لم تفلح محاولاته في تأليب المكون السني واختراقه وشق صفوفه بهدف تشكيل حكومة عراقية على هواه ممن يضمن ولاءهم، فقرر اليوم الاثنين 15 تشرين الأول / أكتوبر 2018، أن يحاول مرة أخرى مع الأكراد محاولا استقطابهم إلى صفوفه، ظنا منه أنه سيحقق الغلبة والانتصار إذا ما نجح في تحقيق معادلة “الأكراد + الشيعة = حكومة تحت ولايتي”.
فخرج يدعو عبر منبره الذي يفضله – موقع التواصل الاجتماعي تويتر – أكراد العراق وسياسييهم إلى التعايش مع بقية طوائف العراق بلا انفصال في عراق موحد، حسبما قال مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري بنفسه في تغريدته.
مارس الصدر هوايته في دغدغة مشاعر الوطنية عند الأكراد، بقوله “أردناكم موحدين أقوياء أعزاء لا تظلمون وتُظلمون، ، وسنتقاسم لقمة العيش بيننا بالعدل والإنصاف، ولن نسمح بالتعدي عليكم ونحن نعلم أن فيكم من هو محب للاعتدال ولا يفرق بين كردي وعربي إلا بالتقوى وحب الوطن”.
هكذا استخدم لغة المنابر مرة أخرى، التي يجيدها، مرتديا عباءة رجل الدين لتوظيف ما يريده سياسيا، من أجل ضمان الاستحواذ على الكلمة العليا في الحكومة المرتقبة برئاسة عادل عبد المهدي، فأخذ يقول: فهلموا إلى أن ننقذ العراق ونترك المحاصصة ونبعد كل فاسد ولنجدد العهد للعراق بوجوه جديدة نزيهة تحفظ هيبتكم وترفع منزلتكم بعد أن نعز العراق وشعبه “.
ثم أنهى تغريدته بقوله: ليتوحد جيلكم القديم بالجيل الجديد ولنكون وإياكم من دعائم العراق ولتكن كركوك مثالا للتعايش السلمي لكل الطوائف والأعراق”.
وتناسى الصدر أنه هو نفسه الذي رفض بشدة التفاهم مع الأكراد في نيسان / ابريل 2018، عندما أعلنها صراحة بأنه لا تواجد لأي قوات للأكراد في المناطق المتنازع عليها مع بغداد.