14 نوفمبر، 2024 9:14 م
Search
Close this search box.

بعد مهلة “غانتس” لـ”نتانياهو” .. ما مستقبل حكومة الحرب الإسرائيلية وخطة ما بعد “حرب غزة” ؟

بعد مهلة “غانتس” لـ”نتانياهو” .. ما مستقبل حكومة الحرب الإسرائيلية وخطة ما بعد “حرب غزة” ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

مع تفاقم الخلافات داخل حكومة “بنيامين نتانياهو”؛ بشأن حكم “قطاع غزة” بعد الحرب، رفع “بيني غانتس”؛ عضو حكومة الحرب الإسرائيلية من وتيرة التوترات، بشروط جديدة تنتهي صلاحيتها بعد (20) يومًا.

تلك الشروط أعلن عنها “غانتس” في مؤتمر صحافي أمس السبت، قائلاً إنها تتمثل في: “إعادة المختطفين، إسقاط حكم (حماس)، إدارة (أميركية-أوروبية-عربية-فلسطينية) لغزة مدنيًا، عودة سكان الشمال، الترويج للتطبيّع مع السعودية، مشاركة جميع الإسرائيليين بحمل الأعباء”.

وقال عضو مجلس الحرب الإسرائيلي إن “نتانياهو” لم يتخذ أي قرارات حيوية: “من أجل تحقيق النصر في حربنا”، محذرًا رئيس الحكومة بقوله: إذا لم يتم تفعيل خطة عمل جديدة للحرب في غزة بحلول 08 حزيران/يونيو المقبل؛ سننسّحب من الحكومة.

رؤية ما بعد الحرب..

وأضاف عضو مجلس الحرب الإسرائيلي: “يجب أن تتضمن الخطة الجديدة رؤية ما بعد الحرب لحكم غزة والتجنيّد العسكري العادل في بلادنا”، متابعًا: على “نتانياهو” الاختيار بين الوحدة والفرقة وألا يُفضل مصلحته الشخصية على أمن البلاد.

وظهرت انقسامات جديدة بين المسؤولين في “إسرائيل” بشأن حكم “قطاع غزة” بعد الحرب، حيث أدى الهجوم غير المتوقع الذي شنّته )حماس* في أجزاء من القطاع إلى زيادة الضغوط على رئيس الوزراء؛ “بنيامين نتانياهو”.

ويُقاتل الجيش الإسرائيلي مقاتلي (حماس) في أنحاء “غزة”؛ منذ أكثر من سبعة أشهر، بينما يتبادل إطلاق النار بشكلٍ شّبه يومي مع (حزب الله)؛ المدعوم من “إيران”، على طول الحدود الشمالية مع “لبنان”.

انقسامات واسعة..

لكن بعد أن أعاد مقاتلو (حماس) تجميع صفوفهم في شمال “غزة”، حيث قالت “إسرائيل” في وقتٍ سابق إنه تم تحيّيدهم، ظهرت انقسامات واسعة في حكومة الحرب الإسرائيلية في الأيام الأخيرة.

وتعرض “نتانياهو” لهجوم شخصي من وزير الدفاع؛ “يوآف غالانت”، لعدم استبعاده تشكيل حكومة إسرائيلية في “غزة” بعد الحرب.

وأدى رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي الصريح؛ للقيادة الفلسطينية بعد الحرب في “غزة”، إلى خلافٍ واسع النطاق بين كبار المسؤولين، وأدى إلى توتر العلاقات مع “الولايات المتحدة”.

وتعرض “نتانياهو” لهجوم مماثل بشأن تخطيّطه للحرب من رئيس الأركان؛ “هرتسي هاليفي”، بالإضافة إلى كبار المسؤولين في “جهاز الأمن الداخلي”؛ (الشين بيت)، بحسّب تقارير إعلامية إسرائيلية.

إنهاء الحرب بهزيمة “إسرائيل”..

وبشكلٍ سريع رد “نتانياهو”؛ على “غانتس”، واتهمه بالخضوع لـ (حماس)، والتخلي عن الرهائن والقبول بإقامة “دولة فلسطينية”.

وقال “نتانياهو” في بيان عن طريق مكتبه: “كان على غانتس أن يضع مهلة لـ (حماس)، لا لرئيس الوزراء”؛ وفق ما نقلت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل).

وقال “نتانياهو”؛ في البيان: “طلبات غانتس تعنّي ببسّاطة، إنهاء الحرب بهزيمة إسرائيل، والتخلي عن الرهائن، وإبقاء (حماس) في السلطة، وإقامة دولة فلسطينية”.

وأضاف البيان: “إذا كانت الأولوية لدى غانتس فعلاً، المصلحة الوطنية، وليس الإطاحة بالحكومة، عليه الرد على ثلاثة أسئلة، هل يُريد غانتس رؤية العملية العسكرية في رفح تمضي إلى نهايتها ؟ فإذا كان كذلك فلماذا يُهدد بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية، فيما جيش الدفاع يخوض العملية العسكرية ؟ وهل يُعارض حكم السلطة الفلسطينية في غزة، حتى إذا لم يكن تحت سلطة محمود عباس مباشرة ؟ وهل سيدعم إقامة دولة فلسطينية، في جزء من صفقة للتطبيع مع السعودية ؟”.

وقال البيان؛ إن: “رئيس الحكومة مصُّر على القضاء على كتائب (حماس)، ويُعارض جلب السلطة الفلسطينية إلى غزة، وإقامة دولة فلسطينية ستكون بالضرورة دولة إرهاب”.

وأضاف البيان أن “نتانياهو” يعتقد أن: “حكومة الوحدة الوطنية هي المفتاح لتحقيق أهداف الحرب، وينتظر من غانتس أو يوضح للإسرائيليين موقفه من هذه القضايا”.

محاولات تفكيك الحكومة..

كذلك؛ رد وزير الأمن القومي الإسرائيلي؛ “إيتمار بن غفير”، السبت، عبر تغريدةٍ له على موقع (إكس) على خطاب عضو مجلس الحرب؛ “بيني غانتس”.

وقال “بن غفير”: “بيني غانتس؛ هو قائد صغير، لكنه بهلوان كبير، منذ اللحظة الأولى لانضمامه إلى الحكومة فقد انشغل فقط في محاولات تفكيك هذه الحكومة”.

وأضاف: “سفره إلى واشنطن؛ على عكس ما كان يُريد رئيس الوزراء، وبعد هذه الزيارة أصبحت الإدارة الأميركية معادية لنا. وهذه الزيارة هي جزء بسّيط من مؤامرات غانتس”.

وتابع: “الرجل الذي استقبل أبو مازن في بيته؛ وقام بإدخال العمال الفلسطينيين من غزة وقاد اتفاق الاستسلام المتعلق بالغاز مع لبنان، وقام بنزع الحواجز الأمنية المهمة في الضفة وعرض حياة جنود غولاني للخطر لاهتمامه بسلامة الفلسطينيين. هذا الرجل هو الأخير الذي يستطيع أن يتحدث عن الخيارات الأمنية”.

وأوضح “بن غفير”: “من اقترح على (الحريديم) اتفاقات على قانون التجنيد مقابل إسقاط الحكومة؛ والآن يرمي بشعارات حول المسؤولية، هو ببسّاطة شخص متملق وكذاب”.

وذكر: “لقد آن الأوان لحل المجلس الحربي الغارق في فرضيات الماضي، وتغيّير السياسة نحو سياسة مسؤولة وقوية”.

لن يُطيح بحكومة “نتانياهو”..

وأشارت صحيفة (فايننشال تايمز)؛ إلى أن انسّحاب حزب (الوحدة الوطنية)؛ الذي يتزعمه “غانتس”، لن يؤدي تلقائيًا إلى الإطاحة بائتلاف “نتانياهو” المكوّن من خمسة أحزاب أو إجراء انتخابات مبكرة، إذ سيظل “نتانياهو” وحلفاؤه من اليمين المتطرف مسيُّطرين على: (64) مقعدًا في “البرلمان الإسرائيلي” المؤلف من: (120) مقعدًا.

ووفق الصحيفة؛ فإن الأمر ستكون له تداعيات، إذ ستُّمثل تلك الخطوة نهاية للتعاون الذي أعقب هجوم السابع من تشرين أول/أكتوبر؛ بين الأحزاب الإسرائيلية، ومن شأن ذلك أيضًا أن يجعل “نتانياهو” قريبًا بشكلٍ أكبر للحزبين اليمينيين المتطرفين في ائتلافه، بقيادة وزير المالية؛ “بتسلئيل سموتريتش”، ووزير الأمن القومي؛ “إيتمار بن غفير”.

توقعات بمسلسل من الأحداث..

تعليقًا على خطاب “غانتس” ومهلته لـ”نتانياهو”؛ قال المحلل السياسي الإسرائيلي؛ “شلومو غانور”، في حديث لموقع (سكاي نيوز عربية)، إن: “هذا إجراء متأخر من قبل؛ غانتس، ورفاقه، على أمل أن يستّجيب نتانياهو للمطالب الوطنية غير الحزبية والبعيدة عن المنفعة الشخصية لمواجهة تحديات الساعة والخروج من الأزمات التي تواجه البلاد جراء الحرب”.

وأوضح “غانور” أن خطاب “غانتس” أثار عددًا من التساؤلات؛ وهي: “هل سيُّلبي نتانياهو نداء الساعة أم يُفضل سموتريتش وبن غفير والائتلاف اليميني المتشُّدد ويفوت فرصة ذهبية لن تعوض ؟”، موضحًا أن: “تجارب الماضي علمتنا أن نتانياهو يتصرف خلافًا للمتوقع، إذ يُفضل المناورة ويتخذ القرار في آخر لحظة ويرضخ لضغط آخر”.

واعتبر المحلل الإسرائيلي أن الداخل الإسرائيلي أمامه: “مسلسل من الأحداث غير المتوقعة على الصّعيدين المحلي والخارجي؛ حتى الثامن من حزيران/يونيو المقبل”.

وبشأن مستقبل حكومة الطواريء بعد تهديد “غانتس” بالانسّحاب، قال “غانور” إن: “اليوم بداية العّد التنازلي العّلني لنهاية حكومة الطواريء والاستعداد للمعركة الانتخابية المقبلة، مع التطلع أن تتم الانتخابات في الخريف المقبل، أثناء استمرار الحرب، على غرار انتخابات حرب تشرين أول/أكتوبر 1973”.

انقسام الداخل الإسرائيلي..

اعتبر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في “القدس” وعضو اللجنة المركزية لحزب (العمل) الإسرائيلي؛ “مئير مصري”، أن: “الداخل الإسرائيلي منقسّم بين مؤيد لنتانياهو يعتقد أن غانتس متسُّاهل وخاضع للأميركيين، ومعارض يظن أن الحكومة واقعة تحت ضغط قلة من المتطرفين تُعرقل عمل الجيش”.

ومع ذلك أضاف “مصري”: “عند مرحلة معينة سوف يتوجب على نتانياهو أن يختار ما بين خيارين كلاهما مرّ: إما التضحية بالمتشّددين؛ وحينئذ سوف يُصبح رهينة في يد غانتس، الذي بانسّحابه في أي وقتٍ سوف يتسّبب في إسقاط الائتلاف وفرض انتخابات عامة مبكرة، وإما التضحية بغانتس وضمان استقرار الحكومة المتبقي من ولايتها عامين ونصف”.

ورجح “مصري” بالنظر لتصريحات “نتانياهو”؛ ووفقًا لمنطقه: “أن يتجه نحو الخيار الثاني إذا لزم الأمر”.

وعن أسباب عدم تحديد حكومة “نتانياهو” استراتيجية لليوم التالي للحرب، قال: “لدى الحكومة خطة لا ترغب في الإعلان عن كافة تفاصيلها قبل القضاء على ما تبقى من سلطة (حماس)”.

اتفاق مع الرؤية الأميركية..

من جهته؛ يعتقد الخبير المختص في الشؤون الشرق أوسطية؛ “حسن مرهج”، أن خطاب “غانتس” يتفق مع وجهة النظر الأميركية بشأن المحاور التي وضعها في مهلته لرئيس الوزراء؛ “نتانياهو”، معتبرًا أن: “إدارة بايدن ترغب في إنجاز أمرٍ ما فيما يتعلق بحرب غزة، وتزامنًا مع زيارة جاك سوليفان للمنطقة”.

وبيّن “مرهج” أن خطاب “غانتس” جاء نتيجة لرفض “نتانياهو” للهدنة المقترحة من “مصر”؛ بالنظر لاعتقاد: “الرأي العام الإسرائيلي بأن نتانياهو ضّحى بالرهائن مقابل مستقبله السياسي، وهناك حالة استياء كبيرة من ذلك”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة