بعد هزيمة “داعش” في الموصل .. هل يهزم العراق الطائفية الدينية والسياسية ؟

بعد هزيمة “داعش” في الموصل .. هل يهزم العراق الطائفية الدينية والسياسية ؟

خاص : كتبت – لميس السيد :

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تقريراً حول نهاية القتال ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في الموصل بعد معركة استمرت ثمانية أشهر، تقول فيه أنه “حان وقت الإحتفال  بالنصر في العراق بعد الإنتهاء من “داعش”, ولكن الفصل القادم في رواية العراق لم يأتي بعد”.

توطين المواطنين السنة أكثر الإحتياجات إلحاحاً..

يعتبر أكثر المسائل إلحاحاً على الساحة العراقية الآن هي الحاجة لإعادة توطين مئات الآلاف من السنة الذين تم تهجيرهم على يد تنظيم “داعش”، لكن العراق فشل في إعادة بناء وتوطين المجتمعات المحررة بسبب التوترات بين الأقلية السنية والأغلبية الشيعية التي ما زالت تقوض الجهود المبذولة لإعادة توحيد البلاد.

وقد أفادت التقارير عن الانتهاكات السابقة من قبل الحكومة, الخاضعة لسيطرة الشيعة وقوات الأمن التابعة لها والميليشيات المتحالفة ضد الأسر السنية, أدت إلى استمرار الانقسامات الطائفية ومع عدم وجود عملية مصالحة طائفية, فإن قائمة المظالم بالعراق باتت تزداد بشكل خطير.

وبالنسبة لسكان الموصل, ذات الأغلبية من السنة، فإنهم لا يزالوا يعيشون أعقاب صدمة ما بعد جلاء “داعش” عن المدينة, وهناك شكوك عميقة وخوف من ما سيحدث لهم بعد ذلك.

قال “إنتصار الجبوري”, عضو مجلس النواب عن الموصل, للصحيفة الأميركية: “ان شعب الموصل بحاجة إلى ان يعالج نفسياً ويعاد تأهيله من خلال برامج طويلة الآجل”. واضاف: “لقد فقدوا افراداً من عائلاتهم وتعرضوا للتعذيب والضرب لأسباب سخيفة من قبل داعش”.

مخاوف من تحويل بنادق القتال إلى صدور حلفاء المعارك ضد “داعش”..

تتزايد المخاوف من أن الميليشيات الشيعية, التي حشدت نفسها في أجزاء من البلاد لمحاربة تنظيم “داعش”, يمكن أن تحول بنادقها الآن ضد بعضها البعض في خضم السعي إلى السلطة. وعلى جانب السنة، فإن هناك حالة من التأهب للإنتقام من المجموعات السنية الأخرى التي دعمت تنظيم “داعش”.

ويتحرك الأكراد, الذين كانوا يسيطرون على منطقة الحكم الذاتي في الشمال منذ تسعينيات القرن الماضي, بسرعة لاجراء استفتاء حول الاستقلال بحلول أيلول/سبتمبر القادم على الرغم من مطالبات الدبلوماسيين الأميركيين بالتوقف عن هذه الخطة.

حلم: عراق متماسك في تعدد طوائفه..

هكذا، فإن نهاية معركة الموصل تجدد سؤالاً حيوياً تم طرحه منذ أن أنشئت الدولة الحديثة في العراق من رماد الحرب العالمية الأولى: هل يمكن للبلاد أن تحقق التماسك المطلوب في ظل تعدد الطوائف ؟

وبالرغم من ان العراقيين دفعوا تكلفة  كبيرة من رصيد الأرواح والممتلكات، وأظهروا القدرة على هزيمة تنظيم “داعش” عسكرياً. ولكن التحديات السياسية الرامية إلى إعادة توحيد البلاد مرة, هي مسألة أخرى تماماً عن طرد المسلحين.

وقال “جبار الياور”، الامين العام لجماعة البيشمركة، قوات الأمن الكردية في شمالي العراق: “اننا نقاتل حالياً “داعش” عسكرياً وحسب.. ولا توجد أي خطة”.

وقال “هوشيار زيباري”, وزير الخارجية العراقي السابق, وهو كردي الأصل من الموصل: “ان الجميع في عجلة لتحقيق انتصار عسكري دون اعتبارات لأي تدمير بعد ذلك”.

وقال “مسرور برزاني”، مستشار مجلس الأمن في إقليم كردستان: “إن العرب في العراق ليسوا متحدين”.

وبسؤال “نوري المالكي” عن مستقبل العراق بعد تنظيم “داعش”، قال: “لا تستطيع الدولة السيطرة على الوضع. وستكون المرحلة المقبلة سيئة”.

قالت الصحيفة الأميركية أن التحدي الأكبر في الموصل من ناحية الأمن في غرب المدينة، حيث أن المعركة ضد “داعش” قسمت المدينة إلى جزأين على ضفتي نهر دجلة, فالجزء الغربي مدمر تماماً ومنشآته مخسوفة وشاحنات متفحمة, وبعبور الجسر على نهر دجلة يبرز عالم مفعم بالضوء والألوان، مع المحلات التجارية والمطاعم مفتوحة الصاخبة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة