26 أبريل، 2024 6:12 ص
Search
Close this search box.

بعد مناورتها لواشنطن .. تركيا تؤكد شرائها لـ”إس-400″ الروسية وتسترضي أميركا بـ”إف-35″ !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

رغم ما أشيع عن التراجع التركي في شراء صواريخ (إس-400) الروسية، وهو الأمر الذي اعتبره بعض المحللين نوعًا من المناورة مع “واشنطن” لتهدئتها، أكد وزير الدفاع التركي، “خلوصي أقار”، أن بلاده ستفي بإلتزاماتها المرتبطة بصفقتي منظومة صواريخ (إس-400)، ومقاتلات (إف-35) الهجومية.

جاء ذلك في كلمة له خلال زيارة تفقدية أجراها إلى قاعدة عسكرية بولاية ملاطية (وسط)، أمس الجمعة، التي من المقرر أن تنتشر فيها مقاتلات (إف-35).

وقال “أقار”: “سنفي بإلتزاماتنا تجاه صفقتي منظومة صواريخ (إس-400)، الروسية، ومقاتلات (إف-35)، الأميركية، ونعمل على الإلتزام بهما دون أي تقصير”.

وكان الرئيس، “رجب طيب إردوغان”، قد قال في 5 نيسان/إبريل الماضي، إن “أنقرة” تسلمت من “الولايات المتحدة” 3 مقاتلات من طراز (إف-35)، وإنها بانتظار تسلم الرابعة قريبًا.

وتخطط “أنقرة” أيضًا لشراء 100 مقاتلة من الطراز ذاته من “الولايات المتحدة”، إذ يتلقى طيارون أتراك حاليًا تدريبات على استخدامها، في قاعدة “لوك” الجوية، بولاية “أريزونا” الأميركية.

تُجدر الإشارة إلى أن “تركيا” دفعت نحو 900 مليون دولار في إطار مشروع تكنولوجيا مقاتلات (إف-35).

لا تأجيل لاتفاقية “إس-400”..

في الوقت ذاته؛ أكد “يوري أوشاكوف”، مساعد الرئيس الروسي، أنه لا يوجد تأجيل في تنفيذ اتفاقية إرسال منظومة الصواريخ الدفاعية، (إس-400)، إلى “تركيا”، وذلك بعد محادثات الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، مع وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، في مدينة “سوتشي” الروسية.

وقال “أوشاكوف” – في تصريحات أوردتها وكالة أنباء (تاس) الروسية، الأربعاء الماضي، “إننا نعرف بشكل عام أن الولايات المتحدة تُصر على تأجيل تنفيذ اتفاقية إرسال منظومة صواريخ (إس-400) إلى تركيا، ولكن يبدو أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه منذ عدة أشهر يجري تنفيذه بفعالية؛ ولا يوجد حاليًا أي تأخير”.

يُشار إلى أنه تم الإعلان، في عام 2017، عن توقيع “روسيا” و”تركيا” عقد بشأن تسليم أنظمة صواريخ (إس-400) إلى “أنقرة”.

تشكيل مجموعة عمل بين واشنطن وتركيا..

فيما قال وزير الخارجية التركي، “مولود غاويش أوغلو”، إن بلاده تناقش مع “الولايات المتحدة” إمكانية تشكيل مجموعة عمل لتقييم تأثير شرائها المزمع لمنظومة الدفاع الصاروخي الروسية، لكنها لن ترجيء إتمام الصفقة.

وتتصاعد حدة التوتر بين “تركيا” و”الولايات المتحدة” بسبب قرار “أنقرة” شراء منظومة الدفاع الصاروخي، (إس-400)، والتي لا تتوافق مع أنظمة “حلف شمال الأطلسي”.

ويقول المسؤولون الأميركيون إن شراء “أنقرة”، المزمع، للمنظومة الروسية يهدد دورها في مشروع المقاتلة (إف-35)؛ وشرائها لتلك المقاتلات. وتقول “واشنطن” إن منظومة (إس-400) تعرض مقاتلاتها من طراز (إف-35) للخطر.

وتخشى “الولايات المتحدة”، والأعضاء الآخرون في “حلف شمال الأطلسي”، الذين يمتلكون مقاتلات (إف-35) أن يتمكن الرادار الخاص بمنظومة (إس-400) من رصد وملاحقة المقاتلات مما يحد من قدرتها على تفادي الأسلحة الروسية.

وتقول “أنقرة” إن المخاوف الأميركية مبالغ فيها؛ وتحث “واشنطن” على تشكيل مجموعة عمل لتقييم المخاطر التي قد تمثلها منظمة (إس-400) على المقاتلة (إف-35).

وقال “غاويش أوغلو”، للصحافيين: “نتبادل الآراء بشأن كيفية القيام بذلك. سنواصل تبادل وجهات النظر وفور التوافق سنقرر إن كان سيجري تشكيل مجموعة عمل أم لا. المناقشات مستمرة ولا يوجد شيء مؤكد حتى الآن”.

وكان مصدر مطلع قد قال، الاثنين الماضي، إن “الولايات المتحدة” طلبت من “تركيا” تأجيل تسلم منظومة (إس-400)؛ المقررة، في تموز/يوليو 2019، مقابل الموافقة المحتملة على تشكيل مجموعة العمل.

وقال “غاويش أوغلو”: “لا يوجد أي تأجيل أو إلغاء في هذه المرحلة.. الأمر غير مطروح أيضًا”.

ويعتبر هذا الخلاف هو الأحدث في سلسلة نزاعات دبلوماسية بين “الولايات المتحدة” و”تركيا”. وتشمل هذه الخلافات مطالبة “تركيا”، لـ”واشنطن”، بتسليمها رجل الدين، “فتح الله غولن”، وخلافات حول السياسة بالشرق الأوسط والحرب في “سوريا” والعقوبات على “إيران”.

دعوات أميركية بالتخلي عن شرائها..

وفي أحدث تطورمن جانب “واشنطن”، دعا أعضاء ديمقراطيون وجمهوريون في مجلس النواب الأميركي، “تركيا”، إلى التخلي عن شرائها المزمع لمنظومة الدفاع الصاروخي الروسية، (إس-400).

وطرح هؤلاء؛ مشروع قرار يحث الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، على تجنب أي علاقات عسكرية مع “موسكو”، يمكن أن تهدد شراكة “الولايات المتحدة”، و”تركيا” ودور “أنقرة” في “حلف شمال الأطلسي”.

وكانت “الولايات المتحدة” قد حثت، “تركيا”، على إلغاء صفقة (إس-400)؛ وإلا فإنها ستخاطر بحرمانها من شراء مقاتلات (إف-35) الأميركية.

تركيا لن تتنازل..

تعليقًا على ذلك استبعد الأكاديمي والباحث السياسي، “سمير صالحة”، أن تقوم “تركيا” بالإستجابة لمطالب النواب الأميركيين، الذين يريدون من وراءه إلغاء الصفقة مع “موسكو”، تلبية لمصالحهم الخاصة، ولو كان ذلك على حساب المصالح العسكرية والأمنية لـ”تركيا”.

مضيفًا: “أن المؤشرات داخل تركيا تشير إلى أن الأخيرة ماضية في تعهداتها، وفيما إتفقت عليه مع موسكو بما يخص صفقة شراء منظومة (إس-400)”.

وتساءل “صالحة” عن: “أين كانت الولايات المتحدة الأميركية، حتى الأمس القريب، في الأخذ بجدية المطالب التركية بتحديث منظومتها الصاروخية الدفاعية، والتي تحتاج إليها..”.

وأوضح أن: “تركيا اختارت العرض الروسي للحصول على منظومة الدفاع الجزي، لأنها رأت أنه أكثر ليونة وإنفتاحًا”.

إمتحان للدبلوماسية “التركية-الأميركية”..

ورأى الكاتب والمحلل السياسي التركي، “يوسف كاتب أوغلو”، إن العلاقة البينية بين “تركيا” و”روسيا” وملف التسليح أزعجت “الولايات المتحدة الأميركية” كثيرًا.

وأضاف أن “تركيا” ترى أن لها كامل الحق والسيادة في الدفاع عن أراضيها؛ ومنظومة (إس-400) الروسية هي لحماية الفضاء التركي، ومزاعم “الولايات المتحدة الأميركية” بخصوص هذه الصفقة أنها تتعارض مع متطلبات (الناتو) أو وجود بدائل أخرى؛ كصواريخ (باتريوت) وغيرها، جاءت متأخرًة جدًا، خاصة وأن “تركيا” طالبت “أميركا” مرارًا بحماية أجوائها، منذ عام 2015، ولكن الجميع تخلى عنها.

مشيرًا إلى أنه بعد ما حدث في “تركيا” من محاولة انقلاب فاشلة، في تموز/يوليو 2016، أصبح من حق “تركيا” البحث عن مصادر أخرى لحماية أجوائها، وبالتالي فإن صفقة (إس-400) هي الأفضل تقنيًا وسعريًا ولوجيستيًا بالنسبة لـ”تركيا”.

وأكد أن ما يحدث هو بمثابة إمتحان حقيقي للتحقق من مدى قوة وصلابة الروابط الدبلوماسية والسياسية التركية مع “واشنطن”، فـ”الولايات المتحدة الأميركية”، عاجلًا أم آجلًا، سترضخ للمتطلبات التركية ولما تريد فعله.

وتُعد “تركيا” ثاني أقوى جيش في (الناتو) وحليف إستراتيجي قوي وقديم بالرغم من وجود خلافات كثيرة بين الطرفين التركي والأميركي، ولكن لن تصل لحد القطيعة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب