيان لها، أمس الثلاثاء، أن وثائق التعاون المشترك تضمنت مذكرة تفاهم بشأن التعاون الفني في مجال المواصلات والنقل، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في تنفيذ مشروعات الطرق والبنية التحتية، ومذكرة تفاهم في المجال الصحي.

وأضاف البيان أنه تم التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال القوى العاملة، ومذكرة تفاهم بشأن الاستثمار في مجال الكهرباء.

وأوضح البيان؛ أن وثائق التعاون تضمنت أيضًا التوقيع على ثلاث اتفاقيات في مجال تطوير الكهرباء، كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن الربط الدولي للاتصالات، ومذكرة تفاهم بشأن رفع السعات الدولية في منظومة الألياف البصرية، ومذكرة تفاهم في مجالات التدريب التقني وبناء القدرات.

للإعلان عن الوجود المصري على الساحة..

وتُعتبر الزيارة ذات أهمية خاصة للجانبان، فقال الخبير المختص بالشؤون الليبية، “عبدالستار حتيتة”، إن زيارة رئيس الوزراء المصري، “مصطفى مدبولي”، إلى “طرابلس”؛ محاولة مصرية للإعلان عن الوجود على الساحة الليبية.

مضيفًا أن هذه الزيارة تأتي بعد زيارات كثيرة قام بها مسؤولون من “أوروبا”، إلى “ليبيا”، وقيام “حكومة الوحدة الوطنية” بزيارة كبيرة إلى “تركيا”.

وأوضح المحلل السياسي؛ أن هناك استثمارات مصرية كبيرة، في “ليبيا”، متوقفة، منذ عام 2011، تريد “مصر” إحياءها؛ كما أن هناك رغبة من رجال الأعمال المصريين للمشاركة في إعادة إعمار “ليبيا” وتدوير حركة الاقتصاد بالتعاون مع المستثمرين الليبيين.

وأكد الخبير أن: “القاهرة لديها شعور بأن السلطة التنفيذية الجديدة، في ليبيا، تبتعد عن الحضن العربي ودول الجوار، لذلك فإن بعض الدول العربية تحاول من خلال زياراتها، لليبيا، أن تجعل ليبيا متواجدة داخل الجسم العربي”.

تكتب نهاية التدخلات الخارجية..

قال الدكتور “عبدالرحيم علي”، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، (سيمو)؛ إن زيارة رئيس الوزراء، الدكتور “مصطفى مدبولي”، و11 وزيرًا إلى “ليبيا”، في غاية الأهمية، وإنها تكتب نهاية للتدخلات الخارجية في البلد الشقيق.

وأضاف رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، أنه خلال السنوات الماضية عبثت بعض الأطراف الدولية، بمساعدة بعض الليبيين، في مقدرات الشعب الليبي؛ من خلال إرسال آلاف العناصر المسلحة لكي تقتل الليبيين وتسرق أموالهم وثرواتهم من “النفط” و”الغاز”.

وطالب الدكتور “عبدالرحيم علي”، “الجامعة العربية”، والمجتمع الدولي وجميع الأطراف الفاعلة بالساحة الليبية؛ بالعمل على إخراج الميليشيات الأجنبية المسلحة من جميع الأراضي الليبية، من أجل استكمال العملية السياسية وتحقيق الأمن، ولكي يتمتع الشعب بأمواله وثرواته.

وقال “علي”: إن العلاقات بين “مصر” و”ليبيا” تاريخية، وأن الدولة المصرية حريصة طوال التاريخ على أمن واستقرار الشعب الليبي.

فرصة لعودة 2 مليون مصري للسوق الليبية..

ورحب “أبوبكر الديب”، الخبير في الشؤون الاقتصادية: بزيارة رئيس الوزراء، “مصطفى مدبولي”، وعدد كبير من الوزراء، إلى “طرابلس” الليبية؛ لبحث التعاون الاقتصادي والسياسي مع “حكومة الوحدة الوطنية”، مؤكدًا أنها تفتح الباب على مصراعيه لمشاركة “مصر” وشركاتها وقطاعها الخاص في إعادة إعمال “ليبيا”، الذي يُقدر بـ 100 مليار دولار، كما أنها فرصة لعودة حوالي 2 مليون عامل مصري إلى السوق الليبي للمشاركة في إعادة الإعمار.

وقال “الديب”، في لقاء على تلفزيون (الفرات)؛ إن هناك العديد من اتفاقيات التعاون الاقتصادي والتجاري التي تنظم العلاقات الاقتصادية، بين “مصر” و”ليبيا”؛ مثل اتفاقية التجارة المشتركة، وهناك أيضًا اللجنة العُليا “المصريةـالليبية” المشتركة، المعنية بتيسير التعاون الاقتصادي والتجارة وتدفق الاستثمارات بين البلدين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن كلاً من “مصر” و”ليبيا”؛ أعضاء في اتفاقيات تجارية متعددة الأطراف، منها: “اتفاقية الكوميسا”، والنظام الشامل للأفضليات التجارية، ( G.S.T.P )، والنظام المعمم للمزايا ( G.S.P) .

خطة لزيادة الصادرات المصرية..

وطالب “الديب”؛ بوضع خطة لزيادة صادرات “مصر” إلى “ليبيا”، وخريطة بالفرص الحقيقية المتوافرة للمنتجات المصرية بدولة “ليبيا”، وتوفير الدعم المعلوماتى والتقني الذي يخدم زيادة التعاون بين البلدين في المجالات التجارية المختلفة، وإنشاء لجان مشتركة، ومعارض دولية، وبعثات ترويجية، وتعظيم الاستفادة من الاتفاقيات، والمساعده بالدراسات والتدريب للراغبين بالعمل في السوق الليبي، وتسهيل أعمال المستثمرين في البلدين لتنفيذ العديد من المشروعات الصناعية‏ في مجالات الطاقة‏،‏ الصحة‏،‏ التشييد والبناء‏،‏ المواد الغذائية‏،‏ الملابس الجاهزة‏، وبحث إنشاء منطقة صناعية وتجارية واستثمارية وخدمية حرة بين البلدين‏.

وتوقع “الديب” أن يشهد التعاون بين البلدين انتعاشًا مهمًا، مع جهود إعادة الإعمار، وستصبح السوق الليبية جاذبة للعمالة المصرية في المستقبل القريب، نظرًا لعمق العلاقات “المصرية-الليبية”، والقواسم المشتركة بين الشعبين الشقيقين، والدور المصري الرائع، بقيادة الرئيس “عبدالفتاح السيسي”، في إعادة الأمن والاستقرار إلى “ليبيا”، وكذلك حرص الحكومة على تشجيع الاستثمار والتبادل التجاري مع الأشقاء في “ليبيا”. بحسب تعبيره.

وقال “الديب”؛ إن إمكانيات البلدين وقدراتهما الإنتاجية تمكنهما من تحقيق المزيد من النمو، خاصة في ضوء كبر حجم السوق بهما وما تشهدانه من تنمية شاملة في كافة المجالات، متمنيًا التكامل في مجال الكهرباء من خلال ربط شبكتي البلدين في شبكة واحدة وتبادلها للطاقة في الاتجاهين لاستغلال الفائض في أوقات الذروة بطرق اقتصادية.

هبوط التبادل التجاري إلى أقل من مليار دولار..

وأوضح “الديب” أن التكامل التجاري، بين “مصر” و”ليبيا”؛ كان يصل إلى: 2.5 مليار دولار، في 2010، وهبط إلى أقل من المليار دولار، خلال السنوات الماضية، وتراجعت الاستثمارات الليبية، في “مصر”، من 10 مليارات دولار، في 2010، إلى النصف تقريبًا؛ بسبب الظروف التي مرت بها “ليبيا”، خلال السنوات الماضية.

وأشار “الديب” إلى أنه كان يوجد بـ”ليبيا”، قبل 2010، ما يقرب من 4 ملايين عامل، سواء بشكل قانوني أو غير قانوني، والآن هبط العدد إلى ما بين: 200 إلى 250 ألف عامل فقط، وهذه فرصة كبرى لعودة العمالة إلى البلد الشقيق.

لدفع عجلة الاقتصاد في ليبيا..

كذلك، قال “محمد نجم”؛ المحلل الاقتصادي، إن الاتفاقيات التي وقعتها “مصر” مع “ليبيا”؛ تهدف لدفع عجلة الاقتصاد في “ليبيا”.

موضحًا “نجم”؛ أن العلاقة “المصرية-الليبية” لها خصوصية تجارية، بسبب القرب الجغرافي، الذي يقضي على معوقات كبيرة، منها ارتفاع تكلفة النقل.

ولفت “نجم”، إلى أنه، قبل 2011؛ كان أكثر من 20% من الصادرات المصرية تذهب إلى “ليبيا”.

وأشار “نجم”، إلى أن المكسب الثاني من زيارة رئيس الوزراء، الدكتور “مصطفى مدبولي”، اليوم لـ”ليبيا”، هو عودة العمالة المصرية لـ”ليبيا”، موضحًا أنه لا يوجد أفضل من الخيار المصري لـ”ليبيا” بسبب القرب الجغرافي.

وأضاف “نجم”: “أنه يوجد خط ربط كهربائي، بين مصر وليبيا؛ يحتاج للتطوير، كما أن الزيارة تطرقت للاتفاق حول إعادة الإعمار، بعد الدمار الكبير الذي شهدته عدة مناطق جغرافية بسبب الحرب، وتحتاج لتحديث وتطوير قطاع المياه والصرف الصحي في ليبيا”.

وأردف: “مصر لديها خبرات تراكم هائلة، فشركة المقاولون العرب تعمل في 22 دولة عربية وإفريقية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب