9 أبريل، 2024 11:08 م
Search
Close this search box.

بعد وعد واشنطن .. “أنقرة” في طريقها للحصول على هدفها !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن “تركيا” حصلت على مبتغاها مؤخرًا بعد ضغطها على “واشنطن” لتنفيذ مخطاطتها الخاصة بالشمال السوري، حيث أكد وزير الخارجية التركي، “مولود غاويش أوغلو”، الخميس، إن “أنقرة” حصلت على وعد من الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بأن يكون عمق المنطقة الآمنة في “سوريا” 20 ميلًا، (32 كيلومترًا).

لكن “غاويش أوغلو”؛ أشار في مؤتمر صحافي مع نظيرته السيراليونية، أمس الخميس، إلى “عدد من المسائل التي تحتاج إلى دراسة مفصلة ودقيقة، للاتفاق مع واشنطن بشأن المنطقة الآمنة”.

وشدد وزير الخارجية التركي على ضرورة إخراج القوات الكُردية من هذه المنطقة، وقال إن واشنطن “لا تزال تواصل إمداد العناصر الإرهابية في تلك المنطقة بالسلاح”، في إشارة إلى الوحدات الكُردية.

وأضاف أن: “منطقة شرق نهر الفرات باتت مقرًا للإرهابيين”، وأن: “على الولايات المتحدة الإمتناع عن المماطلة في تأسيس المنطقة الآمنة”.

كما أعلنت “وزارة الدفاع التركية” إن طائرات مُسيرة تركية بدأت العمل في شمال “سوريا”، حيث اتفقت “واشنطن” و”أنقرة” على إقامة منطقة آمنة.

سيتم تنفيذ الاتفاق بشكل تدريجي..

في الوقت ذاته؛ أعلن المتحدث باسم (البنتاغون) أن الاتفاق مع “تركيا”، حول إقامة منطقة آمنة في شمال غرب “سوريا”، سيتم تنفيذه بشكل تدريجي، والذي أشار إلى أن بعض العمليات المتعلقة بالاتفاق ستبدأ في وقت قريب.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، “شون روبرتسون”: “نراجع في الوقت الحالي الخيارات حول مركز التنسيق المشترك مع نظرائنا العسكريين الأتراك”.

مشيرًا إلى أن: “آلية الأمن سيتم تنفيذها على مراحل”. وتابع “روبرتسون”: “الولايات المتحدة جاهزة لبدء تنفيذ بعض الأنشطة بسرعة في الوقت الذي نتابع فيه المحادثات مع الأتراك”.

وبحسب شروط الاتفاق، الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي، بين “أنقرة” و”واشنطن”، فإن السلطات ستستخدم مركز التنسيق الذي سيكون مقره في “تركيا” من أجل الإعداد لمنطقة آمنة في شمال “سوريا”، بهدف إنشاء منطقة عازلة بين الحدود التركية والمناطق التي تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب” الكُردية، القوات المدعومة من “واشنطن”، والتي تصنفها “أنقرة”، “إرهابية”.

ستخلق مشاكل أكثر لكل الأطراف..

وكان الجنرال المتقاعد، “غوزيف فوتيل”، الرئيس السابق للقيادة المركزية الأميركية؛ حتى آذار/مارس الماضي، قد عارض بشكل علني سيطرة “تركيا” على منطقة كهذه، محذرًا في مقالة نشرها موقع (ناشونال إنترست)، الإثنين الماضي، من أن منطقة آمنة سورية تسيطر عليها تركيا “ستخلق مشاكل أكثر لكل الأطراف هناك”.

واعتبر “فوتيل”، في مقالته التي كتبها بالاشتراك مع الخبيرة في الشؤون التركية في جامعة جورج واشنطن، “غونول طول”، أن: “فرض منطقة أمنية بعمق عشرين ميلًا، (30 كيلومترًا)، شرق الفرات ستكون له نتائج عكسية، منها على الأرجح التسبب بنزوح 90 بالمئة من السكان الأكراد، ومفاقمة الوضع الإنساني الذي يشكل حاليًا تحديًا بالغًا، وخلق بيئة لمزيد من النزاعات”.

وأنشأ أكراد “سوريا”، الذين لعبوا دورًا رئيسًا في قتال تنظيم “الدولة الإسلامية”، منطقة تتمتع بحكم ذاتي في شمال شرق “سوريا”. لكن مع إنتهاء الحرب ضد الجهاديين أثار احتمال انسحاب الجيش الأميركي مخاوفهم من هجوم تركي تتوعد به “أنقرة” منذ فترة طويلة.

وسبق أن نفذت “تركيا” عمليتين عسكريتين عبر الحدود في “سوريا”، عامي 2016 و2018، وشهدت العملية الثانية دخول القوات التركية ومسلحين سوريين جيب “عفرين” الكُردي في الشمال الغربي.

تريد تغيير التركيبة السكانية في المنطقة..

وتنبيء التصريحات والاتفاقات الأخيرة إلى اقتراب “تركيا” من تنفيذ مخططاتها في تلك المنطقة؛ وهو الأمر الذي تتصاعدت معه المخاوف من سعيها إلى تغيير التركيبة السكانية في المنطقة الآمنة، التي ترغب “أنقرة” في إستحداثها بدعم من “الولايات المتحدة”، شمال شرقي “سوريا”.

ويقطن في هذه المنطقة أغلبية كُردية، وتدعم فيها “واشنطن”، “وحدات حماية الشعب” الكُردية، التي تعتبرها “أنقرة” إمتدادًا لـ”حزب العمال الكُردستاني” المحظور في “تركيا”.

واتقفت “تركيا” و”الولايات المتحدة”، الأسبوع الماضي، على إنشاء مركز عمليات مشترك للإشراف على منطقة آمنة في “سوريا”، لكن لم يتم الكشف عن تفاصيل الاتفاق.

وهدد الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، منذ أشهر بشن عملية عسكرية عبر الحدود لطرد “وحدات حماية الشعب” الكُردية من المنطقة، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن تكرار ما حدث في “عفرين” السورية.

فبعد أن أستولت “تركيا” على منطقة “عفرين” الكُردية شمال غربي “سوريا”، في أوائل عام 2018، نهب المسلحون، الذين كانت تشرف عليهم “أنقرة” المنازل في وضح النهار، وفق ما أشار تقرير لصحيفة (حرييت) التركية، أمس الخميس.

استغلت موجة النزوح..

وطوال فترة الوجود التركي، الذي لا يزال مستمرًا هنا، لم تفعل “أنقرة” أي شيء لمنع إنتهاكات حقوق الإنسان التي وثقتها منظمات محلية ودولية عدة، بما في ذلك نزوح ما يزيد على 100 ألف كُردي من “عفرين”.

واستغلت “تركيا” موجة النزوح، وعمدت إلى إعادة توطين العرب المشردين من أماكن أخرى في “سوريا”؛ في منازل الأكراد المهجورة، ومنحتهم تصاريح للإقامة، وخلقت بذلك واقعًا ديموغرافيًا جديدًا على الأرض.

وأشارت الصحيفة التركية إلى عزم “تركيا” على إعادة أغلبية اللاجئين السوريين المقيمين حاليًا على أراضيها، والبالغ عددهم 3.6 ملايين لاجيء، إلى وطنهم.

وتسعى “أنقرة” إلى إعادة توطين هؤلاء، وأغلبيتهم من العرب السوريين، في المناطق ذات الأغلبية الكُردية، كما حدث في “عفرين”، في محاولة لمنع تشكيل أي منطقة ذات أغلبية كُردية على مُقربة من الحدود التركية.

وتخطط “تركيا” لإعادة توطين حوالي 700 ألف لاجيء سوري في مناطق شمال شرق “سوريا”، التي يقطنها أغلبية كُردية بعد إنشاء المنطقة الآمنة.

وتريد “تركيا” منطقة بعمق 20 ميلًا تمتد عبر الحدود مع “سوريا” بأكملها، في حين اقترحت “الولايات المتحدة” مسبقًا منطقة بعمق أصغر كثيرًا يبلغ 9 أميال.

وستشمل منطقة بهذا الحجم جميع المدن الرئيسة، التي تضم أكرادًا في شمال شرق “سوريا”، ويقع العديد منها بالقرب من الحدود التركية، إلا أن هذه الخطوة لن تكون مقبولة لدى “وحدات حماية الشعب” الكُردية وكذلك “قوات سوريا الديمقراطية”.

اتفاق مبدأي تأسيسي..

تعليقًا على ما يحدث بين “واشنطن” و”أنقرة”، قال “ماجد عزام” إن ما تم التوصل إليه بين “تركيا” و”الولايات المتحدة” هو اتفاق مبدئي تأسيسي على تكوين ممر آمن يسمى “ممر آمن خال من الإرهاب” في الشمال السوري، مشيرًا إلى أن هناك خلافات ما زالت عالقة بين الجانبين حول حدود هذه المنطقة وعمقها.

وأضاف “عزام” أن من ضمن الاتفاق أن تكون قوات (قسد) خارج المنطقة الآمنة، مشيرًا إلى أن تصريحات “واشنطن” عن تواجد قوات (قسد) لمحاربة (داعش) بالمنطقة الآمنة؛ هو تلاعب بالألفاظ لا داعي له ولن توافق عليه “أنقرة”.

تعدي على السيادة السورية..

من جهته؛ قال الكاتب والمحلل السياسي السوري، “طالب زيفا”: “إن مثل هذا الاتفاق هو تجسيد للأطماع التركية في الشمال السوري، وهي أطماع تعود لبدايات القرن الفائت، إذ تنظر أنقرة للشمال السوري على أنه جزء من الحدود العثمانية”.

وأضاف “زيفا”، إن هناك مشاورات تجرى الآن بين “دمشق” والأكراد لإحتواء تداعيات مثل هذا الاتفاق، الذي هو إخلال بالسيادة السورية التي تحدث “إردوغان” نفسه عن ضرورة حمايتها والحفاظ عليها.

وأكد “زيفا” على أن توقيت إعلان مثل هذه المنطقة؛ مع تقدم الجيش السوري في الشمال، هو نوع من الضغط الميداني على الجيش السوري.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب