20 أبريل، 2024 12:11 ص
Search
Close this search box.

بعد مذبحة “نيوزيلندا” .. جرائم على الهواء مباشرة بفضل مواقع التواصل الاجتماعي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

ألقى الهجوم الإرهابي، في “نيوزيلندا”، باللوم من جديد على كيفية إدارة منصات التكنولوجيا للمحتوى، بعدما لقي 49 شخصًا مصرعهم وأصيب 20 آخرون؛ بعد الهجمات الإرهابية على مسجدين في “نيوزيلندا”، أمس الجمعة.

أحد الإرهابيين، والذي يدعى، “برينتون تارانت”، 28 عامًا، وهو رجل أبيض أسترالي، أعلن عن الهجوم على لوحة رسائل موقع (8chan)، وسبق ذلك نشر صور للأسلحة، قبل أيام من الهجوم، وعبر موقعي (8chan) و(تويتر)، حيث نشر ذلك الإرهابي أيضًا بيانًا مكونًا من 74 صفحة يلقي باللوم على عمليات الهجرة في تهجير البيض في “أوقيانوسيا” وأماكن أخرى، كما أن البيان اعتمد فكرة، “الإبادة البيضاء”، كدافع للهجوم الشنيع الذي جرى أمس.

جريمة على الهواء مباشرة !

رأت مجلة (ذا اتلانتيك)، أن الفيديو يهدد مستقبل استمرار موقع (8chan) على الإنترنت؛ بعد انتشاره بشكل مروع وتعليق المستخدمين عليه بعبارات وصور ساخرة تحتوي على نزعة “نازية”، أما عن (فيس بوك) فقد حاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه بإتخاذ الإجراءات اللازمة مع انتشار أخبار الفيديو، ولكن ذلك لم يحدث إلا بعد تنبيهات الشرطة المحلية بسحب الفيديو من منصات التواصل الاجتماعي.

انتقدت الصحافة ووسائل الإعلام، بشكل لا هوادة فيه، عدم إنتباه منصات التواصل لتلك الجريمة التي سرت عبر “الإنترنت” وصفحاته لعدة أيام دون إلتفات أحد مسؤولي المواقع، ولكن ذلك يعود في الأساس إلى فكرة حرية النشر عبر وسائل “الإنترنت” وعدم فرض قيود على المحتوى المنشور؛ وعدم اعتماد سلطة مركزية تتحكم في النشر.

قالت “لوسيندا كريتون”، مستشارة سياسة مكافحة التطرف، لشبكة (سي. إن. إن): “شركات التكنولوجيا لا ترى هذا بشكل أساس كأولوية”.

متابعة: “يقولون إن هذا أمر فظيع، لكن ما لا يفعلونه هو منع المنشور من الظهور مرة أخرى”.

وفي سياق متصل؛ قال كاتب العمود، “تشارلي ورزل”، في صحيفة (نيويورك تايمز)، أن الهدف من الحادث لم يكن فقط إطلاق النار، بل تحقيق الانتشار الواسع للعنف عبر “الإنترنت”. عندما أعلن الإرهابي الأسترالي عن نواياه، جاءت ردة فعل عدد من مستخدمي المواقع، التي نشر عبرها البيان الذي وثق جريمته، متفاعلة بشكل إيجابي كبير مع محتواه، حيث قرر أحدهم الإحتفاظ بالبيان وبالمنشور على حاسوبه الشخصي خوفًا من مسح إدارة الموقع للمحتوى مما يبرر عدم قدرة مواقع التواصل على ملاحقة سرعة انتشار المحتوى.

انتشار بسرعة الطاعون..

وفي أزمة مشابهة؛ كان قد تورط فيها مؤسس شركة (فيس بوك)، “مارك زوكيربيرغ”، أمام “الكونغرس”، العام الماضي، شملت السماح للروس بتعطيل الانتخابات الأميركية؛ والسماح بانتشار إعلانات الإسكان غير القانونية والعرقية، رأى “زوكيربيرغ” أن الحل لمشكلات التحكم في المحتوى عبر “الإنترنت” يكمن في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بدلًا من الموظفين الذين لديهم عددًا مهولًا من المحتوى المطالبين بمراجعته.

إلا أن المجلة الأميركية تقول؛ إن هذه التقنية، (الذكاء الاصطناعي)، أثبتت أنها غير كافية. لأن “الذكاء الاصطناعي” هو حل طموح لمستقبل لم يحدث بعد، كما أنه يوفر لـ”زوكربيرغ”، وغيره، الغطاء البلاغي أكثر من الحلول التكنولوجية. وفي الغالب يكون من الصعب للغاية اكتشاف المحتوى غير المرغوب فيه وتنقيته، وبالنظر إلى مجموعة من المليارات من المستخدمين، فإن الأشخاص الأذكياء سيجدون دائمًا طرقًا لخداع أي نظام كمبيوتر، على سبيل المثال، عن طريق تعديل الصور أو مقاطع الفيديو بشكل طفيف لجعلها تبدو مختلفة بالنسبة لذكاء جهاز الكمبيوتر.

أكدت المجلة الأميركية أن وسائل التواصل، بكل أسف، تبحث عن عدد أكبر من الإعجابات والمشاركات بغض النظر عن خطورة المحتوى وتأثيره على المجتمع، وهو ما يؤدي للانتشار دون مراجعة أو تفنيد، ولذلك فالمنصات التكنولوجية تحمل المعلومات العالمية بسرعة كالطاعون.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب