10 أبريل، 2024 3:42 ص
Search
Close this search box.

بعد مباحثاتها مع إيران .. “السعودية” تقترب من “دمشق” لعودة العلاقات من جديد وإعادتها للحضن العربي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بدا واضحًا على الساحة السياسية الإقليمية أن أكثر الأقطاب تطاحنًا بدأت تُشق طريقها نحو التقارب وإعادة العلاقات من جديد، فبعد ما أثير حول التقارب “السعودي-الإيراني”، ظهرت أنباء تؤكد وجود محادثات سرية تجمع  بين: “السعودية” و”سوريا”.

بعض التقارير الصحافية العربية؛ كشفت عن وصول وفد سعودي إلى العاصمة السورية، “دمشق”، تمهيدًا لعودة العلاقات الدبلوماسية الرسمية، بين “المملكة العربية السعودية” و”سوريا”.

ونقلت صحيفة (رأي اليوم)؛ عن مصادر دبلوماسية سورية، قولها إن وفدًا سعوديًا برئاسة؛ رئيس المخابرات السعودي، الفريق “خالد الحميدان”، زار “دمشق”، يوم الإثنين.

والتقى “الحميدان”؛ مع الرئيس السوري، “بشار الأسد”، ونائب الرئيس السوري للشؤون الأمنية، اللواء “علي المملوك”.

اتفاق على عودة العلاقات وإعادة فتح السفارة..

واتفق الطرفان، بحسب المصادر الدبلوماسية، على أن يكون هناك زيارة مطولة للوفد السعودي، بعد “عيد الفطر”.

واتفق الوفد السعودي، وفقًا للمصادر، مع المسؤولين السوريين على عودة العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارة السعودية، في “دمشق”، كخطوة أولى لاستعادة العلاقات في مختلف وشتى المجالات.

وقالت المصادر الدبلوماسية؛ إن الوفد السعودي أبلغ المسؤولين السوريين؛ ترحيب المملكة بعودة “سوريا” إلى “الجامعة العربية”، وحضورها مؤتمر القمة العربية المقبل، في “الجزائر”.

وألمحت المصادر الدبلوماسية؛ أن تلك المحادثات كانت مثمرة وكسرت الجليد، الذي كان يسيطر على العلاقات بين البلدين.

بسبب اللقاء “السعودي-الإيراني” في بغداد..

وكما أكد رئيس تحرير (رأي اليوم)، “عبدالباري عطوان”، تلك التقارير في تصريحات لقناة (الجديد) اللبنانية، مشيرًا إلى أنه قد تفتتح “السفارة السعودية”، في “دمشق”، رسميًا بعد “عيد الفطر”، وقد يترأس الوفد السعودي، وزير الخارجية الأمير “فيصل بن فرحان آل سعود”.

وأرجع “عطوان”، في تصريحاته؛ الإنفراجة في العلاقات “السعودية-السورية”، إلى اللقاء “السعودي-الإيراني”، السري، في “العراق”، والذي قرب وجهات النظر بين الجانبين، ومهد الطريق أمام عودة العلاقات “السعودية-السورية”.

ترحيب سوري..

وفي أول رد سوري على تلك الأنباء، وصف السفير السوري في لبنان، “علي عبدالكريم علي”، “السعودية”؛ بأنها “دولة شقيقة وعزيزة”، مؤكدًا ترحيب بلاده بأي خطوة في صالح العلاقات “العربيةـالعربية”.

وقال السفير السوري في لبنان، ردًا على سؤال حول ما أثير عن فتح صفحة جديدة، بين بلاده و”السعودية”، إنه يُقدر: “أن الأشقاء في مراجعة؛ يرجو ألا تكون طويلة”، مؤكدًا أنه رأى ذلك من خلال اللقاء بعدد من الدبلوماسيين، ومن خلال المتابعات والتصريحات، وذلك حسب صحيفة (سوق عكاظ) السعودية.

وأشار “عبدالكريم علي”، إلى ما يتم تداوله في الإعلام عن مراجعة “السعودية”؛ مواقفها في عدد من الملفات، مضيفًا أن: “سوريا تُرحب بأي مبادرة فيها مراجعة مسؤولة، لأنها حريصة على أشقائها، والسعودية دولة شقيقة وعزيزة، وأي خطوة في صالح العلاقات (العربية-العربية)، سوريا ترحب بها”.

تعليق عضوية “سوريا” في الجامعة العربية منذ 10 سنوات..

جدير بالذكر أنه تم تعليق عضوية “سوريا”، في “الجامعة العربية”، بقرار من وزراء الخارجية العرب، في مقر الجامعة، في “القاهرة”، في 12 تشرين ثان/نوفمبر عام 2011، وسحب السفراء العرب من “دمشق” وتعليق مشاركة وفود سورية في اجتماعات “مجلس الجامعة العربية”؛ وجميع المنظمات التابعة، على إثر الأزمة التي حصلت في “سوريا”.

دعوات سعودية وإماراتية لعودة سوريا للحضن العربي..

وشهدت الفترة الأخيرة؛ دعوات “سعودية-إماراتية”؛ لعودة “سوريا”، إلى “الجامعة العربية”، ومحيطها العربي، فسبق وأن أكد وزير الخارجية السعودي، “فيصل بن فرحان”، على أهمية إيجاد مسار سياسي يؤدي إلى تسوية واستقرار الوضع في “سوريا”، وبالتالي عودتها إلى الحضن العربي.

وقال “بن فرحان”، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي، “سيرغي لافروف”: “تؤكد المملكة؛ على أهمية استمرار دعم الجهود الرامية لحل الأزمة السورية، بما يكفل أمن الشعب السوري ويحميه من المنظمات الإرهابية والميليشيات الطائفية، والتي تُعطل الوصول إلى حلول حقيقية تخدم الشعب السوري”. وأوضح أن حل الأزمة في “سوريا” يتطلب توافقًا بين أطراف الأزمة من معارضة وحكومة.

وهو ما أتى تزامنًا مع ما أكده، “عبدالله بن زايد آل نهيان”، وزير الخارجية الإماراتي، في مؤتمر صحافي مع “لافروف”، على ضرورة التعاون والعمل الإقليمي، مشيرًا إلى أن: “بدء مشوار عودة سوريا إلى محيطها؛ أمر لا بد منه، والأمر لا يتعلق بمن يريد أو لا يريد، فالمسألة هي مسألة المصلحة العامة.. مصلحة سوريا ومصلحة المنطقة”.

واعتبر وزير الخارجية الإماراتي؛ أن: “التحدي الأكبر اليوم؛ الذي يواجه التنسيق والعمل المشترك مع سوريا، هو قانون قيصر”. وقال: “لا بد من وجود مجالات تفتح الباب للعمل المشترك مع سوريا، لنا جميعًا”.

ونوه إلى أن: “إبقاء قانون قيصر، كما هو اليوم، يجعل الأمر في غاية الصعوبة، ليس لنا كدول؛ وإنما أيضًا على القطاع الخاص، وأعتقد أن هذا لا بد أن يكون الحوار الذي نتحدث فيه بشكل واضح مع أصدقائنا في الولايات المتحدة الأميركية”.

نقطة تحول تساهم في تقليص دور إيران !

تعليقًا على تلك الخطوة، قال “نضال السبع”، المختص في شؤون الشرق الأوسط والخليج العربي، في حديث لقناة (الغد)؛ إن زيارة مدير الاستخبارات السعودية إلى “سوريا”: “نقطة تحول”؛ قد تُقلص من الدور الإيراني في “دمشق” و”بيروت”.

وأضاف أن الحدث كبير وسيلقي بظلاله على المنطقة كلها، في ظل تقارب العلاقات “السعودية-الروسية”، والعلاقة المميزة التي تربط، الأمير “محمد بن سلمان”، ولي العهد السعودي، والرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”.

وأشار إلى أن المرحلة الحالية؛ تشهد تقريب وجهات النظر بين: “السعودية” و”سوريا”، بعد الزيارة الرسمية الأولى لمدير الاستخبارات السعودية، “خالد الحميدان”، ولقائه الرئيس السوري، “بشار الأسد”، والحديث حول عودة “سوريا” لمكانتها العربية ومقعدها بـ”جامعة الدول العربية”، مؤكدًا أن عودة “سوريا”، لحض العرب، يُقلص من الدور الإيراني في “سوريا”، وملفات أخرى منها الملف اللبناني، في ظل التفاهم “السوري-السعودي”، وانحصار الدور الإيراني وعودة الاستقرار للمنطقة.

إعادة إحياء المعادلة ضرورة حيوية للبلدين..

بدوره؛ اعتبر الدكتور “أسامة دنورة”، المحلل السياسي والإستراتيجي السوري، أن عودة العلاقات بين البلدين؛ أصبحت ضرورة وحيوية عربيًا وإقليميًا، فزوال معادلة (س-س) انعكس سلبًا بشكل كبير، على العلاقات العربية البينية، وعقد المشهد الإقليمي أيضًا.

وبحسب حديثه لـ (سبوتنيك)، فإن المعادلة المذكورة؛ كانت تترجم ما هو أكثر من علاقة “عربية-عربية” هامة، بل تعدت ذلك إلى كونها مدماك أساس في الإبقاء على منظومة أمان عربي وإقليمي؛ ولو ضمن الحدود الدنيا الضرورية لتحقيق التفاهم والحفاظ على الأمن، كما مثلت صيغة عربية استطاعت أن تحافظ على حد أدنى من العمل العربي المشترك، رغم قسوة سياسة المحاور التي أصبحت أقوى وأكثر رسوخًا من التواصل العربي، بعد انقطاع العلاقة “السورية-السعودية”.

ويرى “دنورة” أن إعادة إحياء معادلة “سوريا-السعودية”، هو اليوم – كما كان دومًا – ضرورة حيوية للبلدين وللعرب والإقليم، فهو ضروري ومحوري للحل في: “اليمن ولبنان والعراق وليبيا”، على حد سواء، وضروري لفض الاشتباك “السعودي-الإيراني”، كما إنه ضروري للتصدي للمشروع “التركي-الإخواني” التوسعي، الذي يستهدف البلدين على حد سواء.

وأشار إلى أنه؛ وبدون هذا العمق العربي الإستراتيجي الهام، لكل من “السعودية” و”سوريا”، سيفقد كلا البلدين مساحات واسعة وهامة من المناورة السياسية والخيارات والحلول الملائمة لكل منهما.

يقضي على الإحتراب ويُمهد لحقبة نمو اقتصادي..

موضحًا أن تحقيق استعادة هذه العلاقات الهامة، يستحق، من كلا الطرفين؛ خطوات جدية تجاه الآخر تتضمن تدوير الزوايا وتحييد المسائل الخلافية والتركيز على المصالح والتحديات المشتركة، وعودة هذه العلاقات على أساس صيغة (رابح-رابح)، يعني من ضمن ما يعنيه إسدال الستار على عقد من الإحتراب والاضطراب والدم والفوضى، منذ عام 2011، وحتى اليوم، ويمهد لحقبة من فرص النمو الاقتصادي والاستقرار الأمني والسياسي.

وتابع: “من جانبٍ آخر؛ فإن القيادة السعودية الراغبة في الإبتعاد عن الراديكالية الدينية، في الداخل والخارج، تُمثل شريكًا واعدًا للعمل المشترك، وهي ببراغماتيتها، التي يبدو أنها تتدفعها للتأقلم الذكي والمرن مع المستجدات الدولية، قابلة لتفكيك الاستعصاء السياسي والإستراتيجي الذي أصاب المنطقة، نتيجة الجنوح نحو التعاطي (العنفي-العسكري) مع الأزمات، وهو التعاطي الذي أوصل جميع السياسات إلى طرق مسدودة وحالة من العجز الإستراتيجي”.

إعادة البناء والتعمير يحتاج للأموال..

إلى ذلك، اعتبر الدكتور “شاهر النهاري”، المحلل السياسي السعودي؛ أن التدخلات التي تحدث في “سوريا” معقدة جدًا، وأن هناك محاولات لبعض الدول العربية، لإعادة “سوريا”، إلى “الجامعة العربية”، وإعادة البناء من جديد، وهو ما يتطلب الأموال التي سيتم من خلالها التعمير، خاصة الخليجية والسعودية.

لافتًا إلى أن “المملكة العربية السعودية” لم تُشر بشكل رسمي إلى إجراء أي محادثات في “سوريا” أو لقاء المسؤولين هناك، وإن كان ذلك يتم، فهو يتم بشكل سري.

ويرى “النهاري” أن هناك الكثير من التغيرات الإقليمية، التي حدثت في المنطقة، منها إنفراجة العلاقات “السورية-المصرية”، وسعي “مصر” لإعادة “دمشق”، لـ”الجامعة العربية”، وكذلك استعادة الرئيس، “بشار الأسد”، لبعض المناطق التي سيطر عليها الإرهابيون، وهو ما شجع بعض الدول العربية للتفكير في إعادة “سوريا” للحضن العربي مجددًا.

مؤكدًا أن “المملكة العربية السعودية” منفتحة على الحلول التي تراها مناسبة لمساعدة “سوريا” والشعب السوري، من أجل العودة للحياة الطبيعية والعودة للمجتمع العربي، ولعل حديث ولي العهد، “محمد بن سلمان”، عن الطرق المفتوحة للحوار مع “إيران” يُدلل على إمكانية ذلك.

وكشف أن التدخل السعودي الآن؛ يأتي من مواقفها الثابتة في الشرق الأوسط، وأهمية دورها السياسي والدبلوماسي والمالي وحرصها على “سوريا” وإعادة البناء والتعمير هناك.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب