فرعون مصري لم يتجاوز الـ25 عاماً من عمره استحق عن جدارة الإشادة به في إيطاليا وتحديداً من عشاق وجماهير نادي روما، فهو أول لاعب عربي يسجل “هاتريك” في الدوري الإيطالي لكرة القدم.. وصفته الصحف الإيطالية بأنه “اللاعب الذي لا يجعلك تغمض عينيك”، يجري بسرعة خرافية حتى أنك تشعر أنه يجري 100 متر في حركة واحدة، كما أنه ثاني لاعب عربي يسجل هاتريك في أهم دوريات أوروبا لكرة القدم الفرنسية والإسبانية والألمانية والإيطالية والإنكليزية بعد هاتريك مواطنه المصري “محمد زيدان” بألمانيا في 2007.
صفقة سرية
“محمد صلاح” ابن محافظة الغربية بمصر، الذي بدأ حياته في عالم الساحرة المستديرة من نادي “المقاولون العرب”، لينتقل منه إلى “بازل” السويسري، ثم “تشيلسي” الإنكليزي، ومنه إعارة لبضعة أشهر لـ”فورينتينا” الإيطالي، ثم تعاقد مع “روما” الإيطالي بعد عام من الإعارة في صفقة سرية قيل إنها كلفت النادي الإيطالي نحو 13 مليون جنيه إسترليني مقابل الاستمرار لـ2019، نجح في تحقيق عدة أرقام قياسية للاعب عربي في الدوري الإيطالي.
أفضل هداف عربي
فالمصري الموهوب صلاح تفوق على كثير من اللاعبين العرب في دوريات أوروبا، إذ يعد أفضل هداف عربى فى تاريخ الدورى الإيطالى، بعدما تفوق على اللاعب الجزائرى “إسحاق بلفوضيل” صاحب ثانى أكبر رصيد فى “الكالتشيو” فى موسم واحد، حيث سجل 8 أهداف مع بارما فى موسم 2012 – 2013، بينما سجل صلاح 14 هدفاً في الدوري الإيطالي عام 2016.. فهل تستمر ماكينة اهدافه في 2017، ويكمل مشوار صعوده أم تتعطل قدماه عن التهديف؟
يتقدم على توتي وبيكيه
جاء ترتيبه في المركز الـ50 ضمن قائمة أفضل لاعبى العالم لعام 2016، فى استفتاء طرحته مجلة “ورلد سوكر” الإنكليزية، متفوقاً على “فرانشيسكو توتى”، و”دييغو كوستا” مهاجم المنتخب الإسبانى وتشيلسى الإنكليزى، و”غيرارد بيكيه” مدافع المنتخب الإسبانى ونادى برشلونة، و”تشابى ألونسو” لاعب وسط بايرن ميونخ الألمانى.
محمد صلاح أساس كل شيء حسن في المباراة.. هكذا تستمر الصحف الإيطالية في وصف الفرعون المصري القادر على إنهاء الهجمات في أي وقت وبطرق غير تقليدية، إذ أن قدرته على إنهاء الهجمات رائعة، كما أنه دائماً يحضر في المكان والوقت المناسبين من المباراة.
سباليتي ينقلب عليه
لكن الأمور اختلفت تماماً مع اللاعب المصري عقب عودته من بطولة كأس الأمم الإفريقية ومشاركته مع منتخب بلاده، وتخوف الكثيرون من عشاقه من أشرس انتقاد وجه له من مدرب روما في آذار/مارس 2017، عندما وصف لوشيانو سباليتي المدير الفني لفريق روما الإيطالي، محمد صلاح، عقب الخسارة أمام لاتسيو في مباراة ذهاب نصف نهائي كأس إيطاليا بهدفين نظيفين بأنه قدم آداءا أقل من المطلوب وأنه خيب توقعاته تماماً.
وتابع المدرب بقوله إن صلاح لاعب سريع لكنه يحتاج دائماً للمساحات وبدونها يعاني كثيراً، هجوم سباليتي لم يتوقف هنا، بل صعد مدرب “الذئاب” من تصريحاته ولهجته الغريبة ضد اللاعب المصري صلاح بعدما ودع روما بطولة الدوري الأوروبي 16 آذار/مارس 2017 على يد ليون الفرنسي، من أنه “قليل الحسم لا يمتلك الجرأة ويرتكب أخطاء ساذجة في التمرير ولا يقوم بالأدوار الدفاعية”، هكذا ألقى الرجل على اللاعب مسؤولية الدفاع والهجوم، فهل هذا الهجوم بداية لسلسلة انتقادات أم محاولة لتحفيز اللعب لبذل المزيد من الجهد في الملعب؟
تحفيز بالإيطالي
يقول المصري “أحمد ميدو” مدرب فريق نادي “وادي دجلة” المصري، والذي لعب سابقاً بروما تحت قيادة ذات المدرب، إن الأمر في إيطاليا بالذات يختلف، إذ أن انتقاد أي لاعب في إيطاليا لا يعني إن المدرب يقصد مهاجمته فهذه طبيعة “سباليتي”، فالمدرب يريد رد فعل جيد من اللاعب، الموضوع نفسي بحت، وأن انتقاد صلاح قد يجلعه يعمل بشكل أقوى لإثبات أنه أفضل.
آلة إعلامية للرد
في المقابل يقول نقاد رياضيون في مصر إن على صلاح أن يمتلك آلة إعلامية قوية، تردع المدرب إذا ما شن هجومًا كبيراً عليه، فهو سيتردد كثيراً في الهجوم على لاعبين آخرين لديهم من يرد عنهم، وإنه إذا ما استمر الهجوم على صلاح فإن عليه أن يفكر بجدية في كل عرض يقدم له للرحيل من روما في ظل أسلوب سباليتي الذي لا يتماشى مع صلاح!
تذبذب المستوى
محمد صلاح نجح بالفعل بعد انتقاده من مدربه في تحويل هزيمة روما أمام “ساسولو”، فى المباراة التى جمعتهما في التاسع عشر من آذار/مارس 2017 بملعب “الاولمبيكو”، ضمن منافسات الجولة الـ29 من عمر مسابقة الدورى الايطالى “الكالتشيو” من هدف مقابل لا شيء إلى ثلاثة أهداف مقابل هدف، سجل منهم هدفاً وصنع آخر، واستحق قبلة على رأسه من مدربه، بعدها عاد الفرعون المصري “مومو” ليتصدر عناوين وأغلفة الصحف والمجلات الإيطالية.. فهل يستمر هذا التألق أم يعاني صلاح من تذبذب المستوى في 2017؟