كتبت – آية حسين علي :
كان “عبد الإلاه حميش”، المواطن الفرنسي الذي تعود جذوره إلى المغرب، هو أول إرهابي ينشر فيديو على موقع مشاركة المقاطع المصورة “يوتيوب”.. وفي أحد المقاطع شرح كيفية طعن رهينة، واقترح استخدام سكين المطبخ لأنها هي الاختيار الأسهل لكن لابد من التأكد من شدة حدتها.
ونُشر الفيديو باللغة الفرنسية مع ترجمة إلى الإنكليزية والعربية، واستخدم نموذج لرهينة لشرح المناطق التي يجب ضربها لقتل شخص ما بسلاح أبيض، وهي: العنق والصدر والبطن.
بينما قدم “أبو نور الشامي” الدرس الثاني وكان عبارة عن شرح كيفية صنع قنبلة باستخدام مواد بدائية موجودة في المنزل.
ويعتبر هذان المقطعان نموذجاً لما نشره التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، في الفترة ما بين الأول من كانون ثان/يناير عام 2011 و30 نيسان/إبريل 2017، واستخدم “داعش” هذه المواد الإعلامية في نشر رسالته.
وتابعت صحيفة “البايس” الإسبانية الفيديوهات التي نشرها تنظيم “داعش” الإرهابي، وعددها 1320 فيديو، وخلصت إلى أنها متأثرة بألعاب الفيديو أكثر من المساجد.
وقال الكاتب الإسباني “خابير ليسكا”، إن ما توصل له “داعش” من خلال تجنيد 35 ألف شاب ينتمون إلى 100 جنسية مختلفة قاموا بالحرب في سوريا والعراق خلال 3 أعوام يرجع إلى سببين، هما: “تعرض المؤسسات السياسية إلى أزمة، وديموقراطية مواقع التواصل الاجتماعي”.
“داعش” متأثر بأفلام الجريمة والرعب..
لوحظ وجود تشابه كبير بين الفيديو الذي نشره التنظيم لاعتداءات باريس في 13 من تشرين أول/نوفمبر عام 2015، مع مقدمة لعبة “كول أوف ديوتي: مودرن وورفير”، التي تعتمد على القتل باستخدام الأسلحة.
ويدرك “داعش” أن مقاطعه تشبه منتجات الإعلام الغربي أكثر من الخطب الدينية، وفي كثير من الاعتداءات التي نفذها يمكن ملاحظة استخدام تصميمات وخطط ظهرت في فيلم الجريمة الأميركي “سفن” أو مسلسل الرعب “بلاك ميرور” و”ذا ووكينج ديد”، وهي أمور لا توجد في المساجد.
وتابع “ليسكا”: “إذا وضعنا في الاعتبار الموضوعات العامة التي يستخدمها التنظيم في مقاطعه نجد أنها عبارة عن استراليين يقومون بالاعتناء بأطفال عراقيين أو كنديين يروون أنهم كانت هوايتهم الصيد ثم تعلموا حمل سلاح الكلاشينكوف، نجد أن داعش هو التنظيم الجهادي الأقل ارتباطاً بالإسلام”.
كما أنه الجماعة الأكثر فوضوية، ويعرف أن صور أبطال لعبة “كول أوف ديوتي” لهم قوة أكبر من إمام المسجد.
انخفاض عدد الفيديوهات..
يشار إلى أن عدد الفيديوهات التي نشرها “داعش” قد انخفض بنسبة كبيرة خلال العام الماضي، إذا أن في الفترة ما بين كانون ثان/يناير وتشرين ثان/نوفمبر من عام 2015، كان معدل النشر يتراوح ما بين 60 و80 فيديو شهرياً، لكن منذ تشرين أول/أكتوبر عام 2016 تقلص معدل النشر الشهري إلى 10 فقط.
كما أن مركز “الحياة” الذي يعد الجهاز الإعلامي الرئيس للتنظيم توقف عن نشر مجلة “دابق”، وهي نسخ تصدر في 5 لغات مختلفة ويمكن العثور عليها في أي مكتبة بأوروبا أو الولايات المتحدة، وتظهر التقارير بها صوراً للإرهابيين مبتسمين وبنظرة تحدي.
وتتركز أسباب تراجع الآلة الإعلامية للجهاديين في سببين هما, “فقدان السيطرة على بعض المناطق التي كانوا يسيطرون عليها، وموت القادة الرئيسيين في هذا المجال”.
رسائل فعالة..
رغم الخسائر التي يتكبدها التنظيم إلا أنه لا تزال لديه القدرة على نشر 5 مشورات يومية عبارة عن تقارير بيانية وإنفوغراف ومواد صوتية ونشرة أخبار بالإضافة إلى 10 فيديوهات كل شهر.
ويركز التنظيم على تقديم رسائل فعالة ومفسرة أكثر يطلب فيها من متابعيه عدم السفر إلى سوريا والعراق والانشغال بتنفيذ اعتداءات في أوروبا.
ومن المتوقع أن يفقد التنظيم سيطرته على الأراضي التي احتلها في سوريا وما تبقى له في العراق خلال هذا العام، لكنه يقوم بكل ما يمكنه فعله من أجل البقاء على صفحات الإنترنت.