29 مارس، 2024 1:19 ص
Search
Close this search box.

بعد محاولات عديدة .. واشنطن تحاول تشكيل “تحالف عسكري” في الخليج بريطانيا الأقرب إليه !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة تطرح علينا الكثير من التساؤلات؛ رغم أنها ليست الأولى من نوعها.. حيث فشلت “واشنطن” مسبقًا في تكوين “تحالف عربي” لمواجهة “إيران”، كما منيت بالفشل أيضًا في “التحشيد الدولي”، كما ترمي أسباب أخرى سهامها تجاه “صفقة القرن”.. كشف رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال “غوزيف دانفورد”، عن سعي “الولايات المتحدة” لتشكيل تحالف عسكري دولي لحماية الممرات المائية الاستراتيجية قُبالة سواحل “إيران” و”اليمن”.

“دانفورد” قال، أمس الأول الثلاثاء، إن “الولايات المتحدة” تأمل في إيجاد دول صديقة لديها الإرادة السياسية لإنشاء فريق عمل خلال الأسبوعين المقبلين، مضيفًا أن القوة المقترحة سيكون لها دور فعال لضمان حرية الملاحة في طرق التجارة الحيوية.

وشهد الشهر الماضي، استهداف ناقلات نفط في منطقة الخليج، وألقت “الولايات المتحدة” باللوم على “إيران” في استهدافها وتهديد الملاحة في “مضيق هرمز”. لكن “طهران” نفت مسؤوليتها عن الهجمات.

الأهداف الأميركية في مرمى النيران الإيرانية..

وهدد قائد بالحرس الثوري الإيراني، “الولايات المتحدة”، أمس الأول، وقال إن القواعد الأميركية في المنطقة وحاملات الطائرات في الخليج تقع في مدى الصواريخ الإيرانية.

وبموجب الخطة العسكرية الأميركية الجديدة، فإن “واشنطن” ستوفر سفن القيادة وجهود المراقبة لـ”التحالف العسكري”. وسيقوم الحلفاء بدوريات حراسة بالقرب من سفن القيادة الأميركية ومرافقة السفن التجارية التي تحمل أعلامهم.

وكشف رئيس الأركان عن تفاصيل الخطة للصحافيين، بعد اجتماعات حول هذا الموضوع مع القائم بأعمال وزير الدفاع، وذكر “دانفورد” موضحًا: أننا “نتواصل مع عدد من البلدان لمعرفة ما إذا كان يمكننا تشكيل تحالف يضمن حرية الملاحة في كل من مضيقي هرمز وباب المندب”.

وأضاف: “أعتقد أنه ربما خلال الأسبوعين المقبلين سنتمكن من تحديد الدول التي لديها الإرادة السياسية لدعم تلك المبادرة؛ وبعد ذلك سوف نعمل مباشرة مع الجيوش لتحديد القدرات العسكرية المحددة التي سوف تدعم هذه الخطة”.

ودائمًا ما تهدد “إيران” بإغلاق “مضيق هرمز”، الذي يمر من خلاله ما يقرب من خُمس “النفط” في العالم، وذلك في حال عدم تمكنها من تصدير نفطها.

واكتسب اقتراح “الولايات المتحدة”، لإنشاء تحالف لحماية الملاحة في “مضيق هرمز”، زخمًا كبيرًا منذ هجمات آيار/مايو وحزيران/يونيو 2019؛ التي استهدفت ناقلات النفط في “مياه الخليج”.

وزادت حدة التوتر بين “إيران” و”الولايات المتحدة”، بعد إعلان “طهران” عن إسقاط طائرة أميركية بدون طيار.

تعزيز الأمن في “باب المندب”..

ورغم أن المسؤولين في “الولايات المتحدة” قد ناقشوا علنًا خطط حماية “مضيق هرمز”، فقد كشف “دانفورد” عن أن التحالف المقترح سيسعى أيضًا إلى تعزيز الأمن في “باب المندب” قُبالة سواحل “اليمن”.

وأعربت “الولايات المتحدة” ودول خليجية، منها “السعودية” و”الإمارات”، عن قلقها إزاء الهجمات التي يشنها “الحوثيون” بدعم من “إيران”، في “باب المندب” الذي يربط البحر الأحمر بـ”خليج عدن”.

مواجهة بين معسكرين..

تعليقًا على خطوة إنشاء “التحالف العسكري”، اعتبر الخبير في الشؤون الإقليمية، “ناجي الزعبي”، أن: “العالم يعيش الآن مواجهة بين معسكرين، يقوم الطرف الأميركي وحلفاؤه في المنطقة بمحاولة تبديل الأدوار، لكن ضمن إساءة تقدير قوة الخصم – المتمثل بإيران وقوى الممانعة في المنطقة”.

ولفت إلى أن: “نية الولايات المتحدة بتأسيس تحالف جديد ليست مستغربة، لا سيما بعد النكسة التي تعرضت لها بإسقاط الدفاعات الإيرانية لطائرة (غلوبال هوك) الأميركية، التي تمثل ذروة صناعاتها العسكرية، والتي شكل إسقاطها من قِبل الإيرانيين زلزالاً تقنيًا وعسكريًا، بكل المعايير والمقاييس”.

واعتبر أن هذا التطور “دب الرعب في أوصال الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة، فضلاً عن كشف اليمن لمنظومة صواريخه الجديدة، التي شكلت رسالة واضحة حول قدرات خصوم واشنطن في المنطقة على قلب موازين القوى لصالحها”.

لإضفاء مشروعية على قرار انسحابها من الاتفاق النووي..

واعتبر الباحث في العلاقات الدولية، “مصطفى صلاح”، أنّ دعوة “الولايات المتحدة الأميركية” لإنشاء “تحالف عسكري” لحماية الملاحة في “مضيق هرمز”، محاولة لتضييق الخناق على السياسة الإيرانية والسيطرة على ممرات الملاحة العالمية التي تحتل مكانة مهمة في نقل النفط للعالم، لافتًا إلى أنّ “أميركا” تسعى، في ظل التصعيد الذي تنتهجه “إيران”، إلى بلورة العمق الدولي وإضافة مشروعية إلى قرارها الذي اتخذته وحدها، في 8 آيار/مايو 2018، بالانسحاب من “الاتفاق النووي” من خلال جذب حلفاؤها الأوروبيين، الذين تفاوتوا في مواقفهم تجاه الأزمة الإيرانية، ما ينعكس بالسلب على النظام الإيراني.

وأضاف الباحث أن هناك ضغطًا من “الاتحاد الأوروبي” على “الولايات المتحدة” للجلوس من جديد على طاولة المفاوضات مع “إيران”، لمنع استمرار التصاعد في الأزمة، خاصة بعد إعلان “إيران” زيادة نسب التخصيب لـ (اليورانيوم) مخالفة بذلك “الاتفاق النووي”.

وأكد “صلاح” على أنّ “بريطانيا” من أكثر الدول التي ستسعى للتحالف مع “أميركا” ضد “إيران”، عكس “فرنسا” و”ألمانيا” اللذان اتخذا موقفًا حياديًا من الأزمة، في حين إحتجزت “بريطانيا”، من قبل، ناقلة نفط تابعة لها في “مضيق جبل طارق”، وأرسلت قوات لحماية سفنها القادمة عبر “مضيق هرمز” ومنطقة “الخليج العربي”، وتعتبر “بريطانيا هي الحليف الأفضل للولايات المتحدة؛ فهي تسير وفق السياسات الأميركية، منذ عام 2001، وإنما يوجد عدد من الملفات الخلافية بينها وبين الاتحاد الأوروبي”.

وزاد الباحث بأن الوجود الأميركي في المياه العربية سيكون له انعكاسات سلبية على المنطقة أكثر من “الولايات المتحدة” ذاتها، خاصة أنّ “إيران” تستهدف الأماكن الأميركية في المنطقة، في حين أنّ “واشنطن” تصعد الأزمة خارج نطاقها الجغرافي.

يحشد المجتمع الدولي.. وقد تستجيب بريطانيا..

المحلل السياسي والمتخصص في الشأن الإيراني، “هشام البقلي”، يقول إن: “ترامب يحاول حشد المجتمع الدولي ضد إيران بهذه التصريحات للوقوف ضد الجانب الإيراني”، موضحًا أن “ترامب” أجرى العديد من المحاولات لتكوين تحالف يحمي المياه الإقليمية في “مضيق هرمز”، إذ لا يريد الوقوف في وجه “إيران” بشكل فردي، ولكن تلك المحاولات باءت جميعها بالفشل.

واستطرد قائلًا أن الدول العربية و”بريطانيا” هي التي سترحب بذلك “التحالف العسكري”؛ وستسارع للإنضمام له لتضييق الخناق على “طهران”، مؤكدًا على أن “إيران” لن تتوقف عن سياستها التصعيدية في الأزمة، لأنه لم يعد لديها شيء تخشى أن تخسره، فقد شهدت في الفترة الأخيرة تغييرات عديدة في موقف بعض الدول الأوروبية نحوها، وهي بحاجة لاستخدام المزيد من الدبلوماسية في التفاوض مع الأطراف الأوروبية لتخفيض العقوبات المفروضة عليها.

وأضاف الباحث؛ أنّ “روسيا” وغيرها من الدول الآستوائية، كـ”الصين”، لن تدعم الموقف الأميركي من تلك الأزمة، نظرًا لمصالحها الضخمة مع “إيران”، فهي تستورد منها معظم احتياجاتها النفطية، و”الاتحاد الأوروبي” متخوف من فكرة وجود قوات في الشرق الأوسط في الوقت الراهن.

من سينضم ؟

ويتحدث “سيباستان سونس”، وهو محلل سياسي في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية، لـ (DW) الألمانية، عن أن “السعودية” ستشارك في التحالف، ليس فقط بالدعم اللوجيستي، ولكن كذلك بسفنها الخاصة أو حتى بالمحاربة منها، ولن تتأثر هنا بموقف “أبوظبي”، التي كانت لديها علاقة تصالحية نوعًا ما مع “طهران” بسبب المصالح الاقتصادية التي تجمعهما.

في الجانب الآخر؛ ترى “قطر” الموضوع بشكل مختلف، فيضيف المحلل، فهي من جهة تحتاج للأميركيين، ومن جهة أخرى تحاول أن تستمر على نفس القدر من التوازن بين القوتين الكبيرتين في المنطقة، أي “إيران” و”السعودية”، بمعنى أن “الدوحة” ستعبر عن تحفظها على الخطوة الأميركية، لكنها لم تعارضها بشكل كامل.

وعن “الكويت” و”عُمان”، يتابع المحلل، فتكونان على قدر كبير من الحذر، نظرًا لعدم توفرهما على جيش قوي، وكذلك بسبب تواضع قدراتهما الاقتصادية مقارنة بالدول الأخرى المذكورة.

إلا أن “العراق”، الذي تربطه علاقات قوية مع “إيران”، يرى في أيّ خطوة لإغلاق “مضيق هرمز” من قِبل إيران “عقبة كبيرة” لاقتصاده، وبذلك ستجد “بغداد” نفسها في وضع صعب إزاء أيّ تحالف يبتغي محاصرة “إيران”، إذ لا يزال “العراق” يحتاج للدعم الأميركي، خصوصًا مع استمرار القوات الأميركية في هذا البلد، لكنه كذلك لا يرغب بإغضاب “طهران”، وهو ما ظهر عندما وجه الرئيس العراقي، “برهم صالح”، لومًا كبيرًا لـ”دونالد ترامب”، عندما صرّح أنه يريد مراقبة “إيران” من الأراضي العراقية.

أوروبيًا أبقت “ألمانيا” الباب مفتوحًا أمام مشاركتها في التحالف المستقبلي. وقالت المستشارة، “أنغيلا ميركل”: “المناقشات سارية، بالطبع ستشارك فيها ألمانيا أيضًا، لكن لا يمكنني حاليًا قول شيء عن الأمر، لأنه لم يتم بعد”.

الأهداف الحقيقية وراؤه..

بعيدًا عن الأهداف السياسية، تحمل الدول المدافعة عن التحالف أجندات أمنية لحماية مصالحها الاقتصادية، فوفق وكالة الأنباء الألمانية، (د. ب. أ)، تتجنب شركات نفط دولية إرسال ناقلاتها إلى موانيء الشحن في الشرق الأوسط، بعد وقوع هجومين خلال شهر واحد، الأول استهدف ناقلات في إمارة “الفُجيرة” الإماراتية، والثاني استهدف ناقلات في “خليج عُمان”. وقد اتهمت “واشنطن”، “طهران”، بالوقوف وراء الهجومين، وهو ما نفته هذه الأخيرة، فيما سبق لـ”الحوثيين” أن استهدفوا أكثر من مرة ناقلات النفط في موانيء يمنية، ما أدى إلى تبعات اقتصادية خطيرة.

وصرح مسؤول في إحدى الشركات النفطية، في “دبي”، للوكالة إن: “هناك توقعات بتدهور الأوضاع بصورة أكبر؛ قبل أن تبدأ في التحسن”، مؤكدًا على أن ميناء الفُجيرة “يشهد تراجعًا كبيرًا في الطلب بسبب ارتفاع تكاليف التأمين على ناقلات النفط ضد مخاطر الحرب”. كما أوردت الوكالة خبر وقف إحدى الشركات بشكل مؤقت لأنشطتها في الخليج، وقد نقلت (بلومبرغ) تصريحات متباينة لتجار ووسطاء يتحدثون عن تراجع حركة مبيعات “النفط” بما بين 15 و 30 في المئة مؤخرًا.

في مقابل إتمام “صفقة القرن”..

في غضون ذلك؛ كشفت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء، “بنيامين نتانياهو”، يدرس احتمال أن يعلن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، عن حلف دفاع، مقابل التعهد له برد إيجابي على “صفقة القرن”.

الصحيفة العبرية اعتبرت أن “نتانياهو” يبحث عن خدعة أخرى تقنع داعميه بالتصويت له، معللة ذلك بأن فكرة قيام “حلف دفاعي” بين “إسرائيل” و”الولايات المتحدة” نوقشت في السابق بين القيادتين الأمنية والسياسية الإسرائيلية والأميركية.

كما أشارت إلى أنه: “في حلف الدفاع يتعهد الطرفان بتنسيق كل نشاطاتهما الحربية مسبقًا، الأمر الذي قد يمنع إسرائيل من تنفيذ عمليات عسكرية أو حروب مفاجئة دون موافقة من واشنطن”.

وتصاعدت حدة التوترات بين “إيران” و”الولايات المتحدة الأميركية” بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، عقب انسحاب “واشنطن” من “الاتفاق النووي”، الموقع في العام 2015، بين “إيران” والقوى الكبرى، لكبح البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الدولية المالية عنها، وإعلان “إيران” إسقاط طائرة تجسس أميركية مُسيرة، قالت إنّها “انتهكت” مجالها الجوي فوق “مضيق هرمز”، وهو ما نفته “وزارة الدفاع الأميركية”، فيما تجنبت شركات طيران عالمية إجراء رحلات في المجال الجوي الإيراني، وألغت “الولايات المتحدة” ضربة عسكرية كانت مقررة ضد “طهران”.

وكان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، قد دعا إلى محادثات مع النظام الإيراني “دون شروط مسبقة”، فيما استبعدت “طهران” ذلك، قائلة إنّ: “على ترامب العودة إلى الاتفاق إذا كان يريد التفاوض معها”.

يُذكر أنّ “مضيق هرمز” يمر منه نحو خُمس “النفط العالمي”، بينما يمر نحو 4 ملايين برميل من “النفط” يوميًا من “باب المندب” إلى “أوروبا” و”الولايات المتحدة” و”آسيا”، فضلًا عن سلع تجارية.

بدوره؛ يحتل “باب المندب”، الذي يقع في المسافة البحرية بين “اليمن” و”غيبوتي”، أهمية بالغة، فهو يفصل قارتي “إفريقيا” و”آسيا” ويربط بين “بحر العرب” و”المحيط الهندي”، وأضحى منذ أكثر من قرن طريقًا تجاريًا أساسيًا بين دول عربية وأخرى متوسطة وأخرى مطلة على “المحيط الهندي”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب